التحية لشرطة السودان في عيدها .. بقلم / العميد شرطة م محمد ابوالقاسم عبدالقادر
-وشرطة السودان مؤسسة وطنية قومية أراد الله لها أن تكون شرطة متفردة كتفرد السودان وأهله ، فالناظر للشرطة ومهامها في محيطنا الأفريقي والعربي بعين البصيرة يدرك ذلك التفرد والتميز على ما سواها من شرطة تلك البلاد،فهي متفردة في تكوينها الذي هو نتاج لمكونات الشعب السوداني من أعراق وسحنات و ثقافات مختلفة تذوب وتنصهر كلها في مجتمع الشرطة السودانية، فكل منسوبيهاسودانيون قبيلتهم الشرطة لا يعرفون سواها قبيلة، وكل أجزاء وبقاع٦ السودان لهم وطن فهم يتنقلون في مدنه وأريافه، أداءا للواجب وتنفيذا للمهام في صدق إنتماء ومحبة لكل ذرة من تراب هذا الوطن. -وموقع السودان الجغرافي وحدوده الإقليمية، و الأوضاع الإقتصادية في دول الجوار وما يحدث فيها من إضطرابات متكررة جعل السودان قبلة لهجرة وحركة لجؤ كبيرة من هذه الدول، فتنوعت الجرائم وتعددت، وإرتفعت وتيرتها ، ولكن كانت الشرطة السودانية حاضرة بتامينها للحدود وإدارتها لكيفية التعامل مع هذا اللجؤ، و مكافحتها للجريمة بكل أشكالها والحد منها، و محافظتها على الهوية السودانية. -وشرطة السودان تتميز بنظامها الإداري الراسخ الذي يجعل عملها مواكبا ومتطورا فهي تقدم خدمات متميزة في كل مجالات العمل الشرطي وتحسن وتجود بصورة مستمرة في تقديم هذه الخدمات زادها ومعينها في ذلك التخطيط السليم وما يتوفر لها من إمكانات، وكثيرا ما تتقدم الشرطة وتتطور في عملها متفوقة على ما توفره لها الدولة من امكانات . -والشرطة السودانية تنتشر في كل رقعة جغرافية من بلادنا فلا يخلو مكان من أرض السودان من وجود للشرطة، وهذا الإنتشار بلا شك هو عنوان لسيادة الدولة السودانية ، هو أيضا تأكيد لوحدة السودان. -والشرطة السودانية كانت دائما سندا وعضدا ودعما للقوات المسلحة السودانية فشاركتها في دحر حركات التمرد وقاتلت إلى جانبها في كل المناطق الملتهبة، في جنوب السودان قبل إنفصاله ، وفي جنوب كردفان،وفي دارفور، وفي شرق البلاد فقدمت الشهداء والجرحى فداءا لوحدة السودان وسلامته وأمنه. -ولم يكن مستغربا في ظل هذا الأداء المتميز للشرطة أن يتم إستهدافها من الجهات التي كانت تخطط بعناية للنيل من السودان ، وقد إستخدمت هذه الجهات المعادية للأسف أبناء السودان في غفلة منهم ،فكانت الشرطة السودانية أكثر مؤسسات الدولة إستهدافا، تحجيما لصلاحياتها وتجريفا لكوادرها،فإنتشرت الجريمة المنظمة وظهرت العصابات بمسمياتها المختلفة بل وإرتفعت الشعارات التي تسخر من الشرطة ،فإنفرط عقد الأمن وعمت الفوضى وأغلقت الطرقات تحت شعارات فارغة المحتوى للحرية والعدل والمساواة، وفهم خاطئ للديمقراطية، وأصبح الوضع مهيأ لما نحن فيه الآن من نزوح ولجؤ و جرائم غريبة على مجتمعنا. -إن هذا التمرد الذي قامت به هذه المليشيا لم يكن وليد للحظة،ولكنه نتاج لتخطيط منظم عطل الأجهزة الأمنية،وأعاق عملها ومن ضمنها الشرطة،وأتاح للمليشيا أن تجتهد بمساندة الأجهزة الأمنية المعادية في تنفيذ خطتها بتوزيع ونشر مخازن أسلحتها ، وإعداد تجهيزاتها تمهيدا لحكم السودان وتحويل ثرواته لتلك الدول التى تطمع في ماوهبه الله لشعب السودان من موارد وثروات. -وما يحمد للشرطة السودانية ،تماسك قيادتها ومنسوبيها،وأنها كانت من أسرع مؤسسات الدولة إمتصاصا لصدمة التمرد، فتكاملت قيادتها في الاحتياطي المركزي فصيلها المقاتل، وإتخذته موقعا لرئاستها فكانت التوجيهات و التعليمات للإدارات العامة ولشرطة الولايات التي مارست عملها في ظل هذه الأوضاع الإستثنائية ، فتمكنت الشرطة من الحفاظ على هيبة الدولة ولم تسمح بإنفراط عقد الأمن ،وحافظت على الهوية السودانية بل وإنتظمت الشرطة في تقديم خدماتها للجمهورفي الأعمال الهجرية وأعمال المرور ،وغيرها من الخدمات ، وتمكنت الشرطة من الحد من الجرائم و مكافحتها ، فكانت قريبة من المواطن بتطويرها لتلقي البلاغات عن طريق منصة البلاغ الإلكتروني حفظا للحقوق، وحماية للمواطن، بل والعمل على استعادة كل منهوب أخذته هذه المليشيا حتى إذا كان خارج السودان . -وهذه مناشدة لقيادة الدولة بعد أن حيا الرئيس البرهان الشرطة في عيدها وقد لاحت إشارات النصر بإذن الله على هذه المليشيا المتمردة،أن تولي إهتمامها لقوات الشرطة فتراجع القوانين التي تمكنها من القيام بواجباتها على أفضل وجه،وتحسن من أوضاعها بالنظر في مستحقاتها المادية ،وأن توفر لها الإمكانات التي تعينها على تنفيذ خططها. -والتحية للشرطة السودانية في عيدها السادس و العشرون بعد المائة ، و التحية للسيد وزير الداخلية وهو يعيد ترتيب هياكلها الإدارية، والتحية للسيد مدير عام الشرطة وهو يقود هذه القوة في هذا الوضع الإستثنائي بمهنية وحنكة وخبرة، والتحية للسادة قيادات الشرطة وكل منسوبي الشرطة ممن هم في الخدمة أو بالمعاش والتهنئة لهم جميعا في عيدهم على هذا الأداء الشرطي المتميز والمتفرد ، والتحية لأرواح الشهداء وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين ،ونسأل الله أن يفك أسرالماسورين ويجمع شمل المفقودين، وكل عام والشرطة في تقدم و تطور ،وحافظة لأمن الوطن وسلامة المواطنين.