ندى الحروف .. إِبراهيم محمدنور : وَطَنٌ إِذَا فُقِدَ لَن يَعُودَ
الْجَيْشُ السُودَانِيُ هُوَ الدِرْعُ وَالسَنَدُ الْحَامِيُ لِتُرَابِ الْوَطَنِ بَعْدَ اللَهِ، وَهُوَ الْحِصْنُ الْمَنِيعُ الَّذِي يَصُونُ أَرْضَهُ وَعَرْضَهُ وَمَقْدِرَاتِهِ.
وَيَحْفَظُ لَهُ مَقَوَّمَاتِ مَجْدِهِ وَكَرَامَتِهِ، وَيَحْمِلُ عَلَى عَاتِقِهِ مَهَامًا وَمَسْئُولِيَاتِ جِسَامًا فِي هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ الْمُفَصَّلِيَةِ وَالْحَرْجَةِ مِن تَارِيخِ أُمَّتِنَا الْمُجِيدَةِ.
وَاثْبَتَتْ لَنَا هَذِهِ الْحَرْبُ أَنَّ مُؤَسَّسَةَ قُوَاتِ شَعْبِنَا الْمُسَلَّحَةَ لَن تَلِينَ وَلَن تَنْكَسِرَ وَلَن تُحِيدَ عَنْ الذُّودِ عَنْ شَعْبِهَا وَوَطَنِهَا.
وَسَوْفَ تَنْتَصِرُ وَتُعِيدُ كُلَّ شَبْرٍ مِنْ أَرْضِ الْوَطَنِ بِفَضْلِ اللَهِ وَقُوَّتِهِ، ثُمَّ بِعَقِيدَتِهَا وَإِيمَانِهَا الرَّاسِخِ.
حَيرَتْ قُوَاتُنَا الْمُسَلَّحَةُ الْعَالَمَ الَّذِي كَانَ يَنْتَظِرُ هزِيمَتَهَا فِي فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ وَجِيزَةٍ، حَيرَتْهُ بِصُمُودِ قُوَاتِهَا الْبَرِيَّةِ وَالْجَوِّيَّةِ فِي وَجْهِ عَدُوٍ تَسَانَدُهُ مُعْظَمُ قُوَى الْعَالَمِ، مَسَانَدَةً مَادِيَّةً وَمَعْنَوِيَّةً وَلُوجِسْتِيَّةً وَعَسْكَرِيَّةٍ.
وَبِفَضْلِ اللَهِ ثُمَّ بِمَسَانَدَةِ شَعْبِهَا الْأَبِي، وَوُقُوفِهَا خَلْفَهَا تَمَكَّنَتْ مِنْ كَسْرِ شَوْكَةِ تِلْكَ الْمِلِيشِيَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ الَّتِي تَضُمُّ فِي صَفُوفِهَا مُرْتَزِقَةً مِنْ دُوَلِ أَفْرِيقِيَا وَمِنْ دُوَلِ إقْلِيمِيَّةٍ تُبَعِدُ آلَافَ الأَمْيَالِ عَنْ السُودَانِ.
جَيْشُنَا الْعَظِيمُ لَمْ يُعَرِّفْ انْكِسَارًا وَلَمْ يَسْتَسْلِمْ وَلَمْ يَرْضَ بِالذُلِّ وَالْهَوَانِ، وَاجِبُنَا الْوَطَنِيُّ يُمَلِّي عَلَيْنَا الْوُقُوفَ خَلْفَهُ وَدَعْمَهُ، وَهُوَ يَخُوض حَرْبًا ضَرَوسًا، مِنْ أَجْلِ تَحْرِيرِ كُلِّ شَبْرٍ مِنْ أَرْضِ الْوَطَنِ وَتَحْقِيقِ الأَمْنِ وَالْأَمَانِ.
وَطَنٌ إِذَا فُقِدَ لَن يَعُودَ، مِنْ أَجْلِهِ جَيْشُنَا الْأَبِي يُقَاتِلُ بِضَرَاوَةٍ لِدَحْرِ الْأَعْدَاءِ بِقُوَّةٍ وَثَبَاتٍ، وَقَدَّمَتْ تَضْحِيَاتٍ تَمَثَّلَتْ فِي دِمَاءٍ زَكِيَّةٍ وَأَنْفَسٍ طَاهِرَةٍ، قَدَّمُوا أَنْفُسَهُمْ شُهَدَاءَ، لِيَبْقَى الْوَطَنُ عَرُوسًا مُتَوَّجًا خَالِيًا مِنْ دَنَسِ الْأَعْدَاءِ، وَبِنَاءَ غَدٍ أَجْمَلَ وَأَنْضَرَ.