زاوية خضراء. بقلم: داؤد أبوكلام داؤد : جامعة الأحفاد تنعي دكتورة صفاء المشرف

وجدته رسائل من واتساب بنتي شمائل..تقول الرسالة نعي أليم يا ساتر.. ياساتر.. قال تعالي ( ولنبلونكم بشء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. ) سبحان الله كأنما نزلت هذه الآيات الآن اليوم لتحكي حالة السودان. ؟؟!! وتمضي الرسالة وتقول بمزيد من الحزن والأسي ننعيي لكم وفاة الأخت دكتورة/صفاء عثمان المشرف والتي حدثت وفاتها صباح اليوم الإثنين الموافق السادس من يناير ٢٠٢٥ مراسم الدفن والتشييع بمقابر عين شمس بالقاهرة اليوم عقب صلاة العصر الساعة الثالثه. ثم سألوا الله لها صالح الدعوات وختمت (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) شمائل رسلت ليى اولاً قروب ناس ود نوباوي والقروب الثاني أيضا نعي زملاءها بجامعة الأحفاد. وذكرو فيه بأن الفقيده التحقت بالجامعة في أول ديسمبر ١٩٩٨مساعد تدريس وبعدها حصلت علي درجة الماجستير ٢٠٠٤ وظلت طوال عملها مخلصه في أداءها وعرفت باجتهاداتها ومبادراتها ومشاركاتها في جميع أنشطة المدرسة الصحية ولها وضعاً مميزاً في تدريس الطالبات وتدريبهم وأشرافها علي بحوث الخريجات . فهي شخصية هادئة وحلوة التعامل ومهذبه ومتواضعة مع الكل..نفس أدب والدها وكل فتاة بأبيها معجبه. ؟؟ ماهذا الشهر يناير يا أبوكلام في العام الماضي في الثالث عشر منه رحلت فجأة العزيزة الأخت والزميله الصحفية والاعلامية راوية ضلمان كباشي ولم يندمل جرحها حتي اليوم. وفي ذات الشهر وفي السادس منه في العام الجديد ٢٠٢٥ رحلت الدكتورة صفاء عثمان المشرف المحاضرة بكلية العلوم الصحية وأمين المجلس الطبي لقسم التغذية العلاجية ورئيس شعبة التغذية ورئيس المجلس التخصصي. كان المرض عضالاً لم يمهلها طويلاً.؟؟ لها الرحمة والمغفرة.
هنا عادت بي الذاكرة والذكريات الي بدايات ثمانينيات القرن الماضي. ونحن في نهايات المرحلة الابتدائية ونحن في مدينة الأبيض مازالت وحتي اليوم روائح مطاعمها وبقالاتها وعصائرها باقي في أنوفنا خاصة الباسطة بالسمن واللبن المغلي في محلات جروبي المشهوره. وكيف انسي لون التاكسي الأزرق؟؟ ما زالت جلبة وأصوات المسافرين وصفارات القطار ورجت القطبان وبكاء الأطفال ودموع المودين وأصوات الدلوكه وزغاريد أهل العرسان والمتزوجين الجدد .وكأني بأصوات الباعه ونداءاتهم طعمية.. بيض.. تسألي فول.. تمرس.. كبكبيه. وكأني بالناس يقفزون عبر الشبابيك والنوافز. وقد فعلنا ذلك وحجزنا آه آه من ضهري من الزمن دااااك .؟؟؟ وغادرنا كردفان الحبيبة الجميلة الخضراء. ومررنا بالمحطات الصغيرة والكبيرة مروراً بالمدن لكل مدينة نكهتها وطعمها ولونها وتفردها عن الأخري…سامعكم سا معكم دي المرة الثانية اركب القطر امي سيدة قالت لي وانت صغير عندما توفيت حبوبتك حواء جينا من الحصاحيصا ونزلنا في الرهد ومشينا البلد الجبال الستة. ؟؟!! وبعد ثلاثة أيام بلياليها وصلنا الخرطوم عاصمة السودان. اظن بعد مغيب الشمس. كل شي جميل البنايات والعمارات والناس سمحين جنس سماح..؟؟!! ما ذي ناس كردفان؟؟؟ وركبنا التاكسي وعبرنا كبري النيل الأبيض بالقرب من المجلس الوطني والأنهار تجري من تحتنا وعبرنا الي ام درمان برفقة الخال/احمد عمران. ؟؟ هذة المدينة التي سكنت قلبي وصهرتني وصرت أسير هواها يا أجمل حب؟؟ ونزلنا في الموردة حي الهاشماب سبحان الله منزل ناس جدي وأبنه محمد احمد كوكو وخالتي مدينة القديل لهما الرحمة وهو عضو معنا هنا في قروب عمالقة ام درمان.؟؟.والآن هم وبنتي شمائل في الخليج خارج السودان. وفي صباح اليوم الثاني عندما صحونا من النوم؟ وجدته الجدران والحوائط عالية ..عالية..جداً لم نألفها في أريافنا :الكردفانية ؟؟؟ ولفت نظري الحائط الشرقي لمنزل جدنا والمنزل طبعاً الجنوبي بيت ناس محمد داؤد الخليفة والغربي منزل ناس فيصل شبيكه خوال زميلنا. الصحفي مكي المغربي ؟ وعرفت فيما بعد بأن هذا الحوش الشرقي وهذة المخازن للتاجر الكبير بسوق امدرمان. عثمان المشرف.؟؟!! عمنا عثمان المشرف هذا الرجل المهذب الهادي المتواضع المبتسم صاحب السيارة المرسيدس البجيه الجميلة. وكأنه توأم الشهيد/عبدالسلام سليمان سعد مدير منظمة الدعوة الإسلامية في تواضعمها وأدبهم الجم. وظل هكذا الي أن رحل من هذه الدنيا الفانية.!!! وكان يسكن بحي القلعة بود أرو. (بدور القعلة وجوهرها ) وحضرنا عرس واحدة من بناته بمنزلهم هناك؟ وعندما كنت ادرس في مدرسة أبي رؤف الابتدائية النموذجية كنت امر بشارع حلتهم حتي جدي/ يسن حسب ساكن ودنوباوي وحارس بمدرستنا كان بقول لي انت زول مهذب ما ذي دكتور منصور خالد الشقي ؟؟ لهم الرحمة جمعياُ.؟؟ عمنا عثمان المشرف ربنا رزقه باربعة بنات. ؟؟ أحداهن قبل وفاته أصابها لغم وانفجر في سيارتهم تجاه الكرمك بالدمازين وتوفيت هناك واظن واحده متزوجة في الموردة وأخري بأمريكا ..وصفاء هي التي كانت حتي اخر أيامها تدير أعمال والدها ؟؟؟ وفي ذات يوم بعد تخرجي من الجامعة وعودتي الي كردفان وأنا في مدينة الدلنج. هاتفني هاتف من الخرطوم وأنا في إدارة الطلاب بأنك هناك شخص جاي يزورك شد حيلك في أكرامه وضيافته قلت لهم حبابكم خليهم ألف الوقت داك ما كنت مك إدارة أهلية .؟؟؟ وعندما وصل اكرمته وضيفة وكترت له اللبن والباسطة قبل العشاء . وصدمته ؟؟ وتعرفت علية ووجدته هو الدكتور/تجاني المشرف شقيق عثمان جارنا. ؟؟ وصرنا اصدقاء واهداني شنطته الوحيده الصغيرة حتي اليوم قاعدة في البلد؟؟؟ ثم تزوجت وانجبت وكبرت بنتي شمائل ودخلت جامعة الأحفاد. وكانت مصره تدرس طب وهي تم قبولها في الصحة التغذية العلاجية..وغلبتني..؟؟ وبالصدفه التقيت مع البروف /قاسم بدري مدير جامعة الأحفاد بمنزل السفير الامريكي بحي المطار بالخرطوم في العيد الوطني للولايات المتحدة الأمريكية. ؟؟وكنا في الطاولة ثلاثة البروف قاسم بدري والزميلة الاعلامية أماني عبدالرحمن وشخصي الضعيف .؟؟ وخلال هذه الجلسة قلت له عندي بتي تدرس معاك وغلبتني قالت الا دايره تدرس طب. قال لي البنات ديل مجنونات كل السودان داير يدرس طب . خلي تجيني بكره ؟؟ وخليها تقرأ صحة او تغذية وتعمل ماجستير ودكتوراه وتجي تسألني بعدين؟؟ وبعد داك مشيت انا الجامعة لبعض الإجراءات. ؟؟؟ في قسم التغذية ودخلت ولقيت دكتورة صفاء عثمان المشرف .قلت لها عثمان المشرف بيتهم جارنا في الهاشماب قالت لي تعرفوا ؟؟ قلت لها الفاتحة علي روحه هنا مسكتني وبكت حتي ابكتني معها ؟؟ وشمائل واقفه تشاهد في الموقف؟؟ وكفكفنا الدموع…؟ ثم جلست وقالت لشمائل انا ذاتي درست التغذية ودي فيها مستقبل كبير؟؟
وذات جات تتفقد بيتهم وزارتنا في البيت بعد تفقد مخازنها والتقت بها شمائل وجها لوجه وجاتني جارية قالت لي ابوي دكتورة صفاء واقفه في الحوش. ؟؟
وواصلت شمائل في التغذية وجاتني بعد داك وقالت لي أبوي شكراً لكم.؟ وتخرجت شمائل واشتغلت وسافرت خارج السودان..؟؟ ومن هناك ارسلت لي نبأ وفاة الدكتورة/صفاء عثمان المشرف. إنها الدنيا وأقدارها. ؟؟؟ التعازي لاسرتها الكريمة وجيرانها وزملاءها وطلابها وعارفي فضلها داخل وخارج السودان. لها شايب الرحمة والمغفرة.

المك/داؤد أبوكلام داؤد مدير مركز عيون التلال الاعلامي. الجمعة الموافق العاشر من يناير ٢٠٢٥.

مقالات ذات صلة