مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : وضع كل الخونة والمتعاونين مع العدو في سجن واحد

الرئيس العراقي صدام حسين عرف عنه الشجاعة وقوة الشكيمة ورباطة الجأش والثبات والهدوء عند المواقف الحرجة والكوارث والأزمات ان كانت سياسية او عسكرية ، ولكن صدام حسين ذلك الرجل المهاب والذي ترتجف أوصال القادة حوله حينما يرأس اجتماع القيادة القطرية الحاكمة وقتها بالعراق او اجتماع هيئة الأركان ، ذلك الرجل صاحب الكاريزما الأعلي حينها بأرض الرافدين والوطن العربي ، شوهد لأول مرة يبكي ودموعه تتساقط بغذارة خلال اجتماع ضم رئاسة هيئة الأركان العراقية ، بسبب اكتشاف المخابرات العراقية وقتها لخائن كان مصدر ثقة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، والموظف رفيع المستوي هو عبدالوهاب المفتي امين العاصمة العراقية والذي استغل منصبه وخان وطنه وزملائه بعد أن باع نفسه للمخابرات البريطانية ، والتي بدورها كلفته بمهمة قذرة وهي وضع كاميرات في غرف نوم كبار ضباط القيادة العراقية و تصويرهم مع زوجاتهم في أوضاع حميمة بغرض ابتزازهم وسهولة السيطرة عليهم .
وصدام حسين القائد الفذ عاقب الخائن المتعاون مع العدو عبدالوهاب المفتي بنفسه ، فصدام يعتبر ان الخائن أسوأ وأقذر مجرم في الدولة وشخص وضيع وسرطان يجب أن يتم استئصاله ، ولا وقت لتقديمه للمحاكمة.
ولعل عملية تحرير الخرطوم قد كشفت عن واحدة من أسوأ وأبشع جرائم الإنسانية التي تمت في العصر الحديث وهي معاملة الاسري من ضباط القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري والمعاشيين وبعض الموظفين و مواطنين تم الاشتباه فيهم من قبل مليشيا الشر التابعة لدولة الأسرار.
وقد لعب الخونة والمتعاونين دورا كبيرا في وصول عناصر المليشيا بالأحياء علي عناوين وأسماء منسوبي القوات المسلحة المعاشيين ، فلولا هؤلاء الخونة ماكانت عناصر المليشيا تستطيع القبض علي اي ضابط بالخدمة او في المعاش ، والمتهم الأول في تلك الخيانة والوشاية بالضباط خاصة المعاشيين بالأحياء ، هم أعشق أعضاء لجان المقاومة التابعة للحزب الشيوعي السوداني ، وبعض ممن ينعتون بكتائب حنين التابعة لحزب البعث ، فهؤلاء الخونة اللئام الذين تسببوا في وصول المليشيا لجيرانهم او اقاربهم بمزاعم انهم ضباط او عساكر سابقين او مشتبه بانتمائهم الي حزب سياسي لديهم معه خصمة عداوة.
فهؤلاء قد تسببوا في كل تلك المأسي والكوارث التي حدثت للأسري. والخونة المتعاونين مع المليشيا هم أصحاب الاجرام و المسئولية القانونية الاولي لما حدث للأسري من تعذيب وقتل واهانة وتجويع الي ان لقي عددا كبيرا منهم ربه شهيدا بسبب الجوع والمرض.
ولأن هؤلاء الخونة هم منا وفينا وأبناء عمومتنا واقرباء لنا و للعديد من المسئولين بالدولة ، فكثيرا ماحدث ان لقي بعضهم تعاطفا مع السلطات بسبب الضغوط الاجتماعية العنيفة من قبل الاهالي ، وقد تواترت انباء عن تسهيل عمليات هروب لبعضهم والبعض الاخر منهم تم الإفراج عنه بزعم عدم توافر الادلة ، والبعض لقي محاكمات مخففة.
ولأن اعداد الخونة كثيرة والضغوط الاجتماعية قد تتزايد علي السلطات في الفترة القادمة خاصة من قبل أهاليهم في مؤسسات الدولة الشرطية والعدلية ، عليه نقترح علي قيادة الدولة ترحيل كل الخونة اللئام الي السجن المركزي في بورتسودان ليقرر الشعب بشأنهم.