الضوء الشارد .. عامر باشاب يكتب : عامين من نزيف الحزن المتواصل
….
رحيل الأم … خروج الروح
ست الناس ” تاجوج بت العباس”
مازال الحزن ألَماً يحبو ..!!
………
تحملت طيلة حياتي أقسى الجراح
وعانيت من عذبات الآلام و الأوجاع
فلم أجد أفظع و أوجع من ألم الفراق ،
فجعت وصدمت بفقد أعز الأعزاء أقارب وأحب الحبايب وأصدق الأصدقاء فلم أشعر بإحتراق القلب من الدرجة الأولى
إلا بعد إتقاد نار حزن إشتعلت بسويدا
قلبي لحظة رحيل أمي العزيزة الغالية “تاجوج” حدث ذلك في الساعات الأولى
من يوم الإثنين الثامن من شهر رجب
من العام قبل الماضي، الأراضى المقدسة
ضمت جثمانها الطاهر وضمتني الأحزان بقسوتها ومنذ تلك الصدمة وأنا أعيش غيبوبة في غيابت الحزن لم أفق من ظلمتها
(غيمة سواد تعلن حداد عمت كل البلاد)
و برغم أن الثامن من رجب الذي مضي من هذا العام جاء معلناً الذكرى الثانية على رحيل
ست الحبايب ولكن مازالت جمرة الحزن تكوينى في كل أجزاء تكويني ، مزقت نسيج وخلايا ومسامات الجسد وكادت تخرج الروح، و بتأثير هذا الفراق الحراق
بعد رحيلها لم أشعر بقيمة دارنا، فمن دونها (البيت) مبنى بلا معنى، جدار بدون نضار ،مجرد
بناء طوب مرصوص فقد ذلك التوهج والضياء وتألق
النبض والحس المحسوس
( ست الناس تاجوج بت العباس)
إختصها الله بالكثير من فيض فضله ورحمته فأكرمها بكل الحنان والتحنان
وبياض النية، طبع أصيل وصبر جميل
أهداها قلباً عطوف شفيق ولوف رقيق
يسع الجميع محب متسامح لايضيق
يحسن معاملة العدو قبل الصديق،
يرضى بالمقسوم في الرخاء والضيق
ينبض بصفاء ونقاء لا يعرف الجفاء.
أعطت فما أبقت، تعلمنا منها فضيلة الإخلاص في حب الناس كل الناس
وإسكان الجار مكانة بالقلب توازي منزلة ومحبة أقرب وأعز الناس، لم أسمع منها
قط كلمات (جيب)،(عايزة) ،( رسل لى)
تنفق بسخاء ليل نهار يميناً وشمال
لا تدخر طعام ولا يبقى بيدها مال. اللهم يا الله مثلما عاشت أمي قانعة
راضية بما قسمت لها في حياتها الدنيا،
إجعلها باالآخرة في عيشة راضية وجنة عالية قطوفها دانية،
في جنات ونهر عندك يا مليك يا مقتدر ، وأسقها رحيق مختوم من العين التي يشرب منها ( المقربون) ، وألبسها أساور من ذهب وثياباً خضراً من سندس و إستبرق
و مثلما أكرمتها بعُشرة (جارات) طيبات فضليات أسألك أن تعزها بجوار حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وجوار نسائه العبادات الساجدات الراكعات الذاكرات وجوار القانتة (مريم إبنتَ عمران) و أن تبني لها عندك بيتاً في الجنة يجاور بيت السيدة الصالحة الزاهدة
المرأة المثال لقوة الإيمان (إمرأتَ فرعون)
ويا غفور يا رحيم إجعل حزني عليها
دعاء مستجاب يؤانسها في مرقدها
وتاتيها نسمات نفحات الجنة
من كل باب
وختاماً أسألك اللهم أن تجمعني بها
وأبي في غرفة من غرفات الجنة الآمنة
علي ناصية من نزل الرياض الشريفة
عند ميراث خير الوارثين الصادق الأمين
خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمداً سيد الخلق أجمعين.
آمين يارب العالمين.
شرود أخير :
أمي الحنينة الشوق غلب.
والفراق طال وطال الدمع هطال .
عمان و مازل الحزن ألماً يحبو .
…..
شارد الضوء
باشاب.