تطلعات السودان المستقبلية .. بقلم د / صلاح الدين خليل عثمان
السودان يتطلع لحياة داخلها الطموح لها طابع استراتيجى ونظرة مستقبلية.
الزمان الجديد زاحف علينا بهديره ورياحه الصرصرية . وهو عندى غربال خيار يبقى فيه ما ينفع الناس ، ويختفى منه الزبد والحثالة، الخونة والعملاء . حرب الكرامة ١٥/ ابريل/ ٢٠٢٤م. لا تزال نقطة تحول هامة فى تاريخ السودان الحديث . هى من أشرف المعارك التى خاضها الشعب وقواته المسلحة الباسله ، هى الطموح والنظرة التاملية المستقبلية ، هى قاعدة بطولية ونقطة مضيئة فى كفاحنا وارادتنا القوية القومية من أجل الحفاظ على ترابنا وتراثنا الوطنى . القوات المسلحة ظهرت احترافيتها بشكل أدهش العالم ، وعدت فانجزت ، تحملت المسئولية، صنعت النصر عمل جماعى متكامل جدية استثنائية سرية مطلقة ، لتحقق كل يوم انجاز مبهر خطت بموجبه التاريخ وحطمت تآمر دويلة الشر وشيخها الأبال الذى اختاره الغرب الصهيوني لتنفيذ مخططه وإبعاد دول الخليج عن بقية الدول العربية الأخرى والعمل على تفكيك هذه الدول . علينا مراجعة سياستنا الخارجية تجاه دول الخليج والأفضل أن نعمل بما قاله الرئيس الخالد هوارى بومدين بانهم خونه عملاء أبا عن جد . لهم سياسة خاصة بعيدا عن بقية الدول العربية . قدموا الدعم لإسرائيل فى حرب غزة ( بالمال والسلاح والبترول) . لا تستطع أى دولة خليجية أن تتهم نتنياهو بأنه ارهابى أو مجرم حرب . إفتعلوا الحرب ضد اليمن( عاصفة الحزم ) قرار اكبر من حجمهم انسحب الجميع انتهى ( هواء الحزم ) وتبخر . ترك الأمر للجيش السودانى وحده الآن يؤمن حمايتهم. فى المقابل تعمل هذه الدويلات على إبادة الشعب السودانى وتفكيك قواته المسلحة.
بعد هذا الموقف الجبان لا نقبل ان يقاتل الجندى
السودانى شقيقه اليمنى الذى يقاتل الآن فى أشرف ميدان دفاعا عن فلسطين . هذه الدول ما عاد لها بريق عربى تنفذ حاليا مخطط برنارد لويس وانفلوفونى أصحاب نظرية تقسيم العالم العربى والتفكيك الأخلاقي لشعوبه .
ورلز ولف صاحب كتاب حرب الإيمان الذى ينادي باشعال الفتنة بين الدول العربية لقتال بعضها البعض . السعودية انتجت ومولت وعرضت فلما إسرائيليا لإرضاء الغرب ضمن الخطة الثقافية ، بالأمس القريب أعلن بايدن ان السعودية ودويلة الشر تحت حمايته ممن نسيت السعودية أبرهة وطير أبابيل .
بعد حرب الكرامة لا نريد حكومة ذات أداء هزيل لنخب نرجسيه وانتهازية . تستبيح كل شئ فى صراع وجودي لإحتكار السلطة بلا ضوابط ولا محرمات . مما يفتح الثغرات ويستدعى الاطماع والمؤامرات وتدار البلاد بالمسكنات وتتدحرج نحو أحقر انواع الفساد.. حان الوقت لحكومة طموحة لها استراتيجية ، ملتزمة بسيادة القانون ، وزيرها حصيف عقلاني غيور على مصلحة وطنه يستطيع أن يلتقط بذكاء أينما تكون ثمرة المصلحة الوطنية بيد غير مرتجفة. نريد الدولة الخادمة للمجتمع والفرد وليس العكس . هذا ما تتبناه الدول الحديثة .
باختصار نريد حكومة ذات نظرة مستقبلية فكرية شاملة ، عميقة التعليل، هندسية التركيب ، تعليلية النهج ، رؤيوية التطلع.
اللهم لا ترفع عنا سترك ولا تنسينا ذكرك .
ا.د / صلاح الدين خليل عثمان ابوريان الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والامنية..