خبر وتحليل – عمار العركي :تحديات المرتزقة والتحركات الإماراتية : ما يجب على السودان فعله
▪️يواجه السودان تحديات أمنية خطيرة نتيجة للتدخلات الإماراتية المتزايدة في المنطقة، والتي تسعى إلى تصعيد الحرب من خلال دعم المرتزقة والمليشيا ، من أبرز هذه التحديات ما ذكرته تقارير صحفية عن دخول مرتزقة من كولومبيا وإسبانيا عبر ليبيا، بتنسيق مع قوات “خليفة حفتر”، لتنفيذ عمليات تهدد استقرار البلاد. هذا يعد جزءًا من خطة إماراتية تهدف إلى زعزعة استقرار السودان باستخدام وكلاء إقليميين، وهو ما يضع أمن السودان في خطر مباشر.
▪️تزامنًت التحركات الإقليمية للإمارات: مع هذه التطورات، حيث زار شخبوط بن نهيان، وزير الدولة الإماراتي، عددًا من دول المنطقة مثل تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وهي دول تمثل طوق و نقاط توتر إقليمي مؤثرة على السودان. هذه الزيارة تبرز الاستراتيجية الإماراتية في تعزيز نفوذها الإقليمي عبر توسيع العلاقات مع دول الجوار التي تحمل تأثيرات مباشرة على الأمن السوداني.
▪️التوترات في جنوب السودان تصاعدت مع تصاعد المحادثات حول احتمالية تنحي الرئيس سلفاكير في جنوب السودان، حيث تسعى الإمارات للاستفادة من هذه الفوضى لزيادة تدخلاتها، كما إن التقارب بين الإمارات وجنوب السودان يشير إلى إمكانية استغلاله كأداة لتحقيق أهداف إماراتية ، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في السودان والمنطقة.
▪️التحديات التي يواجهها السودان لا تقتصر على دعم المرتزقة، بل تشمل أيضًا التأثيرات السلبية الناتجة عن تحركات الدول المجاورة التي تتبنى سياسات مؤيدة للإمارات. مثل دول تشاد، جنوب السودان، إثيوبيا وكينيا حيث باتت تلك الدول نقاط ضغط على السودان نتيجة لسياسات الإمارات التي تستهدف تقويض استقرار السودان.
▪️ *ما يجب على السودان فعله:*
▪️في هذا السياق، يجب على السودان اتخاذ خطوات حاسمة لمواجهة هذه التحديات، خاصة على مستوى جهاز الأمن الخارجي السوداني. يتعين على السودان تعزيز قدراته الاستخباراتية والتنسيق الأمني مع الدول المجاورة لضمان تنفيذ اتفاقيات الأمن المشترك ومكافحة تحركات المرتزقة عبر الحدود. ينبغي أيضًا العمل على تنشيط اتفاقية القوات المشتركة مع ليبيا لمواجهة هذه المخاطر.
على المجلس السيادي، وزارة الخارجية، جهاز الأمن الخارجي، الإعلام الخارجي، والاستخبارات العسكرية التنسيق بتشكيل آلية استراتيجية موحدة ، تتضمن الخطوات التالية:
▪️توحيد الجهود الدبلوماسية، الأمنية والإعلامية للتعامل مع التحديات الإقليمية والتحركات الإماراتية.
▪️تطوير خريطة طريق لاستعادة الدور الإقليمي للسودان من خلال تعزيز العلاقات مع دول الجوار.
▪️بناء استراتيجية إعلامية مركزة توضح تأثير التدخلات الخارجية على استقرار السودان.
▪️تقوية دور السودان كفاعل إيجابي في الإقليم، بالاستفادة من أدوات القوة الناعمة، مثل الوساطة والضغط على المجتمع الدولي لدعم السيادة السودانية.
▪️ *خلاصة القول ومنتهاهو:*
▪️السودان يواجه مرحلة حاسمة في هذه الصراعات الإقليمية. تأخير اتخاذ الإجراءات اللازمة قد يزيد من تعقيد الوضع ويفاقم الأزمة. من الضروري أن تتعاون الجهات الحكومية المعنية في تنفيذ خطة شاملة تضمن الحفاظ على السيادة الوطنية وحماية الأمن والاستقرار في السودان.