ياسر الفادني يكتب: ما لم تراه زرقاء اليمامة

إرتباك غير مسبوق وسط الجنجويد في قلب الخرطوم، حيث لا قائد ولا أوامر تُنفَّذ، ولا تعليمات تُسمع ، من تبقى منهم لا يفكر إلا في النجاة بنفسه من الكماشة التي تضيق عليهم مع كل دقيقة تمر،الآن في الخرطوم يفر الجنجويدي من أخيه، من أمه وأبيه، حتى من عشيقته التي كانت تواسيه ، لم يعد هناك مفر، لم تعد هناك وجهة آمنة، القوات المسلحة التي كانت تحرر منطقة كل يوم، أصبحت تحرر منطقة كل نصف ساعة، الزحف كاسح لا يوقفه شيء، والانهيار داخل صفوف العدو وصل حد الطوفان الذي لا يُبقي ولا يذر

خلافات تعصف بقيادات الخارج، ملاسنات تتصاعد بينهم، الإتهامات بالخيانة تُلقى يمينًا ويسارًا، الإجتماعات التي كانت تُعقد لوضع خطط الإنقاذ، تنتهي بمعارك كلامية وصراعات شخصية، كثير منهم لم يعد يثق في أحد، كثير منهم صار يفكر في طريقة للقفز من السفينة الغارقة قبل أن تبتلعهم الأمواج، لم يعد ينفعهم الدعم، لم تعد تجديهم التوسلات، المركب مخروق، والمياه تغمره من كل جانب

الإمارات أدركت أنها تخوض حربًا عبثية ضد طواحين الهواء، لا نصر فيها ولا أمل، من تبقى في دارفور من قادتهم تحسسوا أمرهم منذ أيام، فروا إلى تشاد وتركوا خلفهم قومًا لا يكادون يفقهون قولًا، لا سبيل أمامهم إلا البحث عن طريق للفرار، أو إنتظار المصير المحتوم

الخرطوم أوشكت على التحرير، المسألة لم تعد سوى مسألة وقت، والجيش العظيم يقترب من إعلان النصر النهائي، النصر الذي سيكتبه التاريخ بحروف من ذهب ومهرت علي صفحاته دماء سوف تخلد وتترسخ في ذاكرة الشعب السوداني.

مقالات ذات صلة