يوم في أوائل يونيو 1992… مطار جوبا.. بقلم / ماهر بيك

يوم في أوائل يونيو 1992… مطار جوبا … مع بداية ظهور الشمس … و العمال يقومون بتفريغ طائرة الشحن سمعت شخصا يقول … وقفوا الشغل ده.
نظرت تجاهه … كان عسكريا على كتفيه ((زحمة)) … استمر العمل فصرخ نفس العسكري … قلت ليكم وقفوا الشغل ده.
أتى سبلوه … عنصر الاستخبارات العسكرية المهذب و طلب إيقاف العمل … اوقفنا العمل و جاء العسكري منتشيا بما على كتفيه و بدأ في محاضرة حول أهميته و موقعه الدستوري و الإداري و ضرورة أن نقدم له فروض الطاعة و الولاء.
بعد ذهابه أتى سبلوه و قال أن هذا استلم ترقيته للرتبة الأعلى أمس … ضحكت و عدنا للعمل.
بعد أقل من يومين … استيقظت حوالي الواحدة صباحا و لاحظت أن جهة القيادة يوجد إطلاق نار … وجدت بعض الزملاء مستيقظين تجهزنا للدفاع عن أنفسنا …. توقف اطلاق النار و حينما ملأ نور الشمس المدينة توجهنا للقيادة و رأينا في سوق ملكية لوري عسكري يبيع سكر و دقيق !!!! … وصلنا القيادة و وجدنا نتائج مذبحة قام بها المتمردون ضد كتيبة المدفعية التي كان يفترض رجوعها للخرطوم …. سألنا عن المنتشي برتبته الجديدة فقالوا …. شرد من هنا … بعد يومين سمعنا بنقله للكلية الحربية فقال بعض الضباط ساخرين … بيكون معلم فن الهروب.
.
.
اسم المنتشي لا زال عالقا في أذهان كثيرين عاصروا تلك الأيام … مجرد ذكر … فضيحة جوبا … يذكرون اسمه فورا

مقالات ذات صلة