فاجعة الطائرة الكورية.. سر “الجدار القاتل” وكيف نجا راكبان فقط من بين 181؟
قال خبراء، الأحد، إن حالة من الغموض تحيط بحادث تحطم الطائرة الأسوأ في تاريخ كوريا الجنوبية، وشككوا في إشارات أولية إلى أن الاصطدام بطائر، ربما يكون قد تسبب في إسقاط الطائرة 7سي2216 التابعة لشركة جيجو إير.
ولم يتم بعد التوصل إلى إجابات عن تساؤلات أثارها هبوط الطائرة من دون عجلات، وتوقيت هبوط الطائرة ذات المحركين، وهي من طراز بوينغ 737-800، في مطار موان الدولي، وما تردد بشأن احتمال اصطدامها بطائر.
وأظهر مقطع فيديو بثته وسائل إعلام محلية الطائرة، تنزلق على المدرج دون عجلات هبوط، ثم تصطدم بجدار لتتحول إلى كرة من لهب وحطام.
وتساءل جيفري توماس، رئيس تحرير “إيرلاينز نيوز” قائلا “لماذا لم تطلق فرق الإطفاء الرغوة على المدرج؟ لماذا لم تكن الفرق موجودة عندما هبطت الطائرة؟ ولماذا هبطت الطائرة على هذا البعد من المدرج؟ وما السبب وراء وجود جدار من الطوب في نهاية المدرج؟”.
وقال مسؤولون في كوريا الجنوبية إنهم يحققون في أسباب تحطم الطائرة، بما في ذلك احتمال اصطدامها بطائر، مما أدى إلى مقتل 179 راكبا بين 181 كانوا على متنها.
وقالت وزارة النقل في كوريا الجنوبية إنه تم العثور على مسجل بيانات الرحلة في الساعة 1130 صباحا (0230 بتوقيت غرينتش)، أي بعد حوالي ساعتين ونصف من وقوع الحادث، كما تم العثور على مسجل صوت قمرة القيادة الساعة 0224 مساء.
وذكر مسؤولون أن أبراج المراقبة أصدرت تحذيرا من تحليق أسراب طيور، وبعد دقائق طلب الطياران المساعدة، وأبلغا عن حالة طارئة بنداء استغاثة وحاولا الهبوط، لكن لم يتضح ما إذا كانت الطائرة قد اصطدمت بأي طيور.
وأشار خبراء إلى أنه من غير المرجح أن يؤدي اصطدام طائر بالطائرة إلى خلل في عمل معدات الهبوط.
واعتبر توماس أن “اصطدام طيور بالطائرات ليس بالأمر غير المعتاد”.
بينما قال خبير سلامة الطيران الأسترالي جيفري ديل “لم أصادف قط اصطدام طائر بطائرة يمنع فتح عجلات الهبوط”.
وقال جو جونغ وان، نائب وزير النقل، إن طول المدرج البالغ 2800 متر لم يكن عاملا مساهما بالحادث، وإن الجدران في الأطراف قد تم بناؤها وفقا للمعايير.
وأضاف في إفادة منفصلة “طرفا المدرج يحتويان على مناطق أمان مع مناطق عازلة خضراء قبل الوصول إلى الجدار الخارجي. تم تصميم المطار وفقا لإرشادات سلامة الطيران القياسية، حتى لو كان الجدار يبدو أقرب مما هو عليه في الواقع”.
وقال مستشار الطيران الأسترالي تريفور جينسن إن من الطبيعي أن تكون خدمات الإطفاء والطوارئ جاهزة عادة في حالة هبوط الطائرة دون عجلات “لذا يبدو أنه لم يكن هناك استعداد لهذا الأمر”.
وبحسب السلطات، فإنّ الطائرة كانت تقلّ 175 راكبا، بينهم تايلانديان، بالإضافة إلى طاقم من 6 أفراد.
وقال لي جونغ هيون، رئيس إدارة الإطفاء في موان، إن اثنين من أفراد الطاقم، وهما رجل وامرأة، جرى إنقاذهما من ذيل الطائرة المحترقة.
وقال مدير مركز طبي عام في المنطقة إن فردي الطاقم الناجيين يتلقيان العلاج في المستشفى، وإصاباتهما بين متوسطة إلى شديدة.
وأوضح لي أن “ذيل الطائرة فقط هو الذي احتفظ ببعض شكله في حين يبدو من شبه المستحيل التعرف على باقي” أجزاء الطائرة.
وكشفت وزارة النقل أن قائد الطائرة كان يعمل في وظيفته الحالية منذ 2019 وسجل 6823 ساعة طيران. كما أن مساعده عمل بهذه الرتبة منذ عام 2023 وسجل ما يقرب من 1650 ساعة طيران.
وسادت أجواء حزينة بينما استمر انبعاث رائحة الوقود من مطار موان حيث تناثر حطام الطائرة، وانتشر عناصر البحث والإنقاذ خلف طوق فرضته الشرطة بعد الحادثة.
وأخمد المئات من عناصر الإسعاف النيران وانتشلوا جثث الضحايا، ومع حلول المساء، أضاءت أنوار كاشفة موقع الحادثة وأزالت رافعة صفراء كبيرة حطام الطائرة لتيسير مواصلة عمليات البحث والإغاثة.
وخلّف طوق ضربته الشرطة يمتدّ إلى سياج عند طرف المدرج، تناثرت مقاعد الطائرة وغيرها من القطع المعدنية التي انفصلت عن الهيكل.
وظهرت على الألواح التي تعرض عليها عادة معلومات الرحلات الوافدة وتلك المغادرة أسماء الضحايا وجنسياتهم وتواريخ ميلادهم.