قضايا وطنية .. كتب فقيري حمد .. خيبة أمل
كتب فقيري حمد
خيبة أمل :
السيرة الذاتية لوزير خارجية السودان الجديد اوحت بخبرة واسعة في السياسية الدولية و مهارة في إدارة ملف علاقات السودان مع الجوار و العالم بما يحقق تطلعات شعب السودان في نصر عسكري مبين يرسي دعائم سلام مستدام .
الإطلالة الأولي لمعالي وزير الخارجية من علي شاشة الجزيرة لم توافق السيرة المتاعة و الصيت الذائع التي أذاعها محبو معاليه إذ جاءت باهتة و مخيبة لامال شعب السودان النبيل .
تعجبت ان يبداً خبير دولي بلغ من العمر ثمانين عام أو كاد، خدم في جهاز الدولة أربعين عام و بقي بعد المعاش فاعلا في الفضاء العام عشرون عام ان يبداً مهامه وزيرا دون قسم الولاء للوطن امام رئيسي القضاء و الدولة .
ليس هذا فحسب بل ان معالي الوزير فات عليه الالتزام ابسط قواعد العمل الإداري في نقل المهام من وزير إلي آخر إذ بدأ في ممارسة مهامه من مهجره دون تسليم و تسلم بما يوحي بتسفيه للقواعد و الأعراف المرعية و عدم تقديره لزمالة الوزير السابق و جهوده.
من ثنايا الحوار بدأ واضحا لمن القي السمع ان الوزير لا يحمل رؤية استراتيجية لسياسية خارجية واضحة المعالم تحاصر محور الشر الإماراتي بارادة دولية مناصرة لسيادة السودان رادعة لعدوان الإمارات .
تجنب معالي الوزير الإشارة الي دولة الإمارات الإمارة بالسوء ،الغدر و الخيانة و ظل وديعا مع قرينته عميلة الإمارات تشاد مخاطبا المذيع ( اطمئن يا احمد ) تشاد جارة و شقيقة و قريبا سوف نلتقي و نتصالح .
كان مرجوا في معالي الوزير تقديم رؤية للسلام مواكبة للتحولات الكبيرة التي حدثت في الميزان العسكري و الفضاء الدولي لكنه بدأ متمسكا بنود اتفاقية جدة التي تجاوزتها الأحداث و الانتهاكات المروعة داعيا الي تنشيط الوساطة السعودية الأمريكية المنحازة لميليشيات الجنجويد بدلا ان يرسل رسالة قوية الي دولتي الوساطة مفادها ان السودان لن يحضر منبرا تفاوضيا لا يعزز السيادة الوطنية ، يعترف بالحق الحصري للجيش الوطني في قمع أي متمرد يخرج عن طوع الدولة و يدين العدوان الامارتي علي السودان.
معالي الوزير رحب بالقواعد العسكرية في السودان من كل القوي العظمي، مبررا ذلك بأمثلة في الجوار مما يعني تفريطا مخيفا منه في سيادة الدولة ،امنها البحري و القومي.
في خاتمة الحوار قدم معالي الوزير مشروعا لحوار وطني شامل يجمع القاعد و المجاهد يعيد احزاب السودان المخزلة الي مسرح الأحداث و يمهد الطريق لمحاصصة الدولة من قوي خذلت الدولة و حاربت جيشها الوطني .
اخشي ان تكون الرباعية حاضنة هذا الوزير و احذر من مغبة ارتخاء يد المقاومة.
فقيري حمد
خبير وطني في السياسة
والعلاقات الدولية