الكلام المباح… بقلم مني ابوالعزائم : مقاربات تكفيرية

*الديمقراطيه هذا المصطلح الغربي الساحر كانت مطلبا للتنويريين الذين عانوا من سيطرة الفكر الكنسي الكهنوتي في العصور الوسطي وهو يرتبط سياسيا بنظم وعروش فاسدة. فكان مهرها الدماء وهي تواجه قوي الظلاميه وزعماؤها الذين يعيشون في كهف فكري مدخله ومخرجه يؤدي الي الهاويه.. فهل كتب علينا بعد النصر ان نواجه حرب ثانيه مع الظلاميين في الالفية الثالثة؟ وهم لا يقلون خطرا عن* *التتار فالمشروع كله كراهيه وعدم قبول الاخر.. وهم لا يعرفون تفاوض وعلاقات دوليه.. يقتلون اعضاء البعثات الدوليه في الشوارع كما يقتلون الكلاب الضأله تقودهم نفوسهم المشحونه بالبغض والكره لغيرهم..* *اخطر انواع خطاب الكراهيه هو الكراهية الدينيه.. لانها اي العقيدة الدينيه تمثل اقوي مثبتات المجتمع تفوقا علي اللغه والاثنية.. انظروا الي جراىم الظلاميين دايما مسرحها بيوت الله.. المساجد والذي يذكر فيها اسم الله كثيرا حيثما يجد العابد الامن والطمأنينة والامان..*. *الظلاميه منهج مخيف صعب مواجهته لان صعب التنبؤ به.. والدين من اقوي واخطر الاسلحة لتوجيه النفوس المشحونه بالجهل وكراهية الغير فهم لا يقبلون بالاخر الا اذا دان بدينهم.. لذلك* *مجتمعنا السوداني ذو الطيف الصوفي المعتدل سيواجه بصدام كبير مع هؤلاء الذين يمقتون الصوفيه وهو المنهج التربوي الذي نجح في اضفاء المرونه في مجالات الاعتدال و قبول الاخر وتوازن المجتمع..* *الشيخ الدكتور الترابي هو احد المؤسيين الكبار لجماعه الاخوان المسلمين بالسودان والتي اتجهت لتاسيس الحركة الاسلاميه السودانيه بعد تنقل في المسميات كشعارات لتاكيد استقلاليتها* *عن الحركة الاسلاميه العالميه فظلت بلونيتها السودانيه المحليه التي ميزتها عن كل الحركات الاسلاميه في العالم الاسلامي.. مما قادها للنجاح في تاسيس نظام سياسي اسلامي حيوي تمثل في دستور حرص علي موائمته مع كل المظاهر العريقه في مجالات الفقه* *الدولي وحقوق الانسان وقيم الانسانيه من العداله والمساواة ومرتبطا بقوة ومرونة بمصادر الشريعه الاسلاميه التي لا تنفصل عن القيم الاخلاقيه الموجوده في مختلف الشرايع والاديان..* *وقد نجح المشروع الحضاري لان ما يدعمه كان اصطفاف قوي حول المؤسس والمفكر مما قاد الي احداث تغيير اجتماعي داخلي طفيف لان المجتمع اساسا مجتمع محافظ تقليدي متدين و متماسك.. واخطر ما حمله المشروع رسالة قويه في مواجهه التنصيريين في رقعه مهمة من الوطن اقتضت مواجهه ليس مع دول الغرب بل مع كل كنائسه..* *فالمشروع لا ننسي انه لا ينفصل عن مصطلح صراع الحضارات.. المواجهه كان ثمنها غاليا جدا. فقادت الي اخطاء في الممارسه والتطبيق في هذا الحقل الخطير رغم الامثله والنماذج التربويه الجهاديه التي اشاعت روح جديدة بين الشباب.. قادتهم طوعا لتقديم ارواحهم فداء للمنافحة عن التامر ضد الدين والوطن.. هذه الجزئيه* *خطورتها في انها من قادت الي الانقسام لوجود خلافات سياسيه حادة.. اطاحت* *بمفكر الحركة واستأثر تلاميذه بقيادة الدوله..* *من قاد الي سقوط الانقاذ اسباب متعددة هناك من يرصدها بالتاكيد ومن سيخضع منهجها السياسي للمراجعه ولكن هناك امر هام جدا.. هوغياب المؤسس ومفكر الحركه الاسلاميه السودانية.. تختلف او تتفق معه فهو يصنف في عداد مفكري العالم الاسلامي الكبار.. وقدظلت مكانته شاغرة كرمز وموجه ومعلم وقد تمت ازاحته بارادة تلاميذه كقائد للمشروع…* *وبعد السقوط السياسي نراهم يتخبطون و يبحثون بل يقدمون بديلا لم يعرف عنه انه كان بين صفوفهم ولم يشارك في وضع اللبنه الاولي لبناء الصرح المشروع والغايه.. لامقارنة بين المؤسس والبديل..* *الدكتور الترابي كان مفكرا وملهما وزعيما قاد تيارا كبيرا من العلماء والمستنيريين وحمله مشعل التنوير واصحاب الفكر.. تيار من العلماء في شتي مجالات المعرفة.. ولذلك نجحوا في قيادة المجتمع* *السياسي والاجتماعي وشغلوا المجتمع الدولي ولو الي حين.*. *لكن ان تدفع بي بديل مرتبط فكره ومنهجه الديني مع الجماعات السياسيه المتطرفه حتي ولو كانت عالمية والتي خلقت فوبيا عالميه عن ديننا واسلامنا العالمي العظيم الذي باسمه ارتكبت اخطاء وقدمت نماذج تحمل الجهل والغباء السياسي و التطرف الفكري القاصر..*. *تقديم بديل متطرف لهو الفشل البين الذي لن يقبله مجتمع السودان المتسامح الديمقراطي بالفطرة .. التقديم لمشروع دون اصطفاف فكري لهو الفشل الكبير حتي ولو كان علي راسه صحابي.. مني ابوالعزايم*. *

مقالات ذات صلة