مصطفى عبد العزيز ود النمر يكتب : اعلان قحت لحكومة منفى الخطوة الاخيرة في سلم الانتحار السياسي

إعلان حكومة منفى من قِبل (قحت) سيكون بالفعل خطوة، وقد يُنظر إليها كـ”انتحار سياسي” في ظل الظروف الحالية.
أسباب اعتبار الخطوة انتحاراً سياسياً:

◾ فقدان التأييد الشعبي:

الشعب السوداني معظمه ملتف حول جيشه ويهمه اولاً الخلاص من المليشيا التي تحتل منازله وتنهب في ممتلكاته وتنتهك اعراضه، وتسيطر على تفكيره حالياً القضايا المعيشية والأمنية، لذلك فان تشكيل حكومة منفى يُنظر إليه بمثابة تفكير خارج الصندوق وعدم اهتمام من السياسين بقضايا الشعب وابتعاد عن أولوياته. التركيز على كرسي الحكم وبوادر أي تحالف مع مليشيا الدعم السريع سيضر بمصداقية اي سياسي انضم او ينضم او يريد ذلك ويجعله بمثل من تعرى أمام الشعب وبات لا يهمه شيء.
◾ ضعف الفعالية العملية:
ان مصطلح حكومة منفى يعني أنها تعتمد على الدعم الخارجي أكثر من القوة الداخلية، وهو أمر صعب تحقيقه وسط توازنات إقليمية ودولية معقدة في الوقت الراهن.
في الداخل، يُنظر إلى الخطوة بمثابة إعلان فشل نظرية حاملي شعار لا للحرب في إدارة الصراع على الأرض والانتقال لمربع الوقوف العلني إلى جانب المليشيا وتعرية موقف التماهي الفطير الذي كانوا يدثرون من خلفه وقلوبهم تقف مع المليشيا.
إعلان حكومه المنفى يعريهم تماماً ويكشف عوراتهم ونفاقهم وكذب ادعاء لوحة الحياد التي يقفون خلفها.
◾. تصعيد الصراعات الداخلية:
إعلان مثل هذه الحكومة سيزيد من الاستقطاب السياسي والعسكري ويعرقل المساعٍ الدولية لحل الأزمة التي تعمل القوي الدولية على تحقيقها،وسيثير ذلك غضب الشارع مما يؤدي إلى تصعيد المواجهات بصورة اعنف.
◾. التداعيات الدولية والإقليمية:
المجتمع الدولي قد ينظر إلى الخطوة كتحرك غير ناضج يفتقر إلى استراتيجية شاملة لحل الأزمة، والدول الإقليمية التي تسعى لاستقرار السودان قد تبتعد عن دعم قحت إذا شعرت أن الخطوة تزيد من تعقيد المشهد ممايزيد من عزلة قحت وتوابعها داخلياً وخارجياً في ظل الدعم الشعبي الكبير الذي يحظى به الجيش.

لماذا قد تتجنب قحت هذه الخطوة؟

الحفاظ على الوجود السياسي: تدرك قحت بأن أي خطوة غير محسوبة قد تفقدها ما تبقى من ماء وجهها، هذا إذا كان قد بقي لها وجه سواء داخل السودان أو خارجه.

◾هذه الخطوة ستضعف إمكانية الحلول التفاوضية: إذا كانت هناك فرص للتفاوض أو لاستعادة الدور في الداخل، فسيكون من مصلحتها استثمار ذلك بدلاً من اللجوء لحكومة منفى.

◾الخوف من العزلة: خطوة كهذه قد تعزلها عن الدعم الشعبي والإقليمي، مما يجعلها في موقف أضعف، لذلك فإن إعلان حكومة منفى هو خطوة ذات تكلفة سياسية عالية جداً، ولن تُقدم قحت عليها إلا إذا كانت ترى أنها الخيار الوحيد المتبقي، وهذا غير مرجح في ظل استمرارها في البحث عن حلول بديلة وتفاوضية.

مقالات ذات صلة