خبر وتحليل -عمار العركي : المستشفيات الإماراتية “الضرار” تصل جنوب السودان : وما يجب علي السودان القيام به

▪️في خطوة تثير القلق والمخاوف الأمنية وتعد استمرار للعدوان الإماراتي علي السُودان ، افتتحت الإمارات مستشفىً ميدانياً في ولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان، على مقربة من الحدود السودانية، تزامناً مع تصاعد الرفض الدولي المتنامي لدورها في دعم المليشيات المحلية المتمردة والأجنبية المرتزقة والغازية في السودان. وبينما تدّعي أبوظبي أن المستشفى يأتي في إطار جهود إنسانية، تكشف الحقائق على الأرض أن المستشفى يؤدي وظيفة مزدوجة، تتجاوز الطابع الإنساني إلى أدوار عسكرية ولوجستية لصالح تلك المليشيات ، التي تلفظ انفاسها الأخيرة في محاولة اخيرة للامارات بمنحها قبلة الحياة .
*_رسائل ودلالات: استمرار الدعم رغم الإدانة الدولية_*
▪️في تحدٍ واضح وسافر للإدانات الدولية يأتي افتتاح المستشفى،في وقت تواجه فيه الإمارات إدانات دولية متزايدة بسبب دورها في دعم المليشيات المتمردة والغازية ، وعلى الرغم من تقارير دولية تؤكد تورط أبوظبي في تسليحها وتمويلها ، تواصل الإمارات العمل على الأرض في تحدٍ واضح للضغوط الغربية والإقليمية، ما يشير إلى إصرارها على تنفيذ استراتيجيتها في السودان.
*الموقع الاستراتيجي والدور الجنوبي*
▪️لا يمكن اعتبار اختيار شمال بحر الغزال، المحاذية للحدود السودانية، مجرد صدفة، بل هو توظيف استراتيجي يتيح تقديم الدعم اللوجستي والطبي للمقاتلين. ووفق التقارير، بدأ المستشفى بالفعل في استقبال جرحى المليشيات وإجلائهم من مناطق القتال داخل السودان.
▪️افتتاح المستشفى بحضور نائب الرئيس للشؤون الاقتصادية في جنوب السودان بنيامين بول ميل ونائب وزير الخارجية ماندي سمايا، يكشف أن حكومة سلفا كير ليست مجرد مستفيد من الدعم الإماراتي، بل شريك فاعل في تقديم التسهيلات اللوجستية لهذا العدوان الإماراتي الواضح و المباشر .
▪️تزامنت هذه الخطوة مع تقارير مؤكدة تتحدث عن وعود إماراتية بتقديم 200 مليون دولار إضافية لجوبا، مقابل منح تصاريح برية وجوية لنقل المعدات العسكرية إلى المليشيات السودانية.
*_المستشفيات الإماراتية : استراتيجية عدائية متكررة_*
▪️لا يمكن فهم مستشفى شمال بحر الغزال بمعزل عن نموذجين سابقين لمستشفيات إماراتية استُخدمت لأغراض عسكرية واستخباراتية:.فمستشفى أم جرس في تشاد.،أُسست كقاعدة خلفية للمليشيات المتمردة والغازية ، تم تمويل المستشفى من قبل الإمارات، وتم تقديمه كعمل إنساني، لكنه تحول إلى غرفة عمليات ميدانية لمعالجة مقاتلي المليشيات، قبل إعادتهم إلى جبهات القتال، وكان الموقع الحدودي للمستشفى عاملاً أساسياً في دوره العسكري، حيث وفر غطاءً لنقل الإمدادات اللوجستية والعلاج الطبي للمقاتلين.
▪️المستشفى الإماراتي في غزة، والذي صاحبته فضيحة استخباراتية مدوية في عام 2020، حيث أنشأت الإمارات مستشفى ميدانياً في قطاع غزة، لكن تبين لاحقًا أن 50 من العاملين فيه كانوا عناصر استخباراتية إماراتية، جاؤوا تحت غطاء “كوادر طبية”، حيث تم ضبط معدات تجسس متطورة، واكتشاف أن المستشفى كان يستخدم لجمع معلومات أمنية عن الفصائل الفلسطينية ونقلها إلى إسرائيل، وبعد انكشاف الأمر، تحول المستشفى إلى فضيحة كبرى أدت إلى إغلاقه عمليًا .
*_مطلوب تحرك فوري وحاسم_*
▪️مزيد من.الضغط الدبلوماسي والعزل الدولي للإمارات ،وتصعيد التحركات الدبلوماسية عبر التنديد بالدور الإماراتي في المحافل الدولية، واستدعاء سفير جنوب السودان للاحتجاج رسمياً ، والمطالبة بالرجوع عن هذه الخطوة.
▪️التحرك تجاه مجلس الأمن.و تعضيد الشكوى السابقة ضد الإمارات ، كذلك تجاه محكمة العدل في لاهاي لتعضيد الدعوى الأخيرة ، و الجامعة العربية لاثبات خرق الامارات لتوصيات القمة الطارئة الأخيرة ،ووالاتحاد الإفريقي لفضح تورط الإمارات والمطالبة بضرورة فك تجميد عضوية السُودان حتي يتسني له الحراك الإقليمي لمواجهة العدوان الإماراتي .وتنسيق جهوده مع دول إفريقيا أخري متضررة من التدخلات الإماراتية، لتشكيل جبهة إقليمية ضاغطة.
▪️كذلك ، لابد من تحركات استخباراتية وأمنية بتشديد المراقبة والسيطرة الحدودية ، والرصد الدقيق لنشاط المستشفى ميدانياً خاصة، حركة نقل المصابين وإجلائهم.، لتوثيقه وكشف حجمه الحقيقي وأهدافه الخفية.
▪️تنفيذ عمليات استباقية لتعطيل خطوط الإمداد الخارجة او القادمة من جنوب السودان إلى داخل السودان، وتعزيز النشاط الاستخباراتي في جوبا لمتابعة مسار الدعم الإماراتي للمليشيات، تزامناً مع تعزيز الوجود العسكري السوداني في المناطق الحدودية مع جنوب السودان لمنع تسلل المقاتلين والجرحى عبر نقاط العبور غير الرسمية.
▪️لابد من فرض معادلة ردع جديدة، من خلال تحذير حكومة جنوب السودان رسمياً من أن استمرارها في تقديم التسهيلات للإمارات والمليشيات سيقود إلى إجراءات تصعيدية، قد تشمل إعادة النظر في العلاقات الثنائية.
*_خلاصة القول ومنتهاه_*
▪️ما يجري في شمال بحر الغزال ليس جديدًا، بل يأتي ضمن نمط متكرر من التدخلات الإماراتية التي تستغل المساعدات الإنسانية كأدوات عسكرية واستخباراتية. التجارب السابقة في أم جرس وغزة تؤكد أن هذه المستشفيات نادراً ما تكون محايدة أو خالية من الأجندات السياسية، بل يتم توظيفها لخدمة أهداف استراتيجية تمتد من تقديم الإسناد العسكري إلى جمع المعلومات الأمنية.
▪️إذا لم يتحرك السودان بحزم، فإن هذا المستشفى سيمثل حلقة جديدة في سلسلة الدعم الإماراتي للمليشيات، رد الروح في المليشيا التي هي في سكرات الموت، بالتالي يجب أن يكون الرد سريعًا وحاسمًا، دبلوماسياً واستخبارياً وعسكرياً