تحت المظلة .. ماهر بيك : العنوان 295A فينشلي روود

.
.
أيام ما كانوا يسمونه ديمقراطية و بعد حصول آل المهدي على تعويضات 42 مليون جنيه تعويضا عن أراضي أم دوم و منطقة أخرى … ذهبت إلى لندن و كان أول سوداني رأيته هناك الصادق المهدي يقود سيارة في Uxbridge road !!!! اتصلت بالصحفي السوداني عمر خليل عبده حاج و سألته ماذا يفعل هذا هنا !!؟ أجابني بأنه اشترى بيت !!!! … قررت الذهاب إلى العنوان عنوان عمود اليوم … و هناك قابلت ستيفن باك (دينكاوي) المتحدث الرسمي بإسم الحركة الشعبية لتحرير السودان و كان معه ثلاثة اخرين من قبائل أخرى حسب الشلوخ على وجوههم … سألته عن الهدف النهائي للحركة فقال …. دولة يتساوى فيها الجميع في الحقوق و الواجبات و إلغاء أي مظاهر دينية و تغيير اللغة الرسمية إلى الإنجليزية … تعجبت و سألته … هسي دي لو دينكاوي و شلكاوي اتقابلوا في أي مكان بيتكلموا سوا بأي لغة !!!؟ …. بيتكلموا عربي بس نحن راح نفرض الانجليزية و نلغي العربي نهائي.
قلت ليهو … ما مشكلة انا نوبي و العربي ما لغتي …. لكن انا مسلم و الآذان بتاعنا بالعربي !!! …. ما ضروري الآذان … دقوا جرس !!!
تركت مكتبهم متحسرا على ما اضعت من زمن و بعد أيام عدت إلى السودان واثقا أن خلاص السودان من التخلف بعيد أوانه.
بعد استقلال الجنوب كانت محطتهم التلفزيونية الفضائية كل برامجها بالإنجليزية عدا نشرة اخبار واحدة بعربي جوبا … تدريجيا تساوت الكفتان بين اللغتين تقريبا.
خلال الديمقراطية المزعومة تلاعب الديمقراطيون (حسب ما يسمون انفسهم) بها لدرجة جعلت الناس ترحب بإنقلاب المتأسلمين رغم علمهم بتوجهاتهم من أول يوم …. يوم 2 يوليو 1989 قال المرحوم عمر الدمرداش (الحزب الناصري) أن علي عثمان محمد طه سيكون وزيرا للخارجية بعد سنوات قليلة … و حدث فعلا.
أما ما يدور الأن …. رغم سعادتي بإندحار الجنجويد إلا أن المخاوف قائمة من المواجهة القادمة بين القوات المتشاركة في دحرهم …. سيتواجه حلفاء اليوم حتى يتم تقاسم الغنيمة بين أقل عدد ممكن.
.
.
ماهر بيك