مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : تأمين العاصمة القومية من الناحية الغربية ضرورة ملحة !!

تعرضت العاصمة القومية الخرطوم وطوال تاريخها السياسي ، اي منذ أن نال السودان استقلاله من داخل البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر 1955 م ، تعرضت الي عدد ثلاثة غزوات مسلحة وكلها جاءت من الناحية الغربية للبلاد ، والقاسم المشترك في دعم وارسال وتشوين تلك الجماعات الغازية كان هو دولتي ليبيا وتشاد ، إذ تعرضت الخرطوم ابان حكم المشير جعفر محمد نميري لغزوة من تم نعتهم حينها بالمرتزقة في العام 1976م والذين قدموا من الأراضي الليبية وصولا الي الخرطوم ، وفي مايو من العام 2008 م جاءت الغزوة الثانية من قبل حركة العدل والمساواة المدعومة وقتها من دولة تشاد وصلت الي تخوم العاصمة وبالتحديد الي مدينة ام درمان ، بيد انها عجزت عن الوصول الي قلب العاصمة ، اما الغزوات الأخيرة فهي عبارة عن سيل هادر من المقاتلين المرتزقة الذين قدموا من الأراضي التشادية والليبية والبعض منهم من دولتي جنوب السودان وأفريقيا الوسطي مرورا بولاية جنوب دارفور ، وقد كان دخول تلك المجموعات المسلحة بغرض دعم واسناد جماعات الجنجويد المتواجدة اصلا داخل العاصمة الخرطوم والتي احتلت مواقع في الأصل كانت هي المسؤولة عن تأمينها.
اذن كل المخاطر للعاصمة الخرطوم تأتي من ناحية غرب ام درمان ، وهو شريط حدودي يمتد من منطقة القطينة وصولا الي منطقة الملتقي (مدينة الدبة ) ، ويبلغ طول هذا الشريط الحدودي من القطينة الي الدبة 385 م ، وهو مايتطلب من مجلس الأمن القومي للبلاد ان يجد معالجات او مقترحات لإغلاق هذا الشريط عبر عدد من المقترحات ، ولعل أفضلها هو تنفيذ ترعة غرب ام درمان المقترحة والتي تحقق عددا كبيرا من الأهداف الاستراتيجية والفوائد التنموية والأمنية لمناطق غرب ام درمان وخاصة وادي المقدم، وهذه المنطقة ت تضم الأراضي الخصبة التي تقدر بحوالي 2 مليون فدان صالحة للزراعة .
وبالنظر الي تهديدات قادة المليشيا المدحورة وداعميهم ، ومزاعمهم حول تبرير الهزيمة والخروج المذل من العاصمة ، فهم يرددون بالقول أن خروجهم تكتيكي مشيرين الي انهم سيرتبون صفوفهم ويعودون مرة أخرى الي العاصمة الخرطوم.
وبغض النظر عن صحة تهديداتهم من عدمها او استحالة تنفيذها كما هو معلوم ، ولكن الضرورة الملحة في الوقت الحالي تتطلب من مجلس السيادة الانتقالي ان يصدر قرارا بتكوين قوات مشتركة من القوات المسلحة والأجهزة المساندة الاخري علي ان تكون مهمتها هي تأمين العاصمة من الناحية الغربية مع مراعاة توفير كل المعينات اللوجستية اللازمة، وتوفير أفضل وأحدث انواع الأسلحة ، مع مراعاة التقارب بين نقاط تأمين الشريط الحدودي لغرب ام درمان ، بحيث تضمن تقارب نقاط التأمين الأفقية ، بحيث تتواجد كل نقطة تأمين عن الاخري بمسافة خمسة كيلومترات فقط ، أو أقل من ذلك ، وربما ان تم تنفيذ ترعة غرب ام درمان فأن مهمة تأمين العاصمة ستبقي سهلة للقوات المسلحة والقوات النظامية الاخري.
وبحسب العديد من الدراسات التي أجريت في السنوات الماضية حول فوائد تنفيذ ترعة غرب ام درمان ، فأن كل التوصيات قد امنت علي انشاء تلك الترعة الهامة ، إذ خلصت تلك الدراسات الي عدد كبير من الفوائد لتلك الترعة منها مايخدم استراتيجية الأمن القومي و كذلك الأمن الغذائي والمائي العاصمة .
إجمالا فأن عملية تأمين العاصمة الخرطوم من الناحية الغربية تبقي واحدة من الضرورات الملحة للأمن القومي للبلاد.

مقالات ذات صلة