د.عبدالحي ، فتوى أم كبوة؟ .. بقلم د. عبدالعظيم عوض

أقام الدكتور عبدالحي يوسف الذي أفضّل أن اخاطبه بلقبه العلمي بدلا عن المشيخية التي لا علم لي بتراتيبيتها وهي لاشك مقامٌ رفيع يعرفه الاحباب والمريدون أكثر من العامة امثالنا ، أقول إنه أقام الدنيا ولم يُقعدها بتصريحاته الأخيرة والتي شغلت الناس أيّما شغل عن قضية الوطن وأهله الحالية وهي النصر الحاسم علي مليشيا آل دقلو الإرهابية ، وخاصة حديثه حول شخصية القائد العام ورئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان وذلك حين شكك في قدراته بعباراتٍ تخذيلية لا ينبغى أن تخرج من أهل العلم ورجال الدين وفي هذا التوقيت بالغ الحساسية .
تجدنا يا أخي د.عبدالحي إنا مع النقد ومع توجيه النصح للحاكم وفقا لقواعد الشورى التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالي ، طالما كان هذا النصح لوجه الله ومصلحة المحكومين ، لكن وكما تعلم أن مناصحة الحاكم لا تكون علانيةً بل لها قواعد واشتراطات نبَّه إليها الرسول صلي الله عليه وسلم بقوله :” من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يُبِده علانيةً ، ولكن يأخذ بيده فيخلو به ، فإن قبل منه فذاك ، وإلا كان قد أدّى الذي عليه”.
إذن مناصحة الحاكم لاتكون مطلقة هكذا وتتناقلها وسائط الإعلام كما هو الان ، وهذا بالنسبة للنصح في اوقات السلم ، فما بالك بأيام الحرب التي نعيشها حاليا والحاكم هو نفسه قائد الجيش الذي يقوم بواجبه الدستوري والشرعي ويقف في مقدمة جيشه وشعبه لاجل النصرة او الشهادة ، فكيف بالله مثله يُوجّه له حديثٌ جارح يشكّك في قيادته هذه ؟؟
ومثل ذلك يكون أمرا عاديا اذا خرج من العدو في إطار ما عُرف بالحرب النفسية ، لكن ان يخرج عن أبي عُمر وأسامة وكلاهما الان يقاتلان العدو خلف القائد الذي هجوته ، فيبدو الأمر هنا غريبا يستوجب الرجوع الي الحق والاعتذار وبذات العلانية التي هجوته بها .
ومن ناحية ثانية اتفق مع أولئك الذين استنكروا رد الفريق البرهان علي د. عبدالحي، والذي أيضا أعقبه نائبه السيد مالك عقار بعباراتٍ أشد قسوة ، ولا احسب ان ذلك كان من الحكمة في شئ ، خاصة في مثل ظروفنا الحالية التي يتوجب علينا الا ننشغل فيها بغير هذه الحرب المفروضة علينا ، نزولا لقوله تعالي:” ولايلتفتُ منكم أحدٌ وأمضوا حيث تؤمَرون ” .
وهي آية صريحة تدعو القائد وجنده الّا يشغلهم شاغلٌ عن الحرب وابتغاء النصر ، وما دون ذلك يؤجّل لوقتٍ آخر ريثما ينقشع غبار المعركة ، وإن كان لابد من ردٍ فكان بالإمكان أن يخرج عن أيٍ من الادارات المختصة باجهزة الدولة ، لكنه لا يخرج بأي حال عن رأس الدولة الذي نأبى له أن يقتصَ لنفسه وفي هذا الظرف بالغ الخصوصية والحساسية .
إعتذر أخي د. عبدالحي وعُد إلى الحق لأن في ذلك فضيلة تعرفونها ، فالعدو فرح بماقلتَ باعتبارها فتوى وهي في الحقيقة كبوة ..!
د.عبدالعظيم عوض ،،،

مقالات ذات صلة