خبر وتحليل – عمار العركي :السيادة السودانية في جولة تواطؤ إماراتي إفريقي جديدة
![](https://www.atheernews.net/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20241213-WA04471-1-780x444-1.jpg?v=1738930481)
_______________________________
▪️ليس الأولي ولن تكون الأخيرة من جولات الإستهداف ، هذا التواطؤ الإماراتي الإفريقي بقيادة رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي “موسى فكي” للنيل من السودان ، ليأتي بيان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، السيد مالك عقار، مؤكداً على استمرار التآمر الممنهج. فالإعلان عن مؤتمر تنظمه الإمارات بشأن السودان على هامش قمة الاتحاد الإفريقي، وبمشاركة أطراف إقليمية ودولية، يكشف عن دور جديد يقوم به موسى فكي قبل مغادرته المنصب قريبًا في إرتهان الإرادة الإفريقية وانتهاك سيادة الدول الأعضاء، خاصة السودان الرائد والمؤسس، لصالح الإمارات.
▪️البيان السيادي لم يقتصر على رفض المؤتمر فحسب، بل طرح تساؤلات جوهرية حول دور الاتحاد الإفريقي ومدى استعداده للتماهي مع الأجندة الإماراتية. وفي هذا التحليل، سنفكك أبعاد البيان من خلال طرح تساؤلات استراتيجية تتعلق بمغزى المؤتمر، ومستوى التنسيق مع الاتحاد الإفريقي، ودلالات إشراك الإمارات في قضايا السودان رغم عدم عضويتها في الاتحاد.
*_دلالات توقيت البيان والموقف السوداني المتشدد_*
▪️في ردة فعل دبلوماسبة استباقية صدر البيان قبل إنعقاد المؤتمر الإماراتي المزعوم، مما يعكس استباقًا دبلوماسيًا سودانيًا لكشف تحركات الخصوم ومنع فرض أمر واقع جديد على الأزمة السودانية.
▪️أشار البيان إلى رفض “مصر” المشاركة، وهو ٱمر متوقع من مصر ، ولكن بالضرورة تعزيز هذه الموقف بفكرة إمكانية تشكيل تحالف لمواجهة التدخلات الإماراتية .
▪️التحذير من إعادة إنتاج “البازار السياسي”: أكد البيان أن المؤتمر لا يخدم السودان، بل يسعى إلى تحويل القضية إلى “بازار سياسي” تستغل فيه الإمارات نفوذها.
*_هل الاجتماع يتم بتنسيق مع الاتحاد الإفريقي_ ؟*
▪️من الناحية الرسمية، لم يعلن الإتحاد الإفريقي عن دعمه للمؤتمر، لكن وجود منظمات إقليمية مثل الاتحاد في قائمة المشاركين يثير تساؤلات عن مدى التنسيق غير المباشر.
▪️إذا كان الإتحاد الإفريقي على علم بالمؤتمر ولم يعترض، فهذا تماهٍ ضمني مع الإمارات.
▪️توقيت المؤتمر، الذي يتزامن مع اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، يعزز فرضية محاولة الإمارات التأثير على المداولات الرسمية للإتحاد الإفريقي بخلق مسار موازٍ يخدم أجندتها.
*_كيف يكون ذلك والإمارات ليست عضوًا في الاتحاد الإفريقي_ ؟*
▪️الإمارات ليست دولة إفريقية، ولكنها استطاعت التغلغل في هياكل الاتحاد الإفريقي عبر دول مؤثرة مثل إثيوبيا، ودوائر وشخصيات داخل المنظومة ،وهو ما منحها نفوذًا غير رسمي.
▪️الإمارات تستخدم نفوذها المالي والاقتصادي لاستمالة دول داخل الاتحاد الإفريقي، مما سمح لها بالتدخل في ملفات لا تخصها مباشرة.
▪️إذا كان المؤتمر مدعومًا بشكل غير رسمي من بعض قيادات الاتحاد الإفريقي، فهذا يعني محاولة لتشكيل مسار سياسي للسودان دون مشاركته الفعلية.
*_هل الاتحاد الإفريقي يواصل التماهي مع الإمارات_* ؟
▪️نعم ، فالاتحاد الإفريقي سبق أن علق عضوية السودان عقب إصلاحات اكتوبر 2021م والتي وصفها بالانقلاب، وذات السناريو سبق وان حدث في موطن موسى فكي-؛تشاد-؛فلم يسميه انقلابا ولم يعلق عضوية بلاده في الاتخاد ، لكنه لم يُظهر موقفًا مرنًا
▪️في مخالفة واضحة للوائح والقوانين المنظمة ، سبق وأن قام الإتحاد بإشراك الإمارات في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي بشأن السودان، كما حدث مع الإماراتي شخبوط بن نهيان، بيد ان السيد “موسي فكي” رفض الطلب المُقدم من اصدقاء السودان.لرئيس الدورة الحالية بمخاطبة المؤتمر ،متحجحا بأن السودان مُجمد النشاط ولا يحق له ؟
▪️هذا غير سابقة قيام موسي فكي بتنفيذ رغبة الإمارات وأشرك إسرائيل في في إحدي مؤتمرات القمة كمراقب لتتصدي الجزائر وجنوب إفريقيا ويتم إخراج الوفد الإسرائيلي من قاعة المؤتمر ليكشف عن مستوى متزايد من التماهي مع الإمارات.
▪️السماح للإمارات بالمشاركة في اجتماعات رسمية أو موازية أو علي هامشية دلالة وأضحة على اختراق الإمارات ومصادرة القرار داخل منظومة الاتحاد الإفريقي مما يتطلب من السودان تكثيف الجهود والتصعيد دبلوماسي لكشف هذه الممارسات وحماية مصالحه داخل الإتحاد الإفريقي
*_التوظيف السياسي للمساعدات الإنسانية_*
▪️الإمارات تدّعي تقديم المساعدات الإنسانية، لكن بيان نائب رئيس المجلس السيلدي “مالك عقار” فضح تسببها بشكل مباشر في الأزمات الإنسانية ، برعايتها وتسليح وتمويل الحرب وإصرارها العلني علي مواصلة هذا الإنتهاك والعدوان الإنساني الذي لا يستره غطاء المساعدات المقدمة
*_الإمارات تعتلي أرواح وجماجم السودانيين وصولا للقمة الإفريقية_*
▪️الإمارات تنبني استراتيجية تسلطية وعدوانية تجاهوالسودان بهدف تحقيق طموحها ومشروعها الإقليمي إنطلاقا من السودان كمركز وغرفة عملياتها الإقليمية لذلك تسعى الإمارات إلى فرض نفسها في المشهد الإفريقي و الإتحاد الإفريقي بتواطؤ من بعض الدوائر والدول الأعضاء داخل منظومة الإـحاد الإفريقي.
*_ما يجب علي السودان القيام به_*
▪️بالضرورة أن يتقدم السودان بطلب توضيح رسمي من الاتحاد الإفريقي حول مدى علاقته بالمؤتمر الإمارتي ودوره في حماية دولة عضو من تغول دولة خارج الإقليم تتستقطب وتستعتدي دول أعضاء ضد السودان كعضو مؤسس ورائد.
▪️تصعيد القضية إعلاميًا ودبلوماسيًا لكشف أي تواطؤ محتمل بين الاتحاد الإفريقي والإمارات.
▪️القيام بتحركات داخل الاتحاد الإفريقي عبر الدول الإفريقية المتضررة من النفوذ الإماراتي، لإضعاف أي محاولات لفرض أجندة خارجية على السودان.
▪️الموقف المصري متوقع ًث، ولكن بالضرورة تعزيزه بمواقف إفريقية أخري ترفض التدخل الإماراتي مثل الجزائر ، مع إجراء إتصالات وتحركات تجاه الدول الإفريقية الصديقة والمحايدة لإنشاء جبهة دبلوماسية إفريقية مضادة للتدخل في الشأن الإفريقي والسوداني.
*_خلاصة القول ومنتهاه_*
▪️بيان نائب رئيس مجلس السيادة ليس مجرد رفض لمؤتمر إماراتي، بل هو إعلان موقف صريح بأن السودان لن يقبل أي تدخل خارجي يُفرض عليه. التحليل العميق للبيان يكشف عن تصعيد سوداني مدروس ضد التحركات الإماراتية، ويؤكد الحاجة إلى إعادة تموضع السودان دبلوماسيًا داخل الاتحاد الإفريقي، لمنع محاولات فرض مسارات سياسية تخدم جهات غير إفريقية.
▪️ التحرك القادم يجب أن يكون دبلوماسيًا وإعلاميًا لفضح الدور الإماراتي، مع تعزيز تحالفات السودان داخل القارة لاستعادة موقعه الطبيعي كلاعب رئيسي في تقرير مصيره.