تحت المظلة .. ماهر بيك : بورتسودان في الوجدان

العمود الجديد
.
.
كانت مدينة جدة تعاني بضع مرات سنويا من دخان كثيف يأتي من الغرب … هذا الدخان كان نتيجة حرق ما يتم جمعه من زرائب الحجر البيطري ببورتسودان للماشية المعدة للتصدير … أحد رجال الأعمال السودانيين ذهب إليهم و عرض وقف هذا الدخان … وافقوا و قالوا إنهم سيدفعون له إن نجح في هذا …. ذهب رجل الأعمال إلى سلطات ميناء بورتسودان و عرض عليهم تنظيف زرائب الحجر البيطري مجانا … وافقوا على عرضه …. بدأ العمل و كان يشحن ما يتم جمعه إلى الإمارات حيث يتم تجهيز هذا الروث و من ثم تعبئته تحت اسم سماد طبيعي …. استفاد السعوديون بتوقف الدخان و استفاد السودان النظافة و تشغيل بعض المواطنين و أجرة النقل بحرا … و المستفيد الأكبر رجل الأعمال هذا … غير أن البيروقراطية (و يمكن قول … الحسد) تدخلت و طالبت رجل الأعمال بتوريد حصيلة الصادر !!!! …. قال لهم أن الروث غير مذكور ضمن الصادرات التي يجب توريد حصيلتها … لا أعلم ماذا حدث بعد هذا.
بورتسودان تذكرني بموقف غريب … قبل تشغيل عدادات الكهرباء مسبقة الدفع تم نقل مدير جديد إلى الإدارة المركزية للكهرباء و المياه في بورتسودان … كانت الإيرادات لا تغطي المنصرف رغم الإستهلاك العالي … اجتمع المدير الجديد مع قراء العدادات و قدم لهم عرضا مغريا … سيتم احتساب العمل الإضافي ستة ساعات يوميا (كانت ثلاث) و أثنى عشر ساعة يوم الجمعة (كانت خمسة) مقابل أن يتم قراءة كل عدادات الكهرباء … وافقوا و عملوا بهمة و أصبح هناك فائض ايرادات يتم تحويله للخرطوم شهريا …. قدمت نقابة الكهرباء شكوى ضد المدير لأنه يجهد العاملين بأعمال فوق طاقتهم !!!!

مقالات ذات صلة