خبر و تحليل – عمار العركي : مؤتمر ميونخ للأمن: السودان يعود إلى الساحة الدولية بفرص جديدة
![](https://www.atheernews.net/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20241213-WA04471-1-780x444-1.jpg?v=1738930481)
▪️ينطلق اليوم الجمعة 14 فبراير ” مؤتمر ميونخ للأمن” في دورته الـ61، وهو المنتدى الأهم عالميًا في مجال السياسة الأمنية، حيث يجتمع فيه أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة، إضافة إلى وزراء الخارجية وقادة من مختلف أنحاء العالم. ويشكل المؤتمر فرصة لمناقشة القضايا الأمنية الكبرى، التحديات الدولية، والترتيبات المستقبلية للأمن والاستقرار، حيث تتصدر الحرب في أوكرانيا والسودان وجمهورية الكنغو الديمقراطية جدول أعمال المؤتمر.
▪️في هذا السياق، تأتي مشاركة السودان بعد انقطاع دام اربعة سنوات – كانت آخر مشاركة في 2020م مثل السودان فيها عبدالله حمدوك – من ألمانيا الإتحادية لوزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة، وهو تطور بالغ الأهمية يعكس رغبة دولية متزايدة في إشراك السودان ضمن المنظومة الأمنية العالمية. هذه الدعوة لا تعني فقط استئناف السودان لعلاقاته مع المجتمع الدولي، بل تفتح أمامه آفاقًا واسعة للانخراط مجددًا في القضايا الأمنية الإقليمية والدولية، واستثمار هذه المنصة لتعزيز علاقاته الثنائية وتحقيق شراكات استراتيجية تخدم مصالحه الوطنية.
*_مؤتمر ميونخ: الأهمية والأبعاد_*
▪️يُعد المؤتمر، أحد أبرز الفعاليات التي تحدد مسارات السياسة الدولية، إذ لم يُعد يقتصر على القضايا الأمنية ، بل أصبح منصة رئيسية لصياغة التفاهمات الجيوسياسية، وبحث التحالفات الدولية، وتأتي دورة هذا العام في ظل تصاعد النزاعات الدولية، واحتدام المواجهة بين القوى الكبرى، وتزايد الحاجة إلى إعادة ضبط الأمن العالمي وبالتالي، فإن مشاركة السودان ليست مجرد إستماع للمداولات دولية، بقدر ما هو فرصة لإستغلال المنبر لشرح وتوضيح حقائق حرب الكرامة ، وتقديم مقترحات ومساهمات في صياغة القرارات التي تؤثر على مستقبل الأمن والاستقرار العالمي.
*_مشاركة السودان: ماذا تعني ؟_*
▪️الدعوة في حد ذاتها اعترافًا دوليًا بأهمية السودان في القضايا الإقليمية والدولية والمشاركة فيها مؤشر إلي بداية استعادة السودان لموقعه في المشهد الدولية ، وتمنح السودان فرصة لإعادة بناء علاقاته مع الدول الكبرى ومؤسسات الأمن الدولي.توعزيز العلاقات الثنائية والشراكات الاستراتيجية ، كما يشكل المؤتمر منصة لعقد اجتماعات ثنائية بين المسؤولين السودانيين ونظرائهم من الدول الكبرى، مما يفتح المجال لتطوير العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية.
▪️يمكن للسودان استغلال هذه اللقاءات لتأمين دعم سياسي واقتصادي لمشروعاته الوطنية، وفى إطار إعمار ما دمرته الحرب، و تحقيق مكاسب مباشرة وغير مباشرة علي الصعيد الدبلوماسي والأمني والإقتصادي.
*_كيف يستثمر السودان هذه الفرصة_ ؟*
▪️لتحقيق أقصى استفادة من هذه المشاركة، ينبغي على السودان إتباع نهج استراتيجي يتضمن توظيف اللقاءات الثنائية لإبرام شراكات تخدم المصالح السودانية، خاصة في مجالات الأمن، الاستثمار، والتنمية وطرح رؤية واضحة لدور السودان الإقليمي، بما يشمل مكافحة الإرهاب، الهجرة غير الشرعية، وحفظ الاستقرار في القرن الأفريقي إضافة إلي إرسال الرسائل الدبلوماسية والإيجابية عن إستعداد السودان لتعزيز التعاون مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، سواء في المجال الأمني أو الاقتصادي والتفاعل النشط مع القضايا الدولية ، عبر مبادرات عملية قابلة للتنفيذ ، وإظهار السودان كطرف فاعل يسعى إلى تحقيق الاستقرار إقليميًا ودوليًا.
*_خلاصة القول ومنتهاه_*
▪️بعد غياب لعدة سنوات، تمثل دعوة السودان لحضور مؤتمر ميونخ للأمن نقطة تحول بارزة في علاقات السودان الدولية، وخطوة نحو تأكيد دوره كلاعب إقليمي يسعى إلى تعزيز شراكاته الدولية، والمساهمة بفعالية في حل الأزمات الإقليمية، وبناء تحالفات استراتيجية مع القوى الكبرى.
▪️قدرة السودان على استثمار هذه الفرصة بشكل فعال يعتمد على مدى نجاح وزارة الخارجية وجهازالمخابرات العامة في تقديم رؤية واضحة، وعقد لقاءات مثمرة، وبناء تفاهمات مع القوى الدولية، بما يضمن له مكاسب مباشرة على المستويين الأمني والاقتصادي، ويعزز مكانته كلاعب إقليمي ودولي فاعل..