الي الأهل في الجزيرة .. بقلم / د.عبدالعظيم عوض

الي الأهل في الجزيرة ….
—————————-
لهفي علي الأهل في الجزيرة وهم يتعرضون لابشع عدوان من مليشيا الدعم السريع الإرهابية في انتهاك صريح لكل القوانين والاعراف الدولية التي تكفل الحياة الحرة والكريمة للانسان ، والعالم حوالينا يتفرج الا من إدانات هنا وهناك، وحتي بعض هؤلاء الذين أدانوا ، صدرت بياناتهم خجولة خالية تماما من مجرد الإشارة الصريحة للمجرم باسمه ، وتجد بين السطور تلميحا ل( الطرفين) ..!
صحيح أن القوات المسلحة مناط بها دستورا وقانونا الدفاع عن السودان وحماية أراضيه وشعبه ونحسب انها تقوم بهذا الواجب في كافة المحاور وميادين القتال وتحرز في كل يوم تقدم انتظارا للحظة النصر الحاسم .. لكن الصحيح أيضا إننا اذا طالبنا الجيش بأن يعمل علي حماية مواطني قرى الجزيرة المنتهكة وسط الأحياء والفرقان والنجوع وبين الازقة والشوارع والحلال ، فنكون قد حملناه فوق طاقته بل فوق ماهو متبع وسط الجيوش ، التي عادةً ما توكل تلك المهام لقوات الأمن الداخلي من شرطة وخلافها وذلك في ظل حالة السلم والاوضاع العادية .
ولما كنا حاليا نواجه عدوانا شرسا مجردا من الأخلاق والقيم والسلوك التي تحدد قواعد الاشتباك والقتال المتعارف عليها في اوساط الجيوش المحترفة ، فإننا ندعو شباب تلك القرى التي تعرضت لعدوان المليشيا وكل قادر علي حمل السلاح للدفاع عن مناطقهم بتوجيهٍ وإرشاد وتسليح من القوات المسلحة ، خاصة انهم ، اي مواطني تلك القرى يحملون السلاح الأهم وهو الغضبة المشروعة والغبينة لما راوه بأم اعينهم من قتل ونهب وتنكيل واغتصاب بواسطة وحوش مجردين من كل معاني الانسانية والرحمة التي اختص بها المولى عز وجل الإنسان وكرمه بها .
ولعلنا نذكر ونتذكر في هذا المقام أن بعض مواطني هذه المناطق خاصة في رفاعة والهلالية التي تتعرض حاليا لابشع الانتهاكات من قوات المليشيا قد رحبوا ابتداءً بدخول هذه القوات واستقبلوها بالدفوف والذبائح كما رأينا وشاهدنا في مقاطع الفديو التي نشرتها المليشيا واعوانها من جماعة قحت ، ووصف حينها ياسر عرمان ذلك المشهد بقوله ” إن النموذج والاتفاق الذي حدث بين الدعم السريع واهالي رفاعة والهلالية يسمح للمواطنين بتقديم نموذج لإدارة حياتهم اليومية مما يمكن معه تعميمه في كل مناطق النزاع ” .
إذن والحال هكذا فإن أهالي هذه المناطق هم أدرى بالخونة و( الطوابير) الذين مكنوا العدو من احتلال مدنهم وقراهم التي لم يكن اصلا فيها جيش ، بل قد يخلو بعضها من مراكز او نقاط للشرطة .. وهم بالتالي الاقدر علي دحرهم وهزيمتهم وتقديم نموذج حي ليكون عظة وعبرة للخونة الذين ارتضوا بيع انفسهم واهلهم للعدو ..
وعلي صعيد آخر فإنه يجب علي كل أصحاب الضمائر الحية في العالم إدانة المجازر الوحشية التي يتعرض لها مواطنو شرق الجزيرة وتستهدف المدنيين بشكل مباشر بحرمانهم من أبسط حقوقهم في العيش الكريم والحياة بكرامة .
بقي من المهم التذكير بوجوب التعامل مع النفرة الشبابية للدفاع عن الوطن بقدر عال من العدالة خاصة في شأن التسليح ومطلوباته ليس في الجزيرة وحدها ، بل في كل المناطق التي في حاجة للاستنفار دون تمييز بين منطقة واخري ، أي تمييز قد يؤدى لنتائج عكسية نحن في غنىً عنها ..
د.عبدالعظيم عوض ،،،،

مقالات ذات صلة