مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : سهير عبدالرحيم في صفحات كتاب لكل (امرأة قصة كفاح طويلة) !!

لو قدر للكاتبة الاردنية والخبيرة في الأمم المتحدة الدكتورة إكرام عبدالقادر العش ان تلتقي الصحفية السودانية وسفيرة الإنسانية سهير عبدالرحيم ، لكان لها ان تضمها الي كتابها الرائع (لكل امرأة قصة كفاح ترويها) وهو كتاب تركت فيه الفرصة لمجموعة نساء يحكين خلاله وبالتفصيل قصة كفاحهن وصراعهن مع الحياة الي حين بلوغ الأهداف.
وسهير عبدالرحيم مثال حي للمرأة السودانية التي استطاعت الموازنة مابين الحفاظ علي تقاليد وقيم الأسرة السودانية وبين الدخول بشجاعة وجرأة الي العالم الحر حيث تختلط فيه المرأة بالرجال كتفا بكتف وتنافسهم في ميادين الإبداع المختلفة ودنيا التجارة والمال وغيرها ، و لسهير كتاب من الحياة مليء بالقصص الشيقة وقصة كفاح عظيمة ، كتاب مشحون بالعبر والدروس يحكي عن كيف للانسان ان ينهض بعض سقوط واحباطات وكيف له ان يصل الي أهدافه بعد أن تتوفر عنده الارادة و العزيمة والإصرار علي تخطي العقبات والصعاب. ولعل تاريخ السودان يضم مجموعة من النساء اللائي قد تركن بصمة وأثرا ، بل كانت لهن حكايات ومواقف خلدها التاريخ وبعضها وثقته مناهج التعليم او كتب المؤلفين والمؤرخين ، فقديما حدثونا عن مهيرة بنت عبود ودورها المشهود في مقاومة الاستعمار التركي ، كما حدثنا التاريخ عن رابحة الكنانية، وبعد الاستقلال كانت مجموعة من النساء اللائي كتبن تاريخ المرأة بالسودان خاصة بعد بروز دور الشيخ بابكر بدري رائد تعليم المرأة في السودان فكانت هنالك اول طبيبة سودانية وهي زاهية خالد واول برلمانية الاستاذة فاطمة أحمد إبراهيم ودكتورة سعاد الفاتح السياسية وأم الاسلاميين بالسودان ، ولعل التاريخ السياسي بالسودان قد طغى كثيرا علي أدوار بعض النساء اللائي لم يجدن حظا كبيرا من الشهرة مثل الحاجة زينب محمد نور وهي أول امرأة اسست مدرسة بشرق السودان في كسلا وقد كرمتها الأمم المتحدة ضمن قائمة الف امرأة غيرن تاريخ العالم ، ولان الجائزة قد حصلت عليها بعد وفاتها الا ان ابنتها فاطمة سمهن بالقضارف قد خلدت ذكري والدتها فاسست منظمة زينب والتي كان لها مجهودات كبيرة في العمل الإنساني في دارفور وشرق السودان خاصة عن قضايا المرأة.
وبتاريخ 21 مارس 2025 م حصلت الصحفية سهير عبدالرحيم علي جائزة عالمية تمنحها المنظمة الدولية للعمل التطوعي لافضل 100 امرأة في الوطن العربي ، ورغم ان توقيت الجائزة قد جاء متزامنا مع الزحف المقدس لأبطال القوات المسلحة والقوات المساندة الاخري نحو تحرير واحدة من المواقع الحكومية المقدسة لدي الشعب السوداني وهي القصر الجمهوري والذي يعني العزة والكرامة والشموخ بل هو تاريخ السودان كله ، ورغم ذلك التوقيت الدقيق والذي طغت فيه اخبار الانتصار علي كل حدث في السودان ، ولكن لأن الصحفية سهير عبدالرحيم هي واحدة من أبرز ايقونات الانتصار ، بل كانت واحدة من أبرز أدوات الإلهام لفرسان السودان ، لذلك كانت الفرحة فرحتين انتصار الجيش وحصول الاستاذة سهير عبدالرحيم علي جائزة التقدير التي تستحقها ، وأن حاولنا ان نحصي إنجازات هذه الصحفية المحبوبة لدي
الشعب السوداني فقد نعجز عن ذلك ، فسهير كانت نصيرة الشباب المصابين جراء مظاهرات ثورة ديسمبر ، و الذين لاقوا التجاهل والإهمال من حكومة حمدوك سلك المؤودة، وسهير كانت نصيرة طلاب الجامعات الذين لجأوا إليها يجأرون من قهر وجشع ملاك الجامعات الخاصة ، سهير عبدالرحيم كانت نصيرة النازحين عبر منظمتها فكانت مبادرة (دفيني) والتي وزعت خلالها آلاف المفارش للمحتاجين حتي انها نالت الثناء والتقدير من عدد من خطباء المساجد ، ولم تتوقف عجلة سفيرة النوايا الحسنة سهير عبدالرحيم إذ اعقبتها بمبادرة اخري (فطوركم علينا)، وقبلها كانت مبادرتها (وصلني) لتوصيل طلاب الامتحانات وقد اكتسبت منظمةسهير ثقة الجهات المانحة علي مدار فترة زمنية تجاوزت أكثر من عقد من الزمان ، ولم يكن ذلك صدفة فهي مثال للأمانة والنزاهة والتواضع في خدمة المحتاجين إذ كثيرا ماكانت تنزل الي الميدان بنفسها وهي تحتضن المحتاجين وتواسيهم.
تم تكريم سهير عبدالرحيم من هيئة دولية أممية وقبلها تم تكريما من قبل مكتبة الكونجرس ومنظمة الدولية Save The Children المهتمة بقضايا الطفولة ، ونتمني أن تجد التكريم والتقدير اللائق من الجهات السودانية.