مرصد مشاد: مجزرة المالحة إبادة جماعية تستدعي تحركًا دوليًا فوريًا

يدين مرصد مشاد بأشد العبارات المجزرة الوحشية والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين العزل في محلية المالحة، حيث نفذت هذه القوات عمليات تصفية ممنهجة راح ضحيتها أكثر من 87 شابًا، وأصيب المئات بجروح خطيرة، بينما تم اعتقال أكثر من 64 مدنيًا دون أي مسوغ قانوني. ولم تقتصر الجرائم على القتل والاعتقال، بل شملت انتهاكات مروعة بحق 39 فتاة وامرأة، إضافة إلى نهب ممتلكات السكان في المدينة والمناطق المجاورة، وحرق المنازل والمؤسسات، مما أدى إلى تهجير قسري لما لا يقل عن 1,451 أسرة تُركت تواجه مصيرًا مجهولًا في ظروف إنسانية كارثية دون غذاء أو ماء.
إن هذه الفظائع، التي تواصلت دون أي تدخل، تمثل انتهاكًا صارخًا لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب محاسبة عاجلة. إننا في مرصد مشاد نحمل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، كما نحمل الجهات الإقليمية والدولية مسؤولية التخاذل والصمت إزاء هذه المأساة. نطالب بفتح تحقيق دولي مستقل لكشف ملابسات المجزرة وملاحقة المسؤولين عنها أمام العدالة، وندعو الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين، وتأمين المساعدات الإنسانية العاجلة للمهجرين والمتضررين، ووقف هذه الانتهاكات المستمرة.
إن ما يحدث في المالحة ليس مجرد حادثة معزولة، بل هو جزء من نهج إجرامي ممنهج يهدد حياة المدنيين ويقوض الاستقرار في السودان والمنطقة. استمرار هذه الانتهاكات دون رادع يعزز مناخ الإفلات من العقاب ويفتح الباب أمام مزيد من التصعيد الدموي. مرصد مشاد يؤكد التزامه بمواصلة توثيق هذه الجرائم وتقديمها للجهات القانونية الدولية، ويحذر من أن الصمت والتقاعس عن اتخاذ موقف حازم إزاء هذه الجرائم يمثل تواطؤًا في استمرار المجازر والانتهاكات بحق الأبرياء. يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل فوري وحاسم لإنقاذ المدنيين ووقف هذه الكارثة الإنسانية قبل فوات الأوان.