مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : الملف الأحمر حول انتهاكات وجرائم مليشيا الدعم السريع يجب أن يتم إعداده بعناية

ما ارتكبته مليشيا الجنجويد من انتهاكات فظيعة في حق المواطنين بالخرطوم والجزيرة وغرب دارفور وولاية سنار لايمكن ابدا مقارنتها بجرائم الحروب التي حدثت في العالم عبر تاريخ الإنسانية ، إذ تفوق الجنجويد علي تتار هولاكو والقرامطة ، وماجلان والفونسو الاسباني في آخر عهد دولة الأندلس الإسلامية، بل تفوقوا علي جزار سربرنيتسا بالبوسنة الصربي رادوفان كراديتش ونتنياهو إسرائيل ، بل تفوقوا علي عصابة المجلس العسكري في بورما وجرائمه ضد المسلمين ، فجرائم الدعم السريع التي ارتكبتها في حربها علي المواطن السوداني طوال عامين تفوقت فيها علي أعتي واكبر عصابات الاجرام علي مستوي العالم، بل حتي تاريخ الغزاة ومصاصي الدماء من ارتكبوا الجرائم في غزواتهم ودونتها بعض كتابات المؤرخين لم نجد في صفحاتها ماتم من بطش وتنكيل ودفن الضحايا أحياء وهم يتوسلون ، كما تم في الجنينة بغرب دارفور ، و ماتم من عمليات سلب ونهب تعتبر الأكبر في التاريخ لثروات وطمس تاريخ وحضارة العاصمة الخرطوم.، إذ تم قتل الأطفال والرجال والنساء بلا رحمة وتم تعذيب الاسري وحرقهم داخل كونتينرات الحبس كما تم اغتصاب النساء والاسوأ حدث في ولايتي الجزيرة وسنار وبعض مناطق كردفان ، فما كشف من جرائم وهي التي صورتها بغباء أجهزة منسوبي عصابات الدعم السريع من تصفية الاسري واذلال النساء وكبار السن يعتبر قليل جدا من حجم الجرائم التي ارتكبتها تلك المليشيا ، ففي ولايتي سنار والجزيرة كل الرجال الذين اغتالتهم المليشيا كانوا يدافعون عن أعراضهم وقد تنازل البعض منهم عن أمواله حتي تنجو عائلته من الاغتصاب زوجته وبناته ، ولكن بسبب عدم توفر اي وازع ديني او أخلاقي لتلك المليشيا فقد كانوا يطمعون في المزيد ، حتي ان البعض منهم كان يسخر من التوسل اليهم ، بل وصل الأمر الي ان يسخروا من قدرة المولي عز وجل علي قهرهم وردعهم ، فحين تقدم اليهم احد كبار السن بمنطقة الهلالية مسترجيا اياهم ان يخافوا المولي عز وجل فيهم ، صاح أحدهم في وجهه وقال للرجل كبير السن ( نحن سنقتلكم وسنقتل الله كمان، وبدأ في إطلاق اعيرة نارية بكثافة في الفضاء وهو يقهقه).
وجرائم كثيرة ارتكبتها هذه المليشيات ان كان قد تم تصويرها ربما لايصدقها العقل ، وهي جرائم ستدون في سجل هذه العصابة التي سيحاكمها الشعب السوداني قبل أن تحاكمها الهيئات والمؤسسات العدلية الدولية.
نعم يوجد تواطوء وتأمر دولي كبير علي السودان، فدولة الإمارات لم تترك دولة عظمي مهتمة بحقوق الإنسان او هيئة حقوقية وعدلية في العالم الا وسارعت الي شراء ذمة منسوبيها ، ورغم ذلك فإن عدد كبير من الشرفاء في العالم غير قابلين للشراء والبيع ، وسيجد السودان من يسانده في قضيته العادلة ضد الإمارات المنتهكة للعروض والملطخة اياديها بدماء أطفال غزة والسودان ، فهي قد خالفت كل الأعراف والمثل والقيم الإنسانية والأخلاق والقوانين الدولية ومازلت مصرة علي المضي في غيها بكل صلف وبجاحة وافتراء بغرور ووحشية ، فهي مازالت تدعم مليشياتها المجرمة بالسودان .
اذن الأمر يتطلب ان تخصص الدولة فريق عمل ولانود ان نقول تكوين لجنة قانونية لان الكل يتوجس من لفظة لجنة التي تنبثق منها لجان فرعية وتموت معها القضية ، فالأمر يحتاج أن تخصص الجهات السيادية بالدولة فريق عمل نشط يضم جهات استخبارية من الجيش وشرطية وأمنية وعدلية و اعلامية ودبلوماسية ، ومهمة هذا الفريق اعداد ملف احمر بعناية فائقة ، يضم كل الانتهاكات الفظيعة والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها المليشيا في حق المواطن السوداني ، وسيكون هذا الملف مرجعية لكل وفودنا وبعثاتنا الدبلوماسية بجانب تقديمه الي الجهات العدلية الدولية .