من السبت إلى السبت .. كمال حامد : الشهادة السودانية شئ في الذاكرة
** تنطلق اليوم السبت امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة بسبب الحرب اللعينة، و الحمد لله عل في قيامها انقاذ ما يمكن انقاذه من مستقبل ابنائنا و بناتنا، و نهنئ جهود من جعل ذلك ممكنا رغم الظروف الصعبة.
** اكتسبت الشهادة الثانوية السودانية سمعة طيبة منذ البدايات في خمسينات القرن الماضي لارتباطها بشهادة كيمبردج البريطانية الاكثر شهرة، و كان حاملها لا يجد صعوبة بالالتحاق باشهر الجامعات في العالم.
** كانت امتحانات الشهادة منتظمة و لا تسمع باي مشكلة لاكثر من نصف قرن و لكن مع عهود الفوضى و شراء الذمم التي ضربت البلاد سمعنا بما لا يسر من كشف اوراق الاسئله و من اخلال بالأمن وشكوك في كل العملية ، و لكن لم يصل الحال لإلغاء الامتحانات.
** كانت المنافسة شديدة في المدارس الثانوية العريقة للفوز بالصدارة و كشف الاوائل، و التقييم القديم (قريد ون و قريد تو و قريد ثري) قبل ان يحل مكانه في السبعينات نظام النسبة المؤية الاخيرة و بداية الهبوط،
** علي ذكر (قريد ون) فقد بلغ اسماعنا و نحن في السنة الاولى بمدرسة عطبرة الحكومية ،و الناظر المرحوم عبد الرحمن عبد الله و هو يتحدى بالدفعة الجالسة لامتحان الشهادة ١٩٦٦م بانها كلها (قريد ون) و منها اوائل الشهادة.
** كانت المدرسة و اسر طلابها في اتتظار النتيجة و سماع اول السودان، و الَمرشح الطالبين الفاتح محمد علي و محمود شريف، و كم من تلك المجموعة في العشرة الاوائل.
** جاء صوت المذيع عبر الراديو الاول محمود شريف عطبرة الحكومية ، الثاني عبد العظيم كبلو،حنتوب، الثالث الفاتح محمد علي عطبرة الحكومية، و من يومها التصق اسم عبد العظيم كبلو في ذاكرتي لانه توسط ولدينا محمود و الفاتح .
** الف تحية لاوائل الشهادة و تحية خاصة لصديقي العزيز جدا الدكتور عبد العظيم كبلو، رفيقنا في الاغتراب بجدة و ليتني اسمع اخباره فقد انقطعت ببننا العلاقة منذ عامين،
** الدكتور عبد العظيَم كبلو لم انقطع عنه صديقا و طبيبا فقد اكتشف مرض السكري الذي الم بي في جدة و كان من اشهر الاختصاصيين بمستشفى جدة الوطني، و تواصلت الصلة و الزيارات و ٠القفشات و مرة علق بانها مش كانت نصف درجة التي جعلت الشهيد محمود شريف يتفوقني و هي نصف الدرجة التي جعلتني اتفوق علي الدكتور مهندس الفاتح محمد علي.
** رحم الله الاخ محمَود شريف اول السودان ١٩٦٦م فقد اختاره الله شهيدا، بعد ان حقق هدفه و انشأ للسودان شركة كهرباء متطورة، و هنيئا للاستاذ الدكتور عبد العظيم كبلو الذي شرفه الاطباء نقيبا لهم، و تحية للدكتور مهندس الفاتح محمد علي و لجهوده في المرفقين العريقين السكة الحديد و سودانير.
** حتى لا يسال الاصدقاء عن ذكر البعض و تجاوز الكثيرين فانني انقلها تحية لاخوتنا دفعة المشاهير فى عطبرة الحكومية ١٩٦٦م ناس (قريد ون) و تحية على البعد للاخوة الزملاء الدكاترة المهندسين الاساتذة، هاشم قمرالدين، هاشم حمدتو، محمد الباهي، حاج بشير السقد، المرحوم محمد حسن احمد البشير، المرحوم كابتن طيار مصطفى الكردفاني، عبد الرحمن ابراهيم ابوزرد و العسقلاني.
** قدمت مدرستنا مجموعة من اوائل الشهادة السودانية نذكرهم و هم الشهيد محمود شريف ١٩٦٦م ،الدكتور مهندس المرحوم الطيب خلف الله ١٩٧٤م، الاستشاري جمال عابدين ١٩٧٨م، و الدكتور مهندس احمد عبد الله حاج الحسن ١٩٩٤م، كما تذكرت نوابغنا ليتكم جميعا تتذكرون نوابغكم و توجهون ابناءكم للاقتداء بهم.
** نعود لما بدانا به من خبر امتحانات الشهادة التي تنطلق اليوم و علمنا ان عدد الجالسين يقترب من النصف مليون من الجنسين في مراكز داخل السودان و خارجه في مصر و بعض دول الخليج بينما يطال الخزي و العار دولة تشاد الاثمة التي رفضت للأسف فتح المركز .
** اجمل ما سمعت عن امتحان الشهادة عن اختيار عطبرة المركز الرئيسي لادارة الامتحانات و الكنترول و التصحيح و الاعداد لاكثر من واحد و عشرين الفا من الممتحنين الذين وصلوا عطبرة التي وفرت لهم الراحة
في المسكن و الاعاشة و الصالات المضيئة للمذاكرة بجهد حكومي و شعبي.
** بمناسبة مركز الامتحانات الذي خصصت له مباني مدرسة عطبرة القديمة و التي ظلت صامدة امام كل محاولات الحكومات لتحويلها الى مركز للدفاع الشعبي او عسكري او جاَمعة او مكاتب،كما حدث لكل الثانويات الكبيرة و نجحنا في حمابتها بكل مبانيها الشاهقة و ميادينها و معاملها و داخلياتها و تحويلها الى ثانوية نموذجية قومية، و لَما كان الطلب لتكون مقرا لادارة الامتحانات او الوزارة الاتحادية كما ابلغنا رئييس فرعية الخربحين بعطبرة الاستاذ طلحة محمد احمد ابلغناه بالموافقة لان الغرض تربوي هذه المرة.
** اكرر الاسف لتصرف حكومة تشاد برفض الامتحانات في العاصمة انجمينا و المدرسة السودانية تقدم خدماتها للسودانيين و التشاديين و غيرهم منذ نصف قرن و علمنا ان نصف الممتحنين تشاديون ، عيب و الله عيب و لكنه الحاكم المرتشي ناكر الجميل.
**تقاسيم***تقاسيم** تقاسيم**
** اتابع بكل حواسي دورة الخليج ٢٦ بالكويت حاليا و اعود بالذكريات لايام كانت هذه الدورات حلمنا و مدرستنا و سعادتنا في التغطية و الالتقاء بالاصدقاء و منها تابعنا ما احدثته دول الخليج من تقدم في المنشآت مما رشحها لتنظيم بطولة كاس العالم وتنجح.
** دورة الخليج الاولى كانت في البحرين ١٩٧٠م، باربعة فرق (السعودية ، البحرين، قطر و الكويت) لاعتذار سلطنة عمان و لم تكن الامارات موجودة في الخارطة بل مشيخات متناثرة تحت الانتداب البريطاني قبل ان يوحدها حكيم العرب الشيخ زايد يرحمه الله.
** كان للسودان منذ الدورة الأولى وجود فاعل تمثل في حكمنا الدولي المرحوم عابدين عبد الرحمن (عابدين جلد) الذي ادار مباراتي الافتتاح و الختام، و كان يدرب معظم المنتخبات اولادنا اتذكر منهم الان المرحوم حسن خيري مدرب قطر.
** احتكر منتخب الكويت الفوز بَمعظم دورات الخليج الاولي حتي لحق به فيما بعد منتخب العراق، و كان الفوز بكاس الخليج عقدة للمنتخب السعودي لعدة دورات.
** اعجبني في الدورة الحالية منتخبا اليمن و عمان، و لاحظت تاثر المنتخب السعودي بكثافة المحترفين الاحانب بالاتدية، و اطن انه المنتخب الوحيد الخالي من اللاعبين المجنسين.
** غادر منتخب محمد بن زايد كأس الخليج امس على يد منتخب عمان الشاب، و كان منتخب اليمن اول المغادرين، و غادر امس منتخب قطر و اليوم السبت يتحدد المغادر الرابع السعودي ام العراقي و يلعبان عصر اليوم السبت.
** ليت الاخوة في الاتحاد السوداني لكرة القدم يقدرون و يقتنعون بالظروف الصعبة ااتي تعيشها البلاد و لا يصرون على قيام منافسة كسيحة للدوري الممتاز بهذه الكيفية المعلنة بدون الهلال و المريخ، يمكن اقامة منافسات محلية في المناطق الامنة الى ان يفرج الله الكرب.
** (و االه يا قراقير الموردة اظبط لي هدفين في الهلال في الشوط الاول، الا و ادس الكورة في بحري، و احضر اكمل المباراة) عبارة حكاها احد ابرز ظرفاء الرياضة العم عثمان الحاج الشهير بالانطون، حين سمع بان فريق الموردة تقدم على الهلال بهدفين و انتهت المباراة بفوز الهلال تلاتة اتنين،اهديها للاخوة في منتخب اليمن و معها عبارة الانطون، (اظبط السعودية بهدفين الا ادس الكورة ( اي اخفيها) في صنعاء او تعز)، لكنها المجنونة.
** اعجب لتغطية قناة الجزيرة لانتهاكات الدستور في كوريا و فيضانات الهند و اندونيسيا و تتجاهل تماما ما بحدث في السودان، مجازر و انتهاك اعراض و تقارير دولية، حقيقة تغطية الحزيرة علامة استفهام كبيرة.
** اما قناة الحدث التي تبدو الاكثر اهتماما بالشان السوداني مع ميل واضح لجانب ماليشيا الدعم السريع و احيانا يحفظ لها مراسلها الزميل نزار بقداوي ماء وجهها، و تجتهد محاولة الحياد و لكن كَما يقول المثل السوداني (تفلق و تداوي ثم تفلق تاني).
** كما توقعنا فقد اجمع الشعب السوري على تاييد ثورته التي اطلقت السجناء و المعتقلين و تابعت الَحقوق و اعادت الكرامة و دعت كل مكونات المجتمع لتحديد شكل المستقبل الا ان الايدي الخارحية تتحرك لعدم تسليم كل السلاح انتظارا لاشعال حرب جديدة.
** تحاول َماليشيا الدعم السريع تغطية خسائرها بارسال مسيرات و دانات استهدافا للمدنيين العائدين لديارهم، و وقعت اصابات، و لكن تتواصل قوافل العودة،
** ظهر في اخبار الاسبوع سقوط ضحايا في معسكر (المعاقيل) بالقرب من مدينة شندي، و للذكري فان هذا المعسكر اقيم عام ١٩٨٣م لتوطين الفا من الفلسطينيين عقب اجتياح المجرم شارون لبيروت، كما توزع غيرهم لبعض الدول، (المعاقيل) منطقة صحراوية غير مأهولة بها بعض الجبال، و يبدو ان الحياة لم تطب للاخوة الفلسطينيين مع ظهور العقارب و الثعابين، و نظموا تظاهرة بمدينة شندي رفضا للمعسكر و قيل ان احد الهتافات (اسرائيل و لا المعاقيل) و اخيانا نردد الهتاف ممازحة مع اصدقائنا ناس شندي.
** تابعنا تسيير قطار السكة الحديد من عطبرة لبورتسودان بعد غيبة و وداعه المؤثر بمحطة الوطن الكبير و استقباله بمحطة بورتسودان، و ياله من حدث ليته بداية السفر( بالقطر القطر نوبت السفر ودعت حبيبي و الدمع إنهمر) كما كنا نغني.
** لم تشغلني حادثة القطار الاخيرة حين انزلقت ثلاث عربات بين محطتي توجنة و زهتيب، فالأمر اكثر من عادي، و حدث لانعدام مراقبة الخط الحديدي، و زمان كانت (الدريسة) مسؤولة عن مراقبة الخط بواسطة المترتروللي الذي كان يقوده والدي يرحمه الله و يرحم الموترتروللي و الدريسة.
** تسلمت جواز سفري الجديد ذا العشر سنوات نظرت لانتهائه في ٢٠٣٤م، و تذكرت كاس العالم بالسعودية و سالت نفسي، سيحضر الجواز الحدث العالمي الكببر فهل سيحضر حامله؟
** الفقرة السابقة نشرتها في احد مجموعات الأصدقاء، كانت معظم الردود دعوات بطول العمر و هلمجرا و لكن احد الاصدقاء المقربين الظرفاء كان تعليقه مازحا (اوعا تكون نفسك تحضر كاس العالم ٢٠٣٤َ،ما كفاك كؤوس العالم التي حضرتها، ) و تمنى لي الصحة و العافية و حسن الختام مؤكدا ان الاعمار بيد الله.
** السبت الماضي و انا انقل خبر وفاة الاخ الدكتور الاقتصادي محمد خير الزبير ذكرت و قدمت العزاء لشقيقه النقابي الاخ محجوب الزببر، اتصل بي من يذكرني بوفاة من عزيته و يضيف بانني ( كنت حاضرا تشييع محجوب الزبير و تحدثت في تابينه بنادي شمبات) حقيقة الرجل على حق ولكن ما العمل مع هذه الذاكرة السبعينية؟.
** هل ذلك بداية الزهمرة؟ السؤال للاخ الدفعة الدكتور الاستشاري هاشم عبد المجيد و للصديق العالم الكبير الدكتور الزين عباس عمارة خبيري علم النفس و ساسعى لنقل اجابتهما السبت القادم لابناء جيلي .
** قناة الخرطوم الفضائية نعت في بيان امس ثلاثة من شبابها المهندسين الذين اغتالتهم يد العار ماليشيا ال دقلو و هم داخل معتقلها رحم الله المهندسين الشباب، مكي عبد الوهاب، هشام الخاتمي و منتصر علي، و تقبلهم الله شهداء و عوضهم بالجنة عن شبابهم و العزاء لمدير القناة الدكتور يوسف و الزملاء العاملين و اسرهم الحزينة و انا لله و انا اليه راجعون.
** قد نلتقي الاسبوع القادم ان كان في البدن صحة و في العمر بقية.