تقرير .. عقب تحرير سنجة.. جيوش من “9” محاور تنتظر الأوامر لدخول ود مدني

واصلت القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى عملياتها العسكرية، بولاية سنار، حيث تم تحرير مناطق “أبو حجار، أم بنين، دار عقيل، الليونة، أم بادر وود النيل” في خطوة نحو تنظيف الولاية من جيوب المليشيا، بعد الانتصار الكبير بتحرير مدينة سنجة عاصمة الولاية، فيما تبقت فقط مناطق الدالي والمزموم المتاخمة لدولة جنوب السودان.

خطوة أولى لتحرير الجزيرة

شهدت ولاية سنار، صباح الاثنين، التقاء ثلاثة جيوش، هما الفرقة الرابعة مشاه الدمازين وجيش النيل الأبيض وجيش سنار في منطقة ود النيل، في خطوة يراها مراقبون مهمة للزحف نحو سكر سنار، وصولا لود مدني من الناحية الجنوبية.
وبتنظيف مناطق الدالي والمزموم يكون متاحا لجيوش الولايات الثلاثة التوجه جنوبا بحرية كاملة وظهرهم مؤمن، ما يساعد بحسب مراقبين في إحكام الحصار على مدينة ود مدني، التي ستتدفق اليها الجيوش من “9” محاور على الأقل.

شمالا بدأ الجيش، ليل الأحد اختراقات مهمة في المناطق الشرقية لسرحان وود النورة، وسط توقعات بوصوله لمناطق التكينة وفصل محلية الحصاحيصا عن العاصمة الخرطوم، بينما نشطت الفرقة 18 كوستي مؤخرا ونفذت تمشيطا ناجحا حتى منطقة نعيمة القريبة من القطينة.
وحسب مراقبين فإن تمشيط الجيش في منطقة الأعوج ووصوله حتى قريبا من القطينة الهدف منه تأمين ظهر جيش المناقل الذي سيحكم حصاره للجزيرة من الجهة الشمالية.

شمال شرق، في مناطق شرق الجزيرة، ينشط درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل وينفذ يوميا اختراقات مهمة، منطلقا من قاعدة “الروا” في سهل البطانة، وسط توقعات باكتساح شامل لهذه المناطق في لحظة واحدة مع بقية المحاور.

شرقا بدأ جيش الشرقية المنطلق من الفاو، عملياته العسكرية ووصل حتى مشارف الشريف يعقوب، بينما يرتكز الجيش غربا في مكان غير بعيد عن منطقة “بيكا” القريبة من الميناء البري ود مدني.

وجنوب غرب، هناك جيش النيل الأبيض الذي ساهم في تحرير جبل مويا، لتدخل جميع هذه المحاور لعاصمة الجزيرة في اللحظة نفسها ومن جميع الاتجاهات.

رغبة مشتركة

رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أكد خلال كلمة له بمقر الفرقة 17 سنجة، أن الاحتفال بتحرير سنجة سيكون من داخل مقر الفرقة الأولى ود مدني، واعتبر مراقبون تصريحات البرهان بمثابة إشارة تحرك للقوات صوب ولاية الجزيرة، البرهان نفسه عاد وأكد خلال حديثه في مؤتمر قضايا المرأة بشرق السودان، أمس الاثنين، أن الجيش لن يتوقف إلا بهزيمة المليشيا وطردها من الأراضي السودانية. فيما أكد وزير الاعلام الناطق باسم الحكومة، خالد الأعيسر في تصريحات لقناة العربية، أن الجيش مصمم على دخول ولاية الجزيرة وان ذلك سيحدث قريبا.
هذه التصريحات وغيرها تعكس بحسب مراقبين رغبة القيادة السياسية والعسكرية في حسم معركة الجزيرة بالسرعة القصوى، دون إبطأ أو تعطيل من ذلك النوع الذي كان يلازم تحركات الجيش.
وأكد مراقبون أن الخطة العسكرية لتحرير ولاية الجزيرة جاهزة وكانت بانتظار تحرير مدينة سنجة فقط، مشيرين إلى أن تحرير ود مدني سيكون مفاجئا للجميع من حيث السرعة والإتقان.

واقع المليشيا

تعيش المليشيا في ولاية الجزيرة والعاصمة ود مدني، حالة من التوهان والرعب، في وقت قال شهود إن عناصر المليشيا انسحبوا بأعداد كبيرة من قرى جنوب الجزيرة ووصلوا ود مدني، بينما تشهد المدينة حالات هروب لعناصر التمرد، ما اضطر معه رئيس الإدارة المدنية بولاية الجزيرة التابعة للمليشيا لإصدار أمر منع بموجبه الجميع بما فيهم المواطنين من مغادرة الولاية إلا باستثناءات تتعلق بالحالة المرضية الحرجة أو الطلاب الذين يرغبون في آداء امتحانات الشهادة السودانية.
وقال مراقبون إن القرار مقصود منه إيقاف تسرب عناصر المليشيا من ود مدني وهروبهم نحو الخرطوم.
وقال الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد، إن قيادة المليشيا طرحت ثلاثة خيارات للدفاع عن ود مدني، أولها تحشيد القوات في مناطق ود الحداد والحاج عبد الله للدفاع عن المدينة، بينما يقول الخيار الثاني أن يتم سحب الجنود للدفاع عن ود مدني من الداخل، بينما يميل خيار ثالث إلى الانسحاب لمنطقة جياد وإخلاء الولاية.

وأيا كان الخيار الذي سيتم التوافق عليه، فإن مراقبون يرون أن تحرير ود مدني مسألة وقت فقط ووقت قصير جدا، مشيرين إلى أن المليشيا ليست لديها قوة ولا إمكانيات لمواجهة جيوش تتدفق نحوها من جميع الجهات.

ووفق ما هو متاح من واقع ورؤية، فإن المنطق يصدق تحليل مراقبين تحدثوا للصحيفة في وقت سابق، من بينهم أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور الفاضل محجوب، يرون أن سنجة هى أخر معركة كبيرة بين الجيش والمليشيا في وسط السودان، مؤكدين أن تحرير سنجة يعني ضمنيا تحرير ود مدني، وأن ما يبذل من دماء في معركة سنجة هى في حقيقة الأمر دماء بذلت مسبقا لتحرير ود مدني.

الأرجح بحسب مراقبين، أن يدخل الجيش للعاصمة ود مدني دون مقاومة كبيرة، مستندين في ذلك على واقع المليشيا وهشاشة خططها وتواضع جنودها، أمام صلابة عناصر الجيش المدعوم من مستنفرين من الجزيرة لديهم رغبة في الثأر ممن شرد أهاليهم وانتهك أعراضهم.

المصدر / الطابية

مقالات ذات صلة