حفتر و روتو في القاهرة .. تحولات جديدة في الصراع السوداني

تقرير : محمد سعد
30 يناير 2025

سجل الرئيس الكيني زيارة للقاهرة بعد غياب طويل لاعادة تنشيط العلاقات بين البلدين ومعروف موقف كينيا تجاه مليشيا الدعم السريع و حواضنها السياسية .
وقبل أيام سجل خليفة حفتر ايضا زيارة لمصر و هو يمثل ايضا إمتداد لوجستي للمليشيا .
بالاضافة لدعم تشاد الواضح للمليشيا و توتر العلاقات مع جنوب السودان و إثيوبيا لوحظ ايضا إنسحاب مليشيا الدعم السريع بشكل مفاجئ من العاصمة الخرطوم و بعض المدن الاخري .
والسؤال الذي يتبادر للأذهان هل توجد دلائل او ملامح لإعادة صياغة موقف دول الجوار وفقا لرؤية دولية تجاه السودان مع الاخذ في الاعتبار وجهة نظر بعض المحللين السياسيين بأنه توجد رؤية لفصل اقليم دارفور لتكوين دولة ذات سيادة مع ضمانات لمصر خاصة بحماية الحدود لها ..
إن قراءة الازمة السودانية باعتبارها صراعا بين جنرالين ينطوي على تبسيط مخل للازمة ويتجاهل السياق الدولي الذي تندرج في اطاره، حيث تمثل هذه الازمة جزءا من صراع دولي كبير في المنطقة تتقاطع فيه مصالح الامارات وروسيا و الولايات المتحدة و الاتحاد الاروبي و الصين . ولفهم هذا الصراع من الضروري الالمام بتاريخ الصراع الإقليمي بين السودان و دول الجوار خلال التاريخ الممتد من الصراع داخل السودان والذي شهد تغييرات ذات طبيعة مد وجزر مع دول الجوار التي كانت تتغير مواقفها حسب المتغيرات و المصالح العالمية .

ليبيا
أفاد موقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) البريطاني، نقلا عن مصادر ليبية مقربة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أن الرقابة الدولية اضطرته إلى تغيير الطرق التي تستخدمها قواته لتزويد قوات الدعم السريع السودانية بالوقود والسلاح.
وقال الموقع إن سياسيين ومحللين ومصادر استخبارية من جنوب ليبيا، أكدت له تورط حفتر في توريد السلاح والوقود لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وأوضح الموقع البريطاني أن مصادره كشفت عن أسماء القواعد الجوية التي قالت إن قوات حفتر تستخدمها الآن لإرسال الإمدادات إلى قوات الدعم السريع في السودان، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام كانت قد تداولت صورا لشحنات أسلحة تنقل من قواعد عسكرية في شرق ليبيا في وقت مبكر من اندلاع الصراع بالسودان.
ونقل تقرير الموقع عن سعد بن شرادة عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا، قوله -في مقابلة حصرية مع “ميدل إيست آي”- إن القوات المسلحة العربية الليبية التابعة لحفتر تنقل الإمدادات العسكرية من أراضيها إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يتم نقلها بالسيارات عبر الحدود إلى الأراضي السودانية.

ان فهم تطور الاحداث في السودان يمكن ان يكون أفضل عبر مقارنته بتجربة التدخل الاماراتي في ليبيا رغم اختلاف مسارات الأحداث. فمخطط حفتر بدأ في 2013 بمحاولة السيطرة على الشرق ثم التمدد جنوبا، ثم شمالاً وصولا الى طرابلس في 2019 لكنه فشل في النهاية بسبب تحالف الفصائل ضده. ويبدو ان الامارات وفاغنر اعتقدتا بامكانية تطبيق السيناريو الليبي في السودان بطريقة معكوسة اي السيطرة على العاصمة منذ البداية، نظرا للقوة الكبيرة للدعم السريع وانتشاره في مواقع استراتيجية. الا ان صعوبة تحقيق هذا الهدف دفعتهما الى تبني خطة بديلة تتمثل في السيطرة على دارفور وفرض سلطة محلية شبيهة بسلطة حفتر ومع ذلك لم يتراجع الدعم السريع عن محاولة توسيع نطاق المعارك الى الجزيرة بهدف استنزاف الجيش وابعاده عن دارفور، إلا أن انحياز الحركات المسلحة في الفاشر للجيش ادى الى أن يجد الدعم السريع نفسه في حرب استنزاف في الجانب الآخر.
هذا التعقيد زاد من ضبابية المشهد وجعل توقع مسار الاحداث اكثر صعوبة ومما يزيد الامور تعقيدا وجود محور آخر مهم وهو مصر حيث تدعم مصر الجيش السوداني بشكل واضح اذ ترى في وجوده مصلحة استراتيجية وترفض اي نفوذ للدعم السريع بالقرب من حدودها الجنوبية، لما يشكله ذلك من تهديد امني ومع ذلك بدأ البعض في التشكيك بالموقف المصري بعد زيارة حفتر للقاهرة تلتها زيارة الرئيس الكيني وليام روتو وكلاهما من حلفاء الامارات مما اثار تكهنات حول صفقة محتملة بين مصر والامارات تتضمن غض الطرف عن سيطرة الدعم السريع على دارفور مقابل ضمانات بعدم تهديد الامن المصري. غير ان هذا السيناريو يبدو مبسطا اذ ان القرار المصري لا يمكن فصله عن مصلحة مصر الأكبر و هي ضمان امن وسلامة حدودها الجنوبية و أيضا عدم الوثوق في مليشيات تعمل علي اثارة الفوضي و تفتقر الي الانضباط و التحكم القيادي .

كينيا و السودان

بدأت موجات تغيير العلاقات مع كينيا المجاورة للسودان منذ زمن بعيد إبان الحرب بين شمال السودان و جنوبه وتبادل الطرفان الاتهامات بدعم المعارضة و تأجيج الصراع الداخلي للبلدين .
وفي التاريخ الحديث شهدت العلاقات بين كينيا و السودان تراجع إبان الحرب بين الجيش و مليشيا الدعم السريع .
وفي وقت سابق استدعى السودان سفيره في العاصمة الكينية نيروبي للتشاور احتجاجاً على الاستقبال الرسمي الذي نظمته الحكومة الكينية لقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” والتي جاءت بعد جولة شملت أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وأعقبتها زيارة لدولة جنوب إفريقيا.
ونقلت المنصة الرسمية للحكومة السودانية عن وزير الخارجية السوداني علي الصادق القول إن التشاور مع السفير سيغطى كل الاحتمالات لمآلات علاقات السودان مع كينيا التي اتهمها بـ “مولاة قوات الدعم السريع واستضافتها لقادته وداعميه .
وعلى خلفية العلاقة السياسية والاقتصادية التي وُصفت بالوثيقة بين الرئيس الكيني وليام روتو وقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان (حميدتي)، ولمواقف رسمية كينية اعتُبرت انتقاصا من سيادة السودان، أعلنت الخرطوم رفضها رئاسة كينيا للجنة الرباعية الخاصة بحل أزمة السودان إيغاد
وقال مصدر دبلوماسي سوداني للجزيرة نت إنّ لرفض الخرطوم رئاسة كينيا لآلية إيغاد أسباب “إجرائية وموضوعية”، حيث لم تُبحث في قمة إيغاد العادية التي عُقدت في جيبوتي في 12 يونيو قضية رئاسة كينيا للجنة، ولم يتم الاتفاق أثناءها على هذا الأمر.
وأضاف أن القمة الطارئة للآلية في 17 أبريل ، قررت تشكيل لجنة من الرؤساء واختارت رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وهذا القرار يظل ساريا حتى بعد توسعة اللجنة بإضافة رئيس وزراء إثيوبيا.
وترى الخرطوم أن سلفاكير ميارديت هو الأنسب لرئاسة اللجنة وفق ذلك القرار، ولدوره في التوصل إلى اتفاقية “جوبا” للسلام في السودان.
وأخطر رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رسميًا رئيس الدورة الحالية لإيغاد بموقف بلاده، مؤكداً دعم مبادرتها الرامية لإيجاد الحلول الممكنة من أجل السلام في السودان.
————–
ماهو الاثر المحتمل إقليميا في حال إنفصال اقليم دارفور مستقبلا إذا حدث !
هل سيتأثر المكون الافريقي في دارفور بشكل خاص في حال إنفصال الاقليم او سيطرة مليشيا الدعم السريع علي مدينة الفاشر مع الوضع في الاعتبار الصراع القائم اصلا بين المكونات العربية التي تنتمي اليها المليشيا و التي تعادي بشكل واضح بقية المكونات الاثنية في دارفور منذ زمن بعيد .

—————————

المحلل السياسي
Ibrahim Shiglawi

حول الموضوع اوضح ان التحركات الإقليمية الأخيرة، بما فيها زيارات الرئيس الكيني وخليفة حفتر لمصر، قد تعكس إعادة صياغة مواقف دول الجوار تجاه السودان وفق رؤية دولية فرضها تقدم الجيش السوداني في عدد من مخاور القتال الحاكمة لذلك ، فإن ما يجري ميدانياً لا يمكن وصفه بانسحاب لمليشيا الدعم السريع، بل هو نتيجة لخطة عسكرية مدروسة نفذها الجيش السوداني، تمكن خلالها من استعادة زمام المبادرة وإجبار المليشيا على التراجع من الخرطوم ومدن أخرى.
باعتبار أن مصر ظلت داعمة للجيش والحكومة السودانية، فمن المتوقع أن أي تحركات في هذا الملف تتم بتنسيق مشترك بين البلدين، خاصة أن استقرار السودان يمثل أولوية لمصر. أما في حال انفصال دارفور تحت اي لافتة وهذا مستبعد ، فقد يؤدي ذلك إلى عدم استقرار إقليمي، وتصاعد النزاعات الداخلية، وتهديد للمك

Navy Maj. Gen. (Ret. ) Dr. Ismail Osman Abushook.

شكرا على طرح الموضوع. فهو من الموضوعات المهمة والملحة الان.
وهو أيضا موضوع معقد تتداخل فيه مصالح ومخاوف كل دول الجوار، بمصالح ومخاوف الدول الكبرى.
يمثل التحول الذي جرى في سوريا نقطة انطلاقة لفهم الطريقة التي ربما يتعامل معها المجتمع الغربي مستقبلا مع الإسلام، وكذلك افتتاح الكونغرس جلسته بآيات من الذكر الحكيم.
إن ثنائية المصالح والمخاوف مرتبطة بالأهداف العالمية المتمثلة في استقرار مناطق الموارد في العالم وهو أفريقيا، وفي أفريقيا السودان وغربه حتى المحيط
المؤجج من عدم الاستفادة من هذه الموارد هو صراع المصالح الذي يستخدم القوة الغاشمة التي يتمتع بها عرب شتات أفريقيا.
استئصال هذه القوة يتيح فرص متساوية للتفاوض حول كيفية تحقيق المصالح.
خروج جيش السودان منتصر وخلفة شعبه الذي تم استنفار و تجييشه وحشده لحماية أرضه وعرضه، مع الخسارات الكبيرة في عدد وعتاد عرب شتات دول الجوار، سيغير معادلة استهداف السودان بالوسائل العسكرية، ،وهذا لا يعني بالضرورة وقف الاستهداف، ولكن تغيير الأسلوب والاولوية فقط.
زيارة كينيا وحفتر ليبيا، ربما تقرأ في الاتجاه الذي ذهبت اليه،، ولكنها أيضا ربما تقرأ في اتجاه آخر تدل عليه الزيارة المتكررة للمصريين للسودان في وقتين متقاربين، وزيارة خارجيتنا لكينيا، والحراك التشادي على حدودنا الغربية -( منعا لدخول المنسحبين من القتال للداخل التشادي)
مقروءا مع تعيين مبعوث أمريكي للسودان ( إن حدث فعلا) مع توجهات بالاهتمام بالتجارة لمصلحة الرخاء الأمريكي، وتعزيز استقرار الدول الرئيسية ( والسودان منها) وتحقيق متطلبات شعوبها، وشعبنا قال كلمته التي فهمها كل العالم.
سيناريو انفصال دارفور هدف استراتيجي للصهيونية العالمية التي تتحرك من خلال عناصر المخابرات العالمية،، تواجه هذه الصهيونية العالمية الان نكسات في مختلف أهدافها التي تسعى لتحقيقها، ومنها ملف تقسيم السودان. ربما ستتأخر أولوية هذا الهدف ولكنه سيظل في القائمة طال الزمن أو قصر، وعليه لابد من ترتيبات لربط السودان وخاصة الإقليم وما يذخر به من موارد بمصالح عالمية تفيدنا وتستفيد وتستطيع إلغاء هذا الهدف نهائيا.

عثمان ميرغني

من المهم أن ندرك أن حرب 15 أبريل 2023 في السودان ذات أجندة متدحرجة، بدأت بقصور سياسي أدى لاستقطاب عسكري تفجرت عنه محاولة للاستيلاء على السلطة ثم سرعان ما استعير لها شعارات ترتبط بالديموقراطية والاصلاح الهيكلي لما أسموه دولة 56 ثم أخيرا تحولت إلى حديث عن التهميش وغيره.
في السياق ذاته تحرك الاهتمام الدولي من مجرد عملية تيسيرية إلى وساطة ثم محاولات للضغط عبر حزم العقوبات المتزايدة.
حاليا تمر الأزمة السودانية بأخطر مراحلها، وهي محاولة تشكيل مستقبل السودان عبر القوى الخارجية، في ظل ضعف كبير للقوى الداخلية الرسمية والسياسية والمجتمعية.
السودان حاليا على قارعة الطريق ينتظر حراك العوامل الخارجية ليعلن رفضه الدائم للتعامل معها دون رؤية لما يجب ان يكافيء الرفض من عمل داخلي. مما انتج فراغا قد يستجيب لقوى الضغط الخارجي.
الوضع في دارفور يتحرك بسرعة من اطاره العسكري إلى السياسي الخارجي، حسابات الربح والخسارة تنظر باهتمام لسيناريوهات استمرار أو فصل دارفور عن السودان. وحتى الآن لم يتشكل سيناريو خارجي حقيقي للدفع نحو الفصل لكن بالضرورة مع تمرحل الأزمة السودانية ،ان لم يتوفر الحل الناجع، سيكون ذلك خيارا يحظى بدعم خارجي.
في حال غلبة سيناريو فصل دارفور – لا قدر الله- فإن مترتباته الداخلية كثيرة اهمها اشهار فتح الباب لأقاليم أخرى أن تحذو السيناريو ذاته.
الصراعات القبلية في دارفور قد لا تكون مهددا كبيرا بالصورة التي يُروج لها فالأمر نفسه قيل قبل انفصال الجنوب، وحدث فعلا لكن سرعان ما توصل الجميع لأهمية التعايش
.

Prof. Siddig Eissa Ahmed
Expert on water resources and environmental engineering
Ex-director general of UNESCO chair in water resources, Omdurman Islamic University

إن زيارة الرئيس الكيني، وليام روتو، لمصر ليس سهلاً ربطها بانفصال دارفور. وكذلك الحال بالنسبة لزيارة خليفة حفتر لمصر.
ففي السياسة، كما هو معروف، لا بد أن نسأل عن المستفيد من أي فعل محدد. ولا شك أن أي محلل مبتدئي في الجيوسياسة لدى حكومة مصر سيرى أن من الأفضل والأنفع والأجدى لمصر وجود دولة واحدة في حدودها الجنوبية، لا سيما إذا ما كانت هذه الدولة تمثل خط إمداد مضمون وسلس وفعال اقتصادياً (cost-effective) لموارد وخيرات وفيرة وضرورية للخزينة المصرية المتهالكة في ظل متغيرات إقليمية أخرى غير مواتية.
ومن المحتمل جداً أن تكون دولة الإمارات، الراعي والممول للجنجويد، قد أحجمت مؤخراً عن دعمها بلا تحفظ لحميدتي، وذلك تحت ضغوط تركية سبقت أو أعقبت إعلان الرئيس التركي التوسط بين الإمارات والسودان. لكن ذلك لا يبرهن على وجود مخطط لانفصال دارفور. فحميدتي لا يملك القدرة ولا الأهلية لإقامة دولة في دارفور، ولو كانت لديه القدرة أو الأهلية لسارع بتشكيل حكومته من الخرطوم في لحظات المد الكاسح التي استطاع خلالها أن يسيطر على الخرطوم والجزيرة وأجزاء من كردفان ودارفور.
وهنالك أيضاً ناحية ينبغي عدم إغفالها، ألا وهي ضرورة توفر إرادة قوية للدولة العظمى في عصرنا، وهي أميركا، مع توافق من منظومة الأمم المتحدة. وذلك بالضبط ما حدث في حالتي انفصال جنوب السودان وإريتريا
مايكل رودينو
صحفي كيني
Kenya has played a significant role in mediating the Sudanese crisis, particularly through the Intergovernmental Authority on Development (IGAD). However, the engagement has been controversial as you know.

The military leadership has previously accused Kenya of bias toward the RSF, pointing to Nairobi’s close ties with some Sudanese opposition figures and the diplomatic maneuvers within IGAD.
Now, it does remain to be seen whether there will be a shift of Kenya’s approach to the whole issue. Egypt has been a staunch supporter of Sudan’s military leadership under General Abdel Fattah al-Burhan, opposing international efforts that could weaken Khartoum’s position.
If Kenya does indeed shift its position, then the two Presidents meeting could mark an effort to mend relations with Sudan’s military and align more closely with Egypt’s position.
Given that Kenya as interests in the region and may want to counter the reputation as playing favorites with one side of the Sudanese factions then the right move is to readjust and realign with Egypt’s position on the matter. It also restores our credibility as a peace maker in the East African region given pressure from the West is also there following Trump’s return to the White House.

A shift is required if we are to have a stable region, our reputation as a peacemaker is restored and our interests aren’t lost.
—————————————-

الهندي عزالدين
صحفي و محلل سياسي

بعد الانتصارات المتوالية للقوات المسلحة السودانية في ولاية الجزيرة وحاضرتها مدني ثم في بحري والخرطوم وفك الحصار عن القيادة العامة للجيش ، اقتربت الحرب من نهايتها على الأرض.
وبالتالي فإن رؤساء الدول والحكومات من حولنا التي تحالفت أو دعمت قوات الدعم السريع المتمردة تبحث الآن عن خروج آمن يجعلها تتقارب مع قيادة القوات المسلحة السودانية وتنفض أيديها عن التمرد الذي فتحت له أراضيها للدعم اللوجستي والدبلوماسي والاعلامي.
ولذلك ألحت الحكومة الكينية في طلب زيارة وزير خارجية السودان علي يوسف الذي التقى وزير خارجيتها والرئيس روتو في نيروبي قبل أيام.
المعركة في المرحلة القادمة ستنتقل إلى إقليم دارفور ، حيث تحاصر قوات التمرد عاصمة الإقليم “الفاشر” منذ عدة أشهر ، وحتى في حالة سقوطها فإن القوات المسلحة لن تترك الاقليم وستسعى لتحرير مدن دافور كما حررت أم درمان وسنجة ومدني وبحري والخرطوم .
في رأيي لن يقبل الجيش السوداني فصل إقليم دارفور مهما كلف ذلك ، ولكن ربما يقبل الدخول في مفاوضات على قسمة السلطة في الإقليم بين مكونات دارفور المختلفة من عرب وأفارقة مع حل قوات الدعم السريع ودمج قوات كل الحركات المسلحة المساندة للجيش و ما تبقى من الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية.

محمد حامد جمعه نوار
صحفي سوداني

لدي الموقف المصري فيما يبدو تنسيق دبلوماسي و سياسي رفيع مع القيادة السودانية بشان ادوار يمكن ان تلعبها مصر بشكل ايجابي لصالح السودان فيما يتعلق بترتيب بعض الملفات مع بعض دول الجوار والاقليم .
شاهدنا الان تحول اساسي وكبير في الموقف الكيني بعد موقف كينيا الذي كان يبدو معادي لموقف الجيش السوداني و تعتقد انه ليس للسودان حكومة و كانت تقود حملات تبدو اقرب لمليشيا الدعم السريع والان يوجد تحول كبير في الموقف الكيني بالاخص عند تولي السفير علي يوسف وزارة الخارجية و الذي اعتقد انه يقود تواصل مباشر مع بعض الدول التي توترت العلاقات معها او جمدت بعد الحرب في السودان و بالتحديد كينيا التي سافر اليها وزير الخارجية السوداني واجري مشاورات مثمرة انتهت الي تحول كبير في الموقف الكيني الذي كان يدعم بشكل كبير ما يمكن ان نسمية المعارضة السودانية . بشكل مفاجئ اتجهت كينيا الي التضييق علي بعض عناصر تحالف ( تقدم ) و انشطة الدعم السريع التي كانت تعتبر نيروبي محطة اساسية لادارة نشاط مثل الظهور العلني لقادة الدعم السريع بالاراضي الكينية .
الان بدات السلطات الكينية اجراءات بشان هذه الانشطة المعادية للسودان كما اعلن الرئيس روتو بان السودان من حقه ان ينضم للاتحاد الافريقي و وعد بدعم هذا الاتجاه و تحدث بلغة ايجابية جديدة غير اللغة السابقة .
واضح ان مصر تدير ملفاتها حسب مصالحها بالطبع و بالطبع يوجد فصل ثابت بهذه الملفات بخصوص السودان عبر رؤية مصرية اقرب للقوات المسلحة السودانية و الحكومه السودانية الحالية .
اللواء خليفة حفتر والرئيس الكيني زاروا القاهرة و تحدثوا بشكل جيد عن الاوضاع في السودان عبر نفس رؤية الحكومة المصرية التي تهتم بالحفاظ علي وحدة السودان .
ليبيا حفتر اصدرت بيان رسمي اعلنت فيه بانها لن تدعم قوات الدعم السريع و نفت وصول اي امداد للدعم السريع وهذا البيان حتي ولو كان غير صادق الا انه يشير الي ان حفتر بدا يفك في ارتباطه مع الدعم السريع .
لدي مصر دور كبير و هام في الحفاظ علي وحدة و سلام السودان و هذا الدور كان واضحا في المباحثات التي جمعت بين الرئيسين الكيني و المصري

Retired Police Major General, Dr. Idris Abdullah Lyman

الاراده الدولية عقدت عزمها علي اعاده تشكيل المنطقة كلها ومايحدث الان هو مخطط يتم تنفيذع في معامل ومطابخ تشكيل المنطقة ة تتشكيل و صيغة الهوية فقط من اجل المصالح والتاريخ اثبت ان المستعمر الغربي يسعي لتحقيق المكاسب بغض النظر عن الاخلاق و المثل و القيم .
بدات القوي الاستعمارية الحديثة في تنفيذ مخططها في السودان و لكنه فشل بسبب قوة السودانيين و لن يتوقف مشروع المستعمر في تدمير السودان و لو فشل الان سيتأجل الي مرحلة مقبلة بالاخص سيتم استهداف إقليم دارفور نسبة للثروات الطبيعية في هذا الإقليم .
المحرر

تتجه الازمة السودانية نحو احد احتمالين رئيسيين، تحقق الانفصال وتمكن الدعم السريع من فرض سيطرته على دارفور مما يؤدي الى واقع تقسيمي فعلي مع اعلان كيان مستقل غير ان هذا الكيان سيكون هشا بسبب الصراعات القبلية العميقة والتاريخ الطويل للنزاع في الاقليم فضلا عن انتشار السلاح بكثافة مما يحول المنطقة الى ساحة اقتتال داخلي مستمر شبيهة بالصومال خلال التسعينيات.
ثانيا فشل الانفصال وتحول الدعم السريع الى حركة متمردة تواصل القتال ما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في السودان لسنوات طويلة. في هذا السيناريو سيجد الجيش نفسه في مواجهة طويلة الامد مع تمرد يمتد على مساحات واسعة مما يعطل جهود اعادة الاعمار ويؤدي الى استمرار التدهور الاقتصادي.
في كلتا الحالتين فان الازمة السودانية مرشحة للاستمرار لفترة طويلة في ظل تعقيد المصالح الدولية والاقليمية المتشابكة، مالم يتم التوصل لاتفاق مع الأطراف الدولية ذات الصلة وهذا هو الحل الأنسب حتى في حالة استمرار التفوق العسكري للجيش. ومرة آخرى، هذا الاتفاق لن ينجح بدون توافق الأطراف الخارجية في الصراع.

مقالات ذات صلة