معارك ضارية في بحري والجيش يتقدم وسط تحديات إنسانية

يتقدم الجيش السوداني والقوات المساندة له بحذر في عدة محاور في بحري، وسط اشتباكات عنيفة مع قوات المليشيا ويتحمل الجيش، إلى جانب أعباء القتال، مسؤولية إجلاء المدنيين المحاصرين بين خطوط النار.

وعلى جبهة بحري، يحرز الجيش تقدما ملحوظا، حيث يخوض معارك ضارية في ضاحية شمبات، متجنبا الطرق الرئيسية مثل شارعي “المعونة” و”الإنقاذ”.
ومن خلال القتال من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل، وصل الجيش إلى شارع جنوب شمبات الفاصل بين حي الصافية والضاحية.

ومع كل تقدم يحققه الجيش جنوباً، يقوم بإجلاء عشرات المدنيين الذين ظلوا عالقين في منازلهم وسط احتدام القتال. وتُبرز هذه العمليات مدى صعوبة حرب المدن التي يخوضها الجيش السوداني للمرة الأولى في تاريخه.

وقد اتسمت عمليات إجلاء سكان أحياء شمبات إلى الأحياء الشمالية الآمنة نسبياً في بحري، مثل الدروشاب والكدرو، بالمخاطرة الشديدة، حيث اضطرت وحدات الجيش إلى إجلاء المدنيين تحت نيران قناصة المليشيا

وتتبع قوات الجيش في شمبات تكتيك التقدم التدريجي عبر الالتفاف من الطرق الفرعية الموازية لطريقي “المعونة” و”الإنقاذ” الرئيسيين،
وذلك لتجنب مواقع قناصة المليشيا المتمركزين في المباني العالية المطلة على هذين الشارعين.
ويعتمد هذا التكتيك على نفس الاستراتيجية التي اتبعها الجيش سابقا لفك الحصار عن سلاح المهندسين في أم درمان.

ويهدف هذا التكتيك إلى عزل القناصة المتمركزين في أعالي المباني عن قوات الحماية التابعة لهم على الأرض، مما يرغمهم على الاستسلام أو الانسحاب.
وقد أثبت هذا التكتيك فعاليته حيث مكن الجيش من السيطرة على أبراج الحجاز وجامعة المشرق شمالي شمبات.

لكن مصدراً عسكرياً ميدانياً كشف أن قناصة المليشيا لا زالوا متحصنين في أبراج سكن ضباط الشرطة، المكونة من خمسة أبراج ملحق بها طوابق سفلية، والمطلة على شوارع المعونة والبراحة وشمال شمبات.

وأضاف المصدر ذاته أن عملية التقدم جنوباً في بحري ستزداد صعوبة كلما توغل الجيش والقوات المساندة له، نظراً للكثافة المتزايدة للأبراج والمباني العالية في تلك المنطقة. وأردف قائلاً: “لكن الجيش لديه من الخطط والاستراتيجيات ما ستمكنه من تحقيق أهدافه

مقالات ذات صلة