رمضان محجوب يكتب : أقنعة “أبوبكر الشيخ”….!!!

يقول أهل الدراما إذا أردت إنجاز عمل دارمي ناجحا ومتكاملا فلا بد أن تطبق معايير ومطلوبات ذلك والتي تتمثل في اختيار القصة الجاذبة والحبكة الدرامية والسيناريو والحوار المشوق.

بجانب اختيار شخصيات “أبطال القصة” ذات كاريزما تشد المتابع إضافة إلى ديكور واقعي يجسد ابعاد القصة بجانب تصوير احترافي يبرز تفاصيل الانفعالات والتعابير للشخصيات المحورية في العمل الدرامي المستهدف.

ثم يأتي من بعد ذلك ممثلون يجيدون تقمص تلك ادوار تلك الشخصيات وملاك كل ذلك وكنترول ذاك النجاح يرتبط بمخرج مجيد لمهنته قادر على ترجمة كل تلك المعطيات لنجاح درامي باهر…

تذكرت ذلك كله وانا اتابع قبل بداية الشهر الفضيل لترويج ” المسلسل ال” بريمو” “أقنعة الموت” للمخرج المبدع أبوبكر الشيخ والذي تبثه هذه الأيام فضائية الزرقاء؛ فقد شدني الترويج الي المسلسل وانتظرته بشغف وانا الذي قد قاطعت متابعة الدراما السودانية منذ “الدهباية” َقبلها “دكين” لظن مني بأن حواء الدراما السودانية قد عقرت لانتاج عمل درامي بحجم ماذكرت.

حتى اتي المخرج “ود الشيخ” ليبدد ظني ذاك ويحيله الي يقين بمسلسل أقنعة الموت والذي اعتقد انه أصدق ما انتجته الدراما السودانية ولا أعتقد أنها ستنتج أصدق منه ابدا لانه باختصار وثق وجسد لاخطر حقبة مفصلية عاشها ولا زال الشعب السوداني الموجوع واخرج كل مافى داخل الشعب السوداني من صفات ذميمة وحميدة.

فاقنعة الموت سيغير نظرة الكثير من المتابعين للدراما السودانية التي حصرت نفسها خلال السنوات الاخيرة في قالب دارمي وقصصي ممل يتبعه أداء نمطي لاشباه ممثلين يمثلون بالشعب السوداني ولا يمثلونه فلا يحتمل مشاهد رؤيتهم.

خرج مؤلف ومخرج اقنعة الموت المبدع أبوبكر الشيخ من التناول السطحي لما يسمى بالدراما السودانية التي تعرض كل رمضان على المنصات الرقمية والتي تحاول تقليد الرومانسية التركية والتراجديا الهندية خرج ود الشيخ عن المألوف وقدم لنا عملا دراميًا ناجحا بكل المعايير التي ذكرتها في صدر المقال.

قصة اقنعة الموت جاءت واقعية وسردت أحداث وتناول قضايا عايشناها و عايشناها ولا زلنا ليوثق هذا العمل الرائع للعالم أجمع ويبين ويفضح أعمال مليشيا الدعم السريع الإرهابية والممارسات والانتهاكات التي مارستها في الحرب بحق الشعب السوداني الأعزل.

فمبثل ما أبرزت قصة “أقنعة الخوف” الصفات السيئة لضعاف النفوس منا فخرج من بيننا ود الحي “اللص الشفاشفي” الذى تعاون مع المليشيا كما خرج السمسار الطماع و”المستغل” والتاجر المطفف.. و. و.. في المقابل أبرزت القصة الوجه الحق للسوداني الأصيل “فارس الحوبة” و”اخو البنات” و “جبل الضرا”.

شكرا نبيلا المبدع ابوبكر الشيخ وفريق عمله من منتجين وادارين وفنيين وممثلين فقد جعلتم المستحيل ممكنا ومنحتمونا “إرثا” دراميا سودانيا خالصا نفخر ونفاخر به بين العالمين.

مقالات ذات صلة