خبر وتحليل – عمار العركي : من قلب الحدث:.قافلة “الجبوراب” تجسد وحدة الشعب والجيش
▪️الاربعاء 27 نوفمبر وفي معسكر الغر بالبطانه غرب الصباغ وشرق الحزيرة ، كنت شاهدًا على واحد من المشاهد الوطنية المؤثرة التي تعكس روح التضامن والالتفاف الشعبي حول القوات المسلحة، عندما وصلت قافلة الدعم التي سيرها فرع الجبوراب من قبيلة الشكرية إلى منطقة البطانة. القافلة، بقيادة العمدة عزالدين عبدالله، رئيس المقاومة الشعبية بنهر عطبرة، جاءت محملة بالعربات القتالية والمواد الغذائية ومئات المقاتلين المستعدين للانضمام إلى الصفوف الأمامية، مما جعل الأجواء مشحونة بالحماس والتفاؤل.
▪️من اللحظة الأولى، كان واضحًا أن هذا الحدث ليس مجرد تسليم قافلة دعم، بل هو رسالة وحدة والتفاف شعبي غير مسبوق حول القوات المسلحة والمقاومة الشعبية. في خطابه، رحب العقيد معاش يوسف حسب الدائم، رئيس المقاومة الشعبية بالبطانة، بالقافلة، مشيدًا بهذا الدعم الكبير الذي أكد أن المواطنين والقوات المسلحة يقفون صفًا واحدًا لتحرير البلاد من قبضة المليشيات المتمردة.
▪️العمدة عزالدين، الذي كان في طليعة الركب، تحدث بروح وطنية عالية، مؤكدًا أن الجبوراب سيواصلون تقديم المال والرجال حتى يتحقق النصر. وقد علمت من أحد الحضور أن العمدة لم يكتفِ بتقديم ماله لدعم المقاومة، بل قدم ابنه شهيدًا في معركة تمبول، التي استشهد فيها أيضًا العميد أحمد شاع الدين، في مشهد يعكس حجم التضحيات التي يقدمها أبناء السودان من أجل الوطن.
▪️الخطاب الأكثر تأثيرًا جاء من اللواء أبو عاقلة محمد أحمد كيكل، القائد العائد إلى صفوف القوات المسلحة. تحدث اللواء كيكل بحماس عن قومية قوات “درع السودان” وانصهارها الكامل داخل القوات المسلحة. وأكد أن “درع السودان” ليست ملكًا لقبيلة أو منطقة بل هي درع الوطن بأكمله، مشددًا على أن النصر قادم بإذن الله، وأن عودة المواطنين إلى ديارهم باتت وشيكة.
▪️ما يميز هذا الحدث هو تفاعل المجتمع بكل مكوناته، فحتى المغتربون من أبناء البطانة بالمملكة العربية السعودية أقاموا نفرة كبرى لجمع المالرحيث تبرع أحد أبناء البطانة بمبلغ 100 ألف ريال دعمًا للقوات المسلحة. كما أعلنت القافلة عن تجهيزات طبية بقيادة الدكتور عزالدين عبدالله، مما يعكس التكامل في الدعم المقدم.
▪️كنت حاضرًا في قلب المشهد، وشاهدت الحماس الذي انعكس على وجوه الجميع، من كبار السن إلى الشباب المستنفرين الذين عبروا عن استعدادهم للقتال في الخطوط الأمامية. هذه القافلة لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت علامة فارقة ستلهم بقية القبائل في سهل البطانة وخارجه للالتحاق بهذا المد الشعبي الداعم للقوات المسلحة.
▪️ *خلاصة القول ومنتهاه:*
▪️إن ما شهدته في قافلة الجبوراب يعكس الصورة الحقيقية للسودان الموحد، حيث الشعب والجيش يدًا واحدة، وقوات “درع السودان” أصبحت نموذجًا للانصهار الوطني تحت قيادة القوات المسلحة. هذا المشهد الوطني الصادق يحمل رسالة واضحة: النصر قادم بإذن الله، بفضل هذا التلاحم الذي لا ينكسر.