نيون و المشهد السياسي السوداني .. بقلم / فتحي حسن عثمان
شكلت اجتماعات نيون في سويسرا منعطفا تاريخيا مهما وغير مسبوق في تاربخ السودان الحديث اذا اجتمع ممثلو للقوي السياسية والحركات المسلحة وشخصيات وطنية قومية وممثلين للمجتمع المدني حيث أساس الدعوة واصلها الاحزاب السياسية والحركات المسلحة فالدعوة ليست للكتل السياسية اجتمع هؤلاء ولمدة ثلاثة أيام وخرجوا بالحصيلة التالية التي سنكتبها في نقاط. 1/ تم تسمية ماتم التوافق عليه بأنه مقترح لاسس ومبادئ واليات للحل السياسي الشامل ومعالجة الازمة السودانية الوطنية ومنصوص على ذلك أن هذا المقترح سيطرح للقوي السياسية والحركات المسلحة والقوي الاجتماعية قابل للتطوير واستيعاب ملاحظات الآخرين وامكانية تضمينها في صلب ذلك الاتفاق. 2/ ليس هناك أي مقارنة او حتى امكانية لمقاربة ماتم في نيون السويسرية وبين الاتفاق الاطاري الذي أدي ضمن عوامل أخري الي تقسيم الساحة السياسية والاجتماعية في السودان وادي الي انسداد الأفق عندما اعتبرت جماعة( قحت ) أنه غير قابل للاضافة أو الحزف أو التعديل وانه اشبه بنادي ليلي محدود العضوية وان إضافة اى آخرين يعتبر ذلك اغراق للعملية السياسية بزعمهم فالفرق كبير جدا بين عقلية الاقصاء وبين العقلية التي تريد أن تجمع الصف الوطني. 3/ تبني اتفاق نيون الحوار السوداني السوداني كمخرج لأهل السودان من محنة الحرب وكيفية تلافي آثارها وقفز الي ان جعل الحوار السوداني ذات نفسه فرصة لوضع الدولة السودانية فوق منضدة التأسيس بعقد اجتماعي جديد اتفق الجميع على أن السودان دولة مدنية ديمقراطية فدرالية تقف على مسافة واحدة من كافة الأديان وان المواطنة هي الأساس لكفالة الحقوق والواجبات . 4/ توافق المجتمعون علي أن العدالة والعدالة الانتقالية يجب أن تطال كل من اغترف جرما أو ارتكب جريمة في حق الوطن أو المواطنين وان الجرائم لا تسقط بالتقادم وان الذين وجهت لهم تهما تظل تلاحقهم العدالة إلى أن تبرئ ساحتهم المحاكم أو تدينهم. 5/ توافق المجتمعون علي أن المسار السياسي والعملية السياسية في السودان يجب أن يستمر التحضير والتجهيز لها وان تسير متزامنة مع المسار الإنساني والعسكري الأمني والذي افرد للأخير منبر جدة الذي وقعت عليه القوات المسلحة السودانية والمليشيا المتمردة والذي يعني تصفية وجود المليشيا وان لا مستقبل سياسي او عسكري لها وفي حالة رفض المليشيا ذلك الأمر وهو متوقع سيكون هناك تحالف دولى واقليمي للقضاء عليها لكونها تهدد الامن والسلم الدوليين. 6/ الوضع الإنساني في السودان غاية في التعقيد فتكالبت المليشيا علي المواطنين نهبا وسلبا وقتلا وتشريدا وتهجيرا قسريا واتلاف للمحاصيل واخراج مناطق كاملة من دائرة الإنتاج في الخرطوم وولاية الجزيرة واجزاء واسعة من سنار والنيل الأبيض وشمال كردفان وجنوبها وغرب كردفان واقليم دارفور باكمله فالحوجة للغذاء والطعام لا تنتظر فالمليشيا تعمل علي تجويع أهل السودان وتمنع وصول المساعدات الانسانية فعلى المجتمع الدولي ان يطلع بمسؤولياته فى توصيل المساعدات الانسانية وان لا يرهنها بوقف إطلاق النار الشامل. 7/ توافق المجتمعون علي سيادة السودان ووحدة أراضيه وان السودان دولة تعترف بالتعدد والتنوع وان الهوية السودانية يجب أن تعبر عن هذا التعدد بكافة اشكاله. وان السودان يقيم علاقاته الخارجية بتوازن مع مراعاة مصالحة الاقتصادية والتنموية والثقافية والامنية وعلاقات حسن جوار واحترام للاسرة الاقليمية والدولية. 8/ اتفق المجتمعون علي أن علي جميع الدول الكف عن دعم استمرار الحرب في السودان ويعني ذلك الكف عن دعم المليشيا بالدعم المباشر بتوفير السلاح والعناد العسكري أو بالدعم المالي أو الاعلامي أو السياسي أو بفتح حدودها أو مطاراتها أو السماح بمرور المرتزقة عبر اراضيها. 9/ يؤمن المجتمعون بجيش مهني واحد موحد ينأى عن التأثيرات الحزبية والسياسية يعني ذلك امكانية استيعاب جميع جيوش الحركات المسلحة الموقعة علي سلام جوبا والتي لم توقع هناك فرصة لادماج عناصرها فى الجيش السوداني. فلا مكان لاي قوة عسكرية موازية للقوات المسلحة السودانية. 10/ اقترح المجتمعون لجنة تحضيرية للمائدة المستديرة السودانية وسميت مستديرة لأن تكون رئاسة الاجتماعات فيها دورية بعد ان تتواصل مع القوي السياسية والاجتماعية والحركات المسلحة والسادة في قيادة القوات المسلحة السودانية( رئيس مجلس السيادة الانتقالي ) تحضر هذه اللجنة للمائدة المستديرة التي تقوم بالاعداد للحوار السوداني السوداني الذي لا يهيمن عليه أحد ولا يستقصي منه أحد يؤسس ويضع الآليات والوسائل اللازمة لإدارة وتأسيس الفترة الانتقالية بدستورها وهياكلها وبرنامجها. مقترحات نيون أنهت حالة الانسداد السياسي الذي ظل سائدا ماقبل الحرب وبعدها وفتح نوافذ الأمل في امكانية اجتماع أهل السودان دون اقصاء أو هيمنة لرسم مستقبل بلادهم. نيون هي صوت مدني ظل غائبا والآن شكل حضورا مهيبا في حضرة الوطن الغالي نيون التزمت بالتوافق حول المسار السياسي والانساني وتركت لقيادة القوات المسلحة السودانية تقديراتها للشان العسكري والامني والذي هو بيدهم اعتقد ان تكامل الجهود المدنية والعسكرية سيعجل بتجفيف منابع الدعم بالنسبة للمليشيا ويعجل بتوقف الحرب وزوال المليشيا وعودة السلام .