د.عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب : فك الحصار عن سلاح الإشارة : إنتصار تاريخي وإشارة بنهاية الحرب
* شهدت الأيام الأخيرة تطورات كبيرة في مسار العمليات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية و القوات المقاتلة معه من جهة و مليشيا الدعم السريع المتمردة من جهة أخرى كان أبرزها فك الحصار عن سلاح الإشارة في العاصمة أمدرمان بعد حصار استمر 21 شهرا .
* هذا الإنجاز تحقق بعد إلتقاء جيشي أمدرمان وسلاح الإشارة مما شكل ضربة إستراتيجية للمليشيا المتمردة وأعاد فتح الطريق نحو القيادة العامة للقوات المسلحة التي تعد رمزا للجيش السوداني و فخراً لصمودها في وجه الهجمات المليشيا المتمردة المتكررة .
* بالتوازي مع ذلك سجل الجيش السوداني والقوات المشتركة نصراً كبيراً في مدينة الفاشر معقل الصمود في غرب السودان ، حيث تم دحر المليشيا المتمردة بشكل ساحق .
* هذه النجاحات المتتالية جاءت بعد معارك شرسة أظهرت قوة تنظيم الجيش وإصراره على إستعادة السيطرة على البلاد وفك الحصار عن أهم المواقع الثكنات العسكرية للجيش السوداني .
* *تأثيرات تلك الإنتصارات على مسارح العمليات للجيش والقوات المقاتلة معه:*
1. تلك الانتصارات العظيمة رفعت الروح القتالية بين الجنود وأكدت قدرتهم على الصمود وتحقيق التقدم رغم الصعوبات .
2. فك الحصار عن سلاح الإشارة وتأمين مناطق جديدة يعزز سيطرة الجيش على الخرطوم ومناطق إستراتيجية أخرى ما يسهم في تسهيل الإمدادات العسكرية .
3. كما أن تلك الإنتصارات تحفز الجيش لتوسيع عملياته لإستعادة المزيد من المدن والمواقع التي لا تزال تحت سيطرة المليشيا المتمردة .
* *تأثيرات تلك الإنتصارات على مليشيا الدعم السريع المتمردة :*
1. الهزائم الكبيرة التي تلقتها مليشيا الدعم السريع المتمردة في محور بحري والخرطوم والفاشر أثرت بشكل مباشر على هيكل القيادة والسيطرة للمليشيا المتمردة، مما يعجل بإنهيار تنظيمها الداخلي .
2. مع تزايد الخسائر المتكررة للمليشيا المتمردة ستفقد دعمها الشعبي من قبل حواضنها الإجتماعية أو السياسية من شتلة تقزم وأي دعم إقليمي أو دولي متبقٍ لها وخاصة أن الدول التي يأتي الدعم عبرها تشهد أحداث داخلية قد تغير من طريقة تعاملها مع المليشيا المتمردة رغم ضغط دولة الإمارات الداعم الرئيسي للمليشيا .
3. كما يجب أن لا نجهل أن تلك الهزائم التي مُنيت بها المليشيا المتمردة ورداً عليها قد تلجأ المليشيا إلى تكتيكات غير تقليدية مثل تنفيذ هجمات مباغتة أو استهداف المناطق المدنية عبر إستخدام المسيرات الإستراتيجية كما حدث في كلا من مروي و دنقلا و النيل الأبيض والشوك وأخيراً اليوم فتاشة .
* إن لتك الإنتصارات تأثيرات سياسية داخلياً وخارجياً يجب أن تولي لها الحكومة إهتماماً كبيراً فالمعركة السياسية لا تقل ضراوة عن العسكرية .
* *تأثيراتها السياسية داخلياً:*
1. الإنتصارات تعزز شرعية القوات المسلحة كحامي للدولة مما يزيد من دعم الشعب لهاواإلتفاف حولها أكثر .
2. الهزائم المستمرة للمليشيا المتمردة قد تضعف نفوذها السياسي والداعمين السياسين لها مما يسهل على الحكومة الإنتقالية أو أي إدارة قادمة فرض سيطرتها والترتيب لبناء الدولة وفق أسس سياسية عادلة .
2. النجاح العسكري قد يهيئ الأجواء لإطلاق مبادرات سياسية تهدف إلى تحقيق الإستقرار الداخلي .
* *تأثيراتها السياسية خارجياً :*
1. إن تلك الإنتصارات قد تشجع الدول الإقليمية والدولية على تقديم دعم أكبر للجيش السوداني سواء كان سياسياً أو لوجستياً .
2. الهزائم المتكررة للمليشيا قد تضعف أي دعم خارجي لها وتزيد من الضغوط الدولية لإنهاء الصراع وخاصة بعد تولي ترامب الرئاسة .
3. تسهم تلك الإنتصارات في إستعادة الإستقرار مما ينعكس إيجاباً في إعادة بناء صورة السودان على الساحة الدولية وجذب الإستثمارات والمساعدات .
* *من خلال قراءة تلك الإنتصارات للجيش السوداني على المليشيا المتمردة في عدة محاور يمكن أن نتوقع عدة سيناريوها وهي كما يلي :*
1. إذا إستمر الزخم الحالي في العمليات العسكرية قد يتمكن الجيش من إستعادة السيطرة على باقي المناطق التي تحتلها المليشيا مما يؤدي إنهاء الحرب عسكرياً .
2. قد تحاول المليشيا المتمردة إعادة تنظيم صفوفها وتنفيذ هجمات إنتقامية مما قد يعقد ويعرقل من حركة القوات المسلحة و القوات النظامية و المشتركة لكن ذلك سيكون محدوداً في ظل التفوق الميداني للجيش السوداني .
3. الإنتصارات الميدانية قد تدفع الفاعلين الدوليين إلى ضغط الحكومة السودانية والمليشيا المتمردة إلى طاولة المفاوضات، حيث سيشارك الجيش من موقع قوة لفرض شروط تحقق الاستقرار هذا سيناريو ضعيف لكنه محتمل .
4. مع تقدم الجيش، قد تزداد الجهود الدولية للضغط لإنهاء النزاع وإلزام الدول الدعامة للمليشيا المتمردة بوقف دعمها والعمل على تقديم حوافز للحكومة السودانية مثمثلاً في ويعود بدعومات لإعادة الإعمار على الرغم من تلك الدولة لها تجارب سيئة معنا في الحنف بالوعود .
* وفي ختام القول يمكن أن نخلص إلى أن النجاحات العسكرية الأخيرة للقوات المسلحة السودانية و القوات المساندة لها تمثل نقطة تحول كبيرة في الحرب ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة .
* كما أن هذه الإنتصارات لا تعيد فقط الهيبة للجيش السوداني بل تفتح آفاقاً جديدة لتحقيق الإستقرار وإعادة بناء الدولة ولكن يجب إستغلال هذه المكاسب بحكمة عبر تكامل الجهود العسكرية والسياسية سيكون العامل الحاسم في تحديد مستقبل السودان المشرق بإذن الله .