الشرطة والتنسيقية وإنتصار الوطن .. بقلم العميد شرطة(م) :محمد ابوالقاسم

لا إله إلا الله ،والله أكبر ولله الحمد ، له الحمد وحده ، صدق وعده ،ونصر جنده ،وأعز عبده ،وهزم الأحزاب وحده ، فالحمد لله على فرح الإنتصار والتهنئة للأبطال أولئك الصامدين في ميادين العزة والكرامة من أرض الوطن صناديد القوات المسلحة والشرطة و جهاز المخابرات والمجاهدين والمستنفرين، فقد حملوا الأرواح على الأكف، وتوكلوا على الله واثقين من نصره مطمئنين لتأييده،فلم يخيب الله ظنهم ،وكيف يكون ذلك وهم جنده ،وهو سبحانه يقول (وإن جندنا لهم الغالبون)، هؤلاء جند الله يقاتلون في سبيله يحمون المستضعفين الذين هجروا قسرا من ديارهم قتلوا ظلما ونهبت أموالهم وممتلكاتهم، وأغتصبت نساءهم ولاقوا صنوفا من الأذى والذل وهم الكرام أبناء الكرام. إن هذه الانتصارات التي تحققت هي بداية النهاية لهذه المليشيا المتمردة العميلة التي كانت ذراعا ومخلبا للصهيونية العالمية وهي تخطط وتدبر للنيل من السودان وأهله وتسعى لإستغلال ثرواته التي حباها الله له، فكان التخطيط لإحلال وتوطين العملاء من المرتزقة تمهيدا لإعلان سودان جديد مشوه الهوية يكون خنجرا مسموما في خاصرة الأمة العربية والإسلامية ،وإعلانا لإمتهان كرامة الدول الأفريقية وبداية لعهد إستعماري جديد . إن هذا النصر الذي تحقق بقدرة الله وعزته وتأييده للأبطال من رجال السودان ليس نصرا عاديا ولكنه معجزة ربانية،فالعدو يتفوق عدة وعتادا ،فقد أعده الأعداء وأغدقوا عليه الدعم بغير حساب، وسلطوا معه الخونة والعملاء من كل مكان، فاحاطوا بالسودان إحاطة السوار بالمعصم فكان لدول الجوار دور ظاهر غير مستتر،وكان للآلة الإعلامية الدولية سند وتأييد، وكان لعملاء الداخل الذين باعوا ضمائرهم وارتضوا العمالة نصيبا وافرا من الإستهداف ،فتقدمت الخطة وشعر الأعداء بنشوة الإنتصار الكاذبة حتى بشر الهالك قائد العملاء أسياده عبر القنوات الفضائية بأنه ما هي إلا بضع ساعات ويكون رأس الدولة رمز السودان وعزته وكرامته مكلبش الأيدي مستسلما ذليلا،ولكن الله يريد لأمة السودان وإرادة أهله الإنتصار ،ويرتضي لهم العزة والكرامة ،فتمر الأيام ويبذل الغالي والنفيس ويتبدل الحال،ويفرح المؤمنون بنصر الله. والنصر في المعارك هو فخر ونجاح وعزة ،ولكنه يحتاج إلى تأمين وحماية لظهر المقاتلين، وقد سعدت ببيان الشرطة الذي هنأت الشعب السوداني بالإنتصار وتحرير مدني ، وأعلنت فيه عن إكتمال ترتيباتها بعودة كل الخدمات الشرطية والعمل على إعادة الأمن والإستقرار وتنظيف الأحياء والمواقع من مخلفات الحرب ومحو أثار الخراب والدمار وتهيئة كل الأوضاع تمهيدا لعودة المواطنين،وهذه هي القيادة الحقيقية التي تعمل على تأمين مواطنيها وحمايتهم. إن أخطر الأوقات هي أوقات الانتصارات لأنها تجعل الناس يعيشون لذة الفرح والنصر وحق لهم ذلك ولكن لا بد من العمل وتشمير السواعد إستقبالا للتعمير وإعادة البناء لكل ما هدمته هذه المليشيا المتمردة العميلة ،وها هي تنسيقية ضباط الشرطة الوطنيين بالمعاش(ضو) تعلن عن ميلادها كمنبر وطني حر يضم ضباط الشرطة الوطنيين المتقاعدين بالمعاش باهداف محددة واضعين خبراتهم وتجاربهم العملية دعما لقيادة الدولة ووزارة الداخلية ورئاسة الشرطة في هذه المرحلة التاريخية المهمة التي تمر بها البلاد،وقد شرعوا بالفعل في تقديم رؤاهم وأفكارهم في كل ما من شأنه أن يعين الشرطة في القيام بواجباتها بالصورة المنشودة،فلهم التحية والتقدير على هذه الروح الوطنية الصادقة، والدعوة لكل المتقاعدين والمعاشيين وأصحاب الخبرات المهنية والفنية المختلفة من الوطنيين أن يتداعوا للاسهام في بناء وطن جديد آمن مستقر ينهض شامخا بجهد كل أبنائه وتكاتفهم. والتحية لكل الشرفاء القابضين على الزناد في ميادين الكرامة ،وأسأل الله أن يتقبل الشهداء ويشفي ويداوي الجرحى ،ويفك إسر المأسورين ، والعودة لكل الذين هجروا قسرا وظلما.

مقالات ذات صلة