د. عبدالعظيم عوض يكتب : نحن وأمريكا ،،، (2-2)

كان الرئيس البرهان صادقا مع نفسه وشعبه، حين سفه موضوع عقوبات إدارة بايدن عليه وانه لم يكلف نفسه حتي بالاطلاع علي حيثياتها .
والحقيقة أن أول ما يلفت الانتباه الي ضعف القرار الأمريكي وميوعته توصيفه لوقائع الوضع في السودان بأنها ( حرب جنرالين) هو توصيف خاطئ ومن المؤكد انه سيقود لنتائج خاطئة .
هذه النظرة البائسة للوقائع علي الأرض تتجاهل إرادة أغلبية الشعب السوداني الذي بات ينظر للفريق البرهان بأنه الزعيم المنقذ لما هو فيه الآن من معاناة وويلات العدوان الحالي ، وتتجاهل الالتفاف الشعبي الواسع حول قائد الجيش ، الذي لم يعد وفق هذه المعطيات قائدا للجيش فقط ، بل قائد لكل فصائل الشعب السوداني التي تصطف الآن خلفه مقاتلة في معركة أسموها معركة الكرامة لأن السودان بعدها يكون أو لايكون .
وبهذا المفهوم الذي جعل من البرهان يأتمر بأمر الشعب ، ويرهن إرادته وفقا لارادة أمة باكملها ، فعلي أمريكا أن تفكر الف مرة قبل معاقبة البرهان ، لأنها بذلك تضع أمة باكملها تحت عصاها عوضا عن جزرتها التي ينتظرها السودانيون وهم يتعرضون لعدوان وصفته تقارير الأمم المتحدة بأنه الأبشع في عصرنا هذا وأسفر عن مأساة إنسانية غير مسبوقة ، بشهادة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان .
وقد جاءت الحيثيات الأخرى التي استند عليها الرئيس المنصرف لا تقل ضعفا وهشاشة عن سابقتها، وتمثلت في إعاقة وصول المساعدات الانسانية للمحتاجين ، واستهداف المدنيين بالطيران ، ثم رفض المشاركة في مفاوضات جنيف ، وجميعها مبررات واهية وظالمة لن تجد إدارة الرئيس المنتخب ترامب صعوبة في التوصل الي ضعفها وهشاشتها ، إذا ما نظرت اليها بعين العدالة والمنطق السليم ، وهنا تحضرني تصريحات السيدة جانيت المسؤولة السابقة بالبيت الأبيض وهي تصف قرار بايدن بأنه” مثير للشفقة ويعيق عمل الرئس القادم واتوقع تراجع ترامب عنها ” .
نخلص إذن أن العقوبات الأمريكية علي القائد الفريق البرهان استندت علي مزاعم باطلة وهي بذلك تمضي الي تهديد السلم وتعتبر تعديا علي إرادة الشعب السوداني الملتف حول قواته المسلحة وقائدها العام ، وهي من زاوية أخرى عبرت عن حالة الاحباط التي عانى منها الوزير المنصرف بلينكن ورفيقه برييلو جراء فشلهما الذريع في التعامل مع الازمة السودانية .
وأيا كان الحال ، قطعا سيكون لمثل هذه العقوبات عقبات وآثار سالبة ، لكن بذات القدر ستكون دافعا لمزيد من الصمود والتحدي ، كما حدث في وقت سابق ، وقد رأينا الانجازات الكبرى وقد تمت في ظل عقوبات متعددة للقادة إبان النظام السابق وراينا كيف نهضت الصناعات الدفاعية وكيف تطورت قواتنا المسلحة بمختلف مؤسساتها واسلحتها ، وكيف كانت حافزا لإطالة عمر النظام نفسه ، ولنتذكر أن مالا يقتلنا يقوينا ..
د.عبدالعظيم عوض ،،،

مقالات ذات صلة