خبر وتحليل – عمارالعركي : البرهان إلى أسمرا: دواعي الزيارة والتوقيت الحاسم
▪️على نحو مفاجيء صباح الثلاثاء 26 نوفمبر تأتي زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى إريتريا في توقيت بالغ الأهمية، حيث تتزامن مع تطورات سياسية وأمنية دقيقة في المنطقة.
▪️الزيارة تأتي في توقيت حساس للغاية بالنسبة للسودان كى تُشكل خطوة أساسية في تعزيز التعاون الثنائي بين السودان وإريتريا، خاصةً في ظل التحديات الأمنية التي يواجهها السودان في محاربة مليشيا الدعم السريع.
▪️قد تكون هذه الزيارة مرتبطة بالتوجهات الجديدة التي بدأت تظهر في السياسة السودانية، والتي تبرز أهمية الدور الإريتري في الحفاظ على استقرار السودان ودعمه في محنته الحالية.
▪️جدير بالذكر أن هذه الزيارة تأتي بعد فترة قصيرة من زيارة وزير الثقافة و الإعلام السوداني الجديد مهندس / خالد الأعيسر، إلى إريتريا، ولا نستبعد أن تكون قد أسهمت بشكل مباشر في تحفيز الفريق البرهان لزيارة إريتريا، حيث يتمتع الوزير “الأعيسر” بسمعة طيبة في أوساط السياسة و الإعلام، وقد أبدى نشاطاً فاعلاً في ربط السودان بمحيطه الإقليمي والدولي بشكل غير مسبوق، ويُحتمل أن يكون الأعيسر قد لعب دوراً رئيسياً في “هندسة” هذه الزيارة وتنظيمها، مستفيداً من علاقاته الشخصية الدولية والإقليمية لتقوية الروابط بين السودان وإريتريا.
*التباطؤ في الرد السوداني:
*
رغم الدعم الإريتري المشهود ، الثابت و المستمر ، يبدو أن السودان قد تأخر في الرد بما يوازي حجم الدعم الذي تقدمه إريتريا، فبينما تفتح إريتريا أبواب التعاون مع السودان وتقدم له الدعم السياسي والإنساني، يظل رد السودان بطيئاً في اتخاذ خطوات ملموسة على مستوى تطوير العلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي أوسع، قد يكون هذا التباطؤ نتيجة لتداخل الأزمات الداخلية في السودان أو بسبب ضعف التنسيق بين مختلف المؤسسات المعنية بالشؤون الخارجية والسياسية.
*مصلحة السودان تتطلب ان تثمر الزيارة عن :*
▪️تعزيز التعاون الاستراتيجي مع إريتريا: ينبغي للسودان أن يسرع في تعزيز التعاون الأمني، الاستخباراتي والاقتصادي مع إريتريا، وذلك من خلال تفعيل الاتفاقيات السابقة وتوسيع دائرة التعاون في المجالات الحيوية. على السودان استثمار الدعم الإريتري المتزايد في مواجهة التحديات الأمنية،
▪️فتح قنوات تواصل مستمرة وفعالة مع القيادة الإريترية : يجب على السودان أن يعزز التواصل المستمر مع القيادة الإريترية من خلال زيارات دورية وتشكيل لجان مشتركة، بهدف بناء شراكة استراتيجية حقيقية.
▪️ *خلاصة القول ومنتهاه:*
▪️في ضوء الدعم الإريتري الثابت والمتنامي للسودان في محاربة مليشيا الدعم السريع، لا بد من أن يتحرك السودان بسرعة وبخطوات ملموسة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي مع إريتريا. التباطؤ في الرد على هذه المبادرات لن يكون في صالح السودان، خاصة وأن إريتريا تمثل الدولة الجارة الوحيدة التي وقفت بوضوح إلى جانب السودان في هذه اللحظات الحرجة.
▪️إذا استمر التمهل في تطوير العلاقات معها، سيخسر السودان فرصة ثمينة لتعميق هذا التعاون الذي يعد بالغ الأهمية في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية. إن التوقيت الحالي يستدعي تحركاً عاجلاً وفورياً، حيث لا مجال لإضاعة المزيد من الفرص في علاقات دولية استراتيجية قد تحدد مصير السودان في المستقبل القريب.