ندى الحروف .. ابراهيم محمدنور : عادت مدني عروس يناير

عدت يا مدنى يادرة السودان،بعد سقوطك الداوي الذي سبب جُرحًا غائرًا في قلوبنا.
كان يومًا أسوداً في تاريخ السودان ، ويعد الحدث الأبرز الذي مثل تغييراً كبيراً.
بعد سقوط ود مدني واحتلال قوات الدعم الصريع على منازل المواطنين العُزل ومؤسسات الأم الرؤوم للوطن عاصمة جزيرة الخير،مارسوا فيها كل الأساليب الهمجية والبربرية التي تجافي مبادئ وقيم وجوهر القانون الدولي الإنساني البعيدة عن الإنسانية. والسماح للصوص بسرقة المصانع والمحال التجارية.
وقاموا بنهب سيارات المواطنين بقوة السلاح،وشردوا مواطن المنطقة والضيوف.
عادت مدني عروس يناير،حين أشرقت الشمس تحمل في طياتها العبرات ، وهطلت سحائب المزن علي البلاد، أعظم القطرات، ولبست مدني وشاح البهجة ثوب زفاف بعد حداد،وغطت شراع الفرح جوب البلاد موزعًا البسمات،
ودوت طبول العز والفخر في الارجاء بأيدي رجال خاضوا اللهيب دون عناء ولا خذلان،وقرعت أجراس النصر صوب البلاد،
تحيه خالدة لأبطال يناير ،الذين سطروا أروع ملامح البطولة والفداء
كل الفخر والاعتزاز بهذا النصر العظيم، وتقدير لدور الابطال الذين ساهموا في تحقيقه.
انه يوم من أيام السودان الخالدات و مدني تحتفل بهذا النصر ،لابد نتذكر هذا اليوم ،انه هدية تضحيات شهدائنا الأبرار.
نعاهد الله ان نكون أوفياء لدمائهم الطاهرة وحافظي جميلهم ونذكره في كل المناسبات الوطنية.
الي أبطال قواتنا المسلحة تحية إجلال وإكبار، وانتم درع الوطن وحصنه المنيع.
في يوم العزة والكرامه تحية وفاء لكل من شارك في هذا النصر المؤزر.
مدني خلاوي القرآن والفقه، مدني حنتوب، مدني الفن والرياضة،مدني أحد قلاع الحركة الوطنية.
عادت مدني السني الأرض الفيحاء تلك المدينة الحالمة علي شط النيل الي حضن الوطن، وان شاء الله ستعود كل مدينة وقرية وكل شبر من تراب الوطن.
تغزل وكتب في هذه المدينة المترعة بالجمال جهابذة الشعراء.
مالوا أعياه النضال بدني
وروحي مشتهيه ودمدني
ليت حظي يسمح ويسعدني
اجوب في ربوع مدني
هذه الكلمات وغيرها تثير الشجون وتحرك الأحاسيس وتمنح القارئ والمستمع، لوحة تعبيرية تحكي عن عراقة واصالة وجمال تلك المدينة الهادئه الهانئة التي تحررت من دنس الأوباش الهمجيين.
مدينة ود مدني لها أهمية استراتيجية اقتصاديًا وسياسًا وعسكريًا.
مشروع الجزيرة الزراعي، يمثل أحد روافد الإقتصاد للسودان،بالإضافة إلي المصانع والكثير مع الجوانب الأكثر أهمية.
مدني قلب السودان النابض لذا دافع عنها أبطال قواتنا المسلحة بإستبسال وتضحية حتي عادت وتحررت عنوة واقتدارًا (حُمرة عين) دخلوها الأبطال ساجدين مهللين مكبرين بالنصر المبين،شتان من دخلها ساجدًا مكبرًا ومن دخلها ناهبًا مغتصبًا.
شكرًا جيشنا الأبي لأنك لوحدك استطعت ان تدافع وتقهر عدد من الجيوش،وبسطت هيبة الدولة،وجرعت أعدائك علقمًا.
شكرًا جيشنا الباسل قاهر الجنجويد والمرتزقة من كل صوب وحدب.
نثق في جيشنا وشعبنا وضباط الكلية الحربية والجنود لن نبدلهم بالرعاة والرعاع.
علينا كشعب الوقوف إجلالاً واحترامًا لهذا الجيش الباسل.

مقالات ذات صلة