خبر وتحليل عمار العركي : البيان الإماراتي والرد السوداني .. قراءة تحليلية للأبعاد والدلالات
* أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانًا في ، دافعت فيه عن ما سمته الجهود الدبلوماسية التركية لحل الأزمة السودانية. ورغم محاولات البيان تقديم الإمارات كوسيط للسلام، فإن الوقائع على الأرض تكشف عن تناقضات صارخة، إذ يتم تجاهل الدور المؤثر الذي تلعبه الإمارات في تأجيج النزاع في السودان، خاصة من خلال دعمها للمليشيات المسلحة في البلاد.
* الخارجية السودانية بدورها اصدرت بيان رداً علي البيان الإماراتي، تناول التناقضات الجوهرية والحقائق الدامغة، كاشفاً النقاب عن الدور الحقيقي للإمارات في استمرار الأزمة وتفأقمها ، وأشارت خارجية السودان إلى أن بيان خارجية الإمارات، الذي يتحدث عن جهود السلام في السودان، يهدف إلى التهرب من الواقع الذي أصبح واضحًا للجميع.
* اوضح البيان ، ان الإمارات مسؤولة بشكل مباشر عن مئات الأرواح التي أُزهقت في السودان بسبب دعمها المستمر للمليشيات الإرهابية، مثل مليشيا الجنجويد، التي ارتكبت فظائع بحق الشعب السوداني. وقد استند البيان السوداني إلى وقائع دامغة تم توثيقها من قبل مراكز بحثية عالمية وصحافة استقصائية دولية، التي أكدت تورط الإمارات في هذه الانتهاكات، بما في ذلك قصف معسكرات النازحين وتدمير البنية التحتية، وهو ما يتناقض مع الادعاءات الإماراتية بأنها تسعى لتحقيق السلام في السودان.
* أبان بيان الخارجية السودانية، ان التناقضات في البيان الإماراتي لا تقتصر على هذا الجانب فحسب، بل تتعداه إلى اتهام الإمارات للقوات المسلحة السودانية بالتجاهل لمآسي الشعب السوداني بسبب عدم مشاركتها في محادثات جنيف. حيث أشار البيان السوداني إلى أن هذه المحادثات، التي كان لها حضور إماراتي، لم تكن جادة في الوصول إلى حلول حقيقية، بل كانت محض استعراض لجهود الإمارات الفاشلة التي لم تؤدِ إلا إلى زيادة الهجمات ضد المدنيين السودانيين. هذا السلوك، كما أكد البيان السوداني، يعكس تجاهل الإمارات لمصالح السودان والشعب السوداني ويُظهر عدم الجدية في تحقيق السلام.
* من جهة أخرى، عبّرالبيان عن إستعداد السودان للتفاعل إيجابيًا مع الوساطة التركية، من منطلق أن تركيا تظل دولة صديقة ومحل ثقة. وأكد البيان السوداني أن أي جهود تهدف إلى إقناع الإمارات بوقف دعمها للمليشيات المسلحة وإيقاف تزويدها بالأسلحة والمرتزقة تستحق الدعم والمساندة. وان الحل الوحيد الممكن، هو أن تتوقف الإمارات عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية السودانية، وأن تتوقف عن دعم الفوضى التي تؤججها المليشيات، وعندها فقط سيكون هناك أفق حقيقي للسلام.
*_خلاصة القول ومنتهاه :_*
* يظهر أن البيان الإماراتي، رغم محاولاته لتقديم الإمارات كوسيط محايد للسلام، لا يعدو كونه محاولة لتغطية دورها السلبي في الأزمة السودانية. بينما كان رد السودان واضحًا وصريحًا في الكشف عن حقيقة الدور الإماراتي ودعوة المجتمع الدولي إلى الضغط على الإمارات لوقف تدخلاتها العسكرية في السودان.