الشرطة والامم المتحدة تنظمان ورشة لتعزيز خدمات السجون .. بقلم أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان ابوريان

(فندق البصير- بورتسودان) برعاية السيد الفريق شرطة(حقوقى) ياسر عمر أبو زيد وبحضور عدد من العاملين بالحقل الطبى بدأت جلسات الورشة .
سبق أن بينت عبر منبر وزارة الداخلية وهو عندى سمة مميزة انفردت به هذه الوزارة أن رئاسة شرطة سجون السودان ، تعمل بايديولوجية خاصة لتنفيذ العقوبات بموجب القوانين متخذة من الفلسفة العقابية المعاصرة والقاعدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء الصادرة عن الأمم المتحدة منطلقا من أجل التصدى للجريمة والعمل على تقليصها قدر الإمكان وتجفيف مصادرها بما يضمن حفظ الأمن والاستقرار الاجتماعى ، ومحاربة الميل الاجرامى لدى من تسول له نفسه . هذه بإختصار أساس الفلسفة العقابية بالسجون السودانية ، وفق برامج تأهيلية متطورة من بينها الرعاية الصحية والجسدية لضمان بقاء السجين بصحة جيدة ، وهو الجانب الأكثر أهمية .
من هنا جاءت مسألة تحسين وتطوير الرعاية الصحية وفقا لأهداف الأمم المتحدة البدنية والعقلية والنفسية والتى تأتى ضمن التعاون المشترك بين وزارة الداخلية (شرطة السجون ) ومكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعنى بالمخدرات والجريمة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فى إعتقادي أن هذه الورشة تأتى ضمن خطة الأمم المتحدة للقرن الحادى والعشرين التى تسعى لتحقيق تغطية شاملة ضمن أهداف التنمية المستدامة . عموما اننى أرى أن هذه الورشة نجحت في تبيان الكيفية المثلى للعلاج من تعاطى المخدرات والاضطرابات الناتجة من استخدامها، كما ركزت الورشة على ضرورة تطبيق البروتكولات الصحية للتعامل مع المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز ) والأمراض المنقولة جنسيا . استهدفت الورشة عدد ( ٣١) دارس من الكوادر الطبية بالسجون ، وأشار اللواء شرطة تاج السر بابكر سرالختم مدير إدارة الخدمات الطبية بالسجون أن هذه الورشة تأتى لتعزيز الخدمات الصحية وأن الإدارة تعمل جاهدة على تنفيذ كل المحاور الصحية الشاملة بالإضافة إلى إلقاء محاضرات تنويرية لضمان الصحة الذاتية للسجين حتى يتمتع بأعلى مستوي من الصحة يمكن بلوغه وهذا أحد الحقوق الأساسية لكل سجين دون تمييز .
وأمن السيد الفريق شرطة على مخرجات هذه الورشة مؤكدا العلاقة التاريخية بينهم ومنظمة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وأشار إلى زياراتهم للسجن العمومي بالخرطوم بحرى والإشادات التى سجلت ( أن هذا السجن يعد رمزا يحتذى به فى السجون الأفريقية).
ولهذا تجدنى اشيد بالدور الطليعى الذى تؤديه هذه المؤسسة الامنية العقابية الهامة، وتبين لى من خلال محادثتي مع السيد الفريق شرطة ياسر عمر أبو زيد مدير عام السجون أنهم يعملون وفقا لاستراتيجية الإدارة المستقبلية والتى يتم بناء عليها وضع خطة العمل وقياس الأداء التى تحقق حاليا نسبا عالية من النجاحات بالسجون. أستطيع أن أقول وأكرر القول أن هذا الأداء يعتبر نموذجا للإدارة الإستراتيجية الهادفة إلى تحسين الأداء بهذه المؤسسة العقابية الأمنية.
(Management by objectives)

وفق الله القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وهى تبيد هذه المليشيات المرتزقه المدحورة، وتؤدى دورها لحفظ وسلامة المواطن السودانى .
وطنى والله والله والله ما طلعت شمس وما غربت .. إلا وذكرك مقرون بانفاسى.

أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان ابوريان
الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والامنية