الجزيرة .. الي متى؟ .. بقلم / د. عبدالعظيم عوض

————————
ما يحدث في قري الجزيرة ومدنها وفرقانها ، شئٌ يندي له الجبين ، ويقطع نياط القلب ، كل صنوف القهر والقتل والنهب والإذلال وما خفي أعظم تمارسه حاليا مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد السكان هناك ، ضمير العالم الخارجي ساكنٌ وساكت ، والضمير الداخلي دافنٌ راسه في الرمال .. ويبقي السؤال ، الي متى سيستمر هذا الوضع المأساوي الذي لم يشهد العالم مثيلا له في عصرنا هذا .
طبيعي ان يُولي العالم الحر مأساة غزة الاهتمام اللائق ، بالنظر لتقادم سنين المأساة وتسليط الاضواء عليها طيلة الحقبة العدوانية الصهيونية علي ديار أهلنا في فلسطين المحتلة . لكن ماحدث ويحدث حاليا في قري شرق الجزيرة من مآسٍ وانتهاكات يفوق بكثير مايقوم به الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة ، وآخرها ماشهدته منطقة اللعوتة موطن صديقنا واستاذنا بروف عبداللطيف البوني والذي ظل صامدا صابرا بين أهله وعشيرته طيلة فترة هذه الحرب اللعينة ، ليضطر أخيرا مكرها لمغادرة اللعوتة هو أسرته متجهين نحو المجهول ، أو الي حيثما ينقطع الطريق او يكتمل الزاد .!
ولعل ماخرج للإعلام من مآسي الجزيرة قليل جدا عن ماهو مخفي في صدور الرجال ..
زميلنا الصحفي عبدالرؤوف علي طه ينقل علي لسان احد الفارين من جحيم قري الجزيرة : ، ان المهاجمين في الهلالية منعوهم من الذهاب للمساجد ومن دفن موتاهم، ووصف أشكالهم بأنها غريبة بشعر مرسل متسخ ويرتدون الحجل في ارجلهم وحلوقا في آذانهم وزماما في شفاههم المخرومة ويذبحون الشاه ويشربون دمها ولا يأكلون لحمها ، وبعضهم لا يتحدث العربية ولا يفهمها …
ولم يكتف المهاجمون من عناصر مليشيا آل دقلو بقتل وتعذيب الاهالي ونهب ممتلكاتهم بل لجأوا حسب بيان من تنظيم يدعى ” مؤتمر الجزيرة” الي فتح بوابات الترع والكنارات في اللعوتة علي منازل المواطنين بعد إخلائها عنوةً منها بغرض هدمها وإغراقها ، مما يؤكد أن هذه العدوان يهدف الي تغيير اجتماعي ديمغرافي واسع النطاق وفق خطة محكمة ومنهج متكامل .
السيد الفريق اول عبدالفتاح البرهان ، حسنا انك قمت بتفقد النازحين من قري الجزيرة المنتشرين بولاية نهر النيل لكن هل هذا يكفي؟؟
قطعا لا ، ننتظر من الإجراءات العاجلة ما يحفظ ما تبقي من كرامة لأهلنا في الجزيرة والوقت ماضٍ ، والاوباش ماضون في غيهم وعدوانهم علي الجزيرة وغيرها من مدن السودان ، نذكرك بقول الإمام علي إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك .. الا هل بلغت ، اللهم فاشهد .
د.عبدالعظيم عوض ،،،

مقالات ذات صلة