المدارس السودانية الخاصة في مصر .. بقلم: الاستاذ أبوبكر الشريف التجاني
بسم الله الرحمن الرحيم، به نبتدئ وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نقتدي.
بعد فضل الله تعالى وتوفيقه أولاً، ثم فضل الذين وقفوا وساندوا في إكمال وإنجاح إمتحان الشهادة السودانية، حكومةً وشعباً، داخل وخارج السودان، في هذه الظروف الإستثنائية الصعبة التي يمر بها السودان، نخص بالشكر الجزيل والتقدير والعرفان جمهورية مصر العربية الشقيقة، حكومةً وشعباً، بما قدموه لنا من إكرام وإستضافة، ونذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر إقامة إمتحان الشهادة السودانية في مصر، غير أن هناك دولاً مثل تشاد رفضت أن تُقام هذه الامتحانات على أراضيها في عمل غير إنساني وغير أخلاقي. نسأل الله تعالى التوفيق والنجاح لطلابنا.
معاناة الأسر السودانية النازحة في مصر
الأمر الذي يقلق معظم الأسر السودانية النازحة إلى مصر هو مستقبل تعليم أبنائهم وإلحاقهم بالمدارس السودانية الخاصة، في ظل ارتفاع رسوم التسجيل في هذه المدارس. الأمر الذي لا يتصوره البعض.
هل يُعقل لأسر نازحة جاءت إلى مصر بظروف استثنائية وفقدت كل شيء في هذه الحرب أن تُطالب بدفع رسوم عالية، بجانب التزاماتها الأسرية الأخرى من إيجار وإعاشة وعلاج؟ هذه القضية تظل قائمة، وتُعد جريمة إنسانية في حق الجميع، أن يُحرم جيل من الأطفال من التعليم العام الإجباري، وهو من حقوق الطفل التي كفلها الله تعالى له، ثم ضرورة إنسانية لمحاربة الجهل والمرض والفقر.
*غياب التنظيم وغياب الحلول*
هناك تقصير وفوضى وعشوائية واضحة في التعامل مع هذه القضية. الفوضى تظهر في ارتفاع الرسوم الدراسية غير المبررة في المدارس الخاصة، وعشوائية القرارات من بعض أولياء الأمور الذين يعانون من غياب الوعي بحقوقهم وحقوق أبنائهم.
كما أن الصمت المحير من المسؤولين في السفارة السودانية في مصر يزيد من تعقيد المشكلة، حيث لم يتم اتخاذ أي خطوات فعلية لمعالجة مشاكل الجالية السودانية النازحة، وعلى رأسها مسألة التعليم ورسومه الدراسية المرتفعة.
*أسئلة بحاجة إلى إجابة*
هل جميع أفراد الجالية السودانية في مصر يعيشون في رفاهية تمكنهم من دفع الرسوم الدراسية المرتفعة؟
*هل الحرب تركت لهذه الأسر ما يكفي من موارد لتعليم أبنائها؟*
*هل الرسوم الدراسية العالية تعكس خدمات حقيقية تُقدمها المدارس الخاصة أم أنها مجرد إستغلال وجشع؟*
هل إجتمعت الجهات المسؤولة في السفارة السودانية مع أصحاب المدارس الخاصة لمناقشة تخفيض الرسوم؟ أم تُرك الأمر لمن إستطاع إليه سبيلاً؟
إقتراحات وحلول
(1) التواصل مع المنظمات الدولية والمحلية
على الجهات المسؤولة، بالتنسيق مع السفارة السودانية في مصر، أن تتواصل مع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني مثل اليونيسيف، لطرح رؤية واضحة لاستقطاب الدعم لهؤلاء الأطفال.
(2) شراكة ذكية مع أصحاب المدارس الخاصة
يمكن للمنظمات توفير تمويل مخصص لدفع الإيجارات ومرتبات المعلمين وتكاليف الخدمات مقابل تخفيض الرسوم الدراسية إلى مستويات رمزية.
(3) إحصاء النازحين وإحتياجاتهم
تقوم الجهات المسؤولة بحصر أعداد الأطفال النازحين وأسرهم، والتنسيق مع الهيئات المعنية لتوفير الدعم اللازم لضمان التحاقهم بالتعليم.
(4) التوعية والضغط المجتمعي
يجب على الأسر السودانية رفع صوتها من خلال مظاهرات سلمية وإعتصامات، لتسليط الضوء على حقوق أطفالها في التعليم المجاني.
*نداء عاجل*
في ختام هذا المقال، نوجه نداءً عاجلاً إلى جميع منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الأممية، والهيئات والمؤسسات الخيرية، والشركات الخاصة والحكومية، والناشطين في حقوق الإنسان، ومنظمة اليونيسيف.
ندعوكم جميعاً إلى التدخل العاجل لحل مشكلة التعليم للأطفال السودانيين النازحين إلى مصر.
نناشدكم توفير الدعم اللازم لتغطية الرسوم الدراسية أو فتح مدارس خاصة مجانية لهؤلاء الأطفال، التعليم حق إنساني أساسي يجب أن يكون متاحاً للجميع دون استثناء.
*الله المستعان، والسلام على من اتبع الهدى.*