تشاد تمهل البعثة الدبلوماسية السودانية 72 ساعة لمغادرة البلاد

في تصعيد جديد للأزمة بين السودان وتشاد، قررت الحكومة التشادية طرد البعثة الدبلوماسية السودانية بالكامل، وأمهلتهم 72 ساعة لمغادرة البلاد، وذلك ردًا على تصريحات ياسر العطا، مساعد قائد القوات المسلحة السودانية، التي اعتبرتها نجامينا تهديدًا مباشرًا لأمنها وسلامة أراضيها.
ويشمل القرار القائم بالأعمال بالسفارة السودانية في تشاد، الدكتور عبدالله صالح أبكر، الذي يعد الممثل الرسمي للسودان في نجامينا منذ اندلاع الأزمة السودانية. والجدير بالذكر أن الدكتور عبدالله صالح أبكر يشغل منصب قائم بالأعمال بالسفارة السودانية في تشاد، وهو المسؤول الأول عن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في ظل غياب سفير رسمي منذ تصاعد الأزمة السياسية والعسكرية في السودان.
وأصدرت وزارة الخارجية التشادية بيانًا رسميًا استنكرت فيه بشدة تصريحات العطا، مشيرة إلى أن السودان دأب لعقود على زعزعة استقرار تشاد عبر دعم المتمردين وتمويل الحركات المسلحة، إلا أن تشاد ظلت صامدة ولم ترد بالعنف. وحذرت نجامينا من أن هذه التصريحات قد تُفسر على أنها إعلان حرب إذا ترافقت مع خطوات عملية، مؤكدة أنها لن تتردد في الرد الحاسم على أي تهديد يمس سيادتها وفقًا للقانون الدولي.
كما شددت تشاد على حيادها في النزاع السوداني الداخلي، مجددة التزامها بالسعي نحو حلول سلمية لإنهاء الأزمة السودانية المستمرة منذ نحو عامين، والتي أودت بحياة الآلاف من السودانيين. وأشارت إلى أنها استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين، في إطار التزامها الإنساني رغم الأوضاع الأمنية المتوترة.
وفي رسالة حادة، دعت الحكومة التشادية قيادات الجيش السوداني إلى الكف عن التهديدات والتركيز على إنهاء الحرب داخل السودان بدلًا من تصدير الأزمة إلى دول الجوار، مؤكدة أن أي محاولة للمساس بسيادة أراضيها ستقابل برد صارم.
يأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من التوترات بين البلدين، وسط تحذيرات من أن يؤدي هذا القرار إلى مزيد من التعقيد في المشهد الإقليمي، في وقت يشهد فيه السودان صراعًا داخليًا مستمرًا بين الجيش وقوات الدعم السريع.