متاهة حمدوك .. بقلم د. عبدالعظيم عوض

—١من٢——————-
مما لاشك فيه أن السوادنة قد ابتلاهم الله بواحد منهم إسمه عبدالله آدم حمدوك .. نزل هذا الرجل الابتلاء علي الناس وسط غبار الثورة وفوضاها وضجيجها وانسرب وسطهم دون أن يحس به أحد ليصبح في خضم تلك الغفلة حاكما علي السودان ، وبعفوية السودانيين تلك التفوا حول الرجل ومجدوه وظلوا يتوجهون له بالشكر والثناء علي إنقاذهم من الإنقاذ ،بل واطلق بعضهم عليه لقب المؤسس ( مؤسس شنو مش عارف ) .. وبمرور الأيام اكتشف الناس المقلب ، وأن حاكمهم الذي حلّ بينهم بجواز سفر بريطاني ليس سوى نصاب وعميل لقوى خارجية اوصلتنا لما نحن فيه الآن من فقر وتشرد وازلال للشعب ودمار لبلدهم .
في مقالي السابق حدثتكم عن زيارة حمدوك المتوقعة لبريطانيا بترتيب من المخابرات البريطانية ، وكيف أن السودانيين بلندن قد اعدوا للرجل ما يليق باستقبال العملاء والمأجورين .. وبالفعل فقد كان ( اولادنا) علي قدر المسؤولية الوطنية المتوقعة والمنتظرة ، إذ تنادوا من كل اصقاع بريطانيا وجوارها الأوربي ليسطروا للسودان والسودانيين يوما تاريخيا في حياتهم ، الخميس ٣١ اكتوبر ، ويذكّروا العالم من قلب لندن أن بالسودان شعبا لا يقبل الضيم ولا يرضى الهوان ، ويذكّروا الشهر الخالد في ذاكرة السودانيين ، أنهم مايزالون علي العهد الاكتوبري .
وكان العالم شاهدا علي تلك الجسارة السودانوية ، كما كان أيضا شاهدا علي أن حمدوك ورهطه ممّن يطلقون علي أنفسهم( تقدم) كيف هم فئة منبوذة ومعزولة ولاتمثل شعب السودان الأبي البطل .
وكم كان السيد روبرت سيلت عضو حزب العمال البريطاني صادقا حين علّق علي المشهد الوطني السوداني بقوله” لقد كان مشهدا ديمقراطيا حدّد فيه السودانيون من يقبلونه ومن يرفضونه” .. قطعا انها عبارة تعني الكثير خاصة أن حزب العمال هو الحزب الحاكم الان في بريطانيا .
وكم كان مدهشا ومثيرا للسخرية أن جوهر ماخاطب به حمدوك مناصريه من عضوية منظمته اللقيطة :
* أن حميدتي حيٌ لم يمت ، وأن الحديث عن وفاته مجرد إشاعة من الفلول .
* لابد من التفكير بشأن فرض حظر علي الطيران .
* تباحثنا مع أطراف دولية وإقليمية حول نشر قواتٍ أممية لحماية المدنيين !
بالله عليكم هل رأيتم كيف يفكر رئيس وزراء السودان في زمن الغفلة والتيه والضلال؟؟ ومازال يحوم حول حمى السلطة بنية العودة إليها تحت فوهات بنادق حليفه حميدتي والدعم المادي من بن زايد والفني من اليهود والصهاينة ؟ .. صحيح هو قال انه لا يرغب في العودة للسلطة وإنما يسعى فقط لإيقاف الحرب ، والصحيح أيضا أنه ( مُش علي كيفو) .. لأن أسياده هم الراغبون وهو مجرد دمية في يد الاستعمار الجديد بوكالة الإمارات، وهذا لعمري من تصاريف القدر ، أن تسعى دويلة هي مجرد ظاهرة وسط الأسرة الدولية لتغزو وتستعمر دولة بحجم السودان ، وهي تدرك حاليا خارطة السودان جيدا وأن مساحة تمبول والسريحة وازرق تفوق مساحة الإمارات عشرات الكيلومترات وأن عدد سكان القرى الثلاث التي انتهكها الدعامة بسلاح الإمارات يفوق المليون نسمة في حين نجد أن عدد سكان دويلة الإمارات الاصليين فقط ٨٠٠ الف نسمة .!
هكذا أراد مفكرو العولمة ، أن يفنى العمالقة ويبقى الأقزام، وفقا لخارطة شرق أوسط جديد وقرن أفريقي مستحدث يسرح في شواطئ بحره ومياهه اليهود ووكلاؤهم من عيال زايد وآخرون يعلمهم الله سنحكي عنهم غدا بإذن الله وفقا لوقائع ميدان جيمس إسكوير المحيط بتشاتم هاوس في قلب لندن .
د. عبدالعظيم عوض ،،،

مقالات ذات صلة