من أعلي المنصة … ياسر الفادني يكتب … حمار النوم !

كان هناك رجلٌ يُدعى دقلو، جلس ذات ليلة في خيمته الفاخرة، تحيط به جوقة من المصفقين، وقرر أن يبيع لشعبه حلمًا جديدًا، أغمض عينيه، تنهد بعمق، ثم قال بصوت الواثق الممسوس: “ماكينات طباعة العملة والجوازات جاهزة!”

في تلك اللحظة، بدأ الحلم، رأى الشعب فجأة أموالًا تتطاير في السماء، جوازات تُوزع بالمجان، وبلادًا تنهض من تحت الرماد كطائر الفينيق، محمية بالكامل من الطيران كما وعدهم القائد الحالم، رأى الناس مدنهم تتحرر بلمسة سحرية، والخرطوم تُضاء بأنوار العدالة، ودول العالم تتسابق لتهنئتهم على هذا الفتح المبين

لكن فجأة، ومع بزوغ شمس الواقع، استفاق الجميع ، لا أموال، لا جوازات، لا حكومة محمية، لا تحرير، لا شيء سوى السراب، بحثوا عن مصنع دقلو، فلم يجدوا سوى أكوام من الأوراق المزيفة، وخطب جوفاء، وأحلام تحولت إلى كوابيس

أما دقلو؟ فقد وقف أمام المرآة يبتسم، بينما مصنع الوهم يعمل بكامل طاقته، غير مدرك أن أعظم فشل إعلامي هو أن يصدق الكاذب كذبته!، ويصيب الحالم (أب كباس ) و أكذب السعي لسعي الحمار (المكادي) عندما يحملك وأنت نايم لتحرير الشمالية ونهر النيل وبورتسودان ! .

مقالات ذات صلة