المدارس السودانية بمصر .. بقلم د. عبدالعظيم عوض
المدارس السودانية بمصر
—————— ———–
مهما كان حجم الخسائر الناجمة عن العدوان المليشي الإرهابي علي السودان ، تظل قضية التعليم وانتظام المدارس بمختلف مستوياتها الخسارة الافدح، حيث يفقد ملايين الطلاب حقهم في التعليم وهو حق اساسي من متطلبات الحياة ..
يواجه السودانيون اللاجئون في مصر ، وهم الاكثرية، حسب إحصائيات الأمم المتحدة ، يواجهون مشكلة المدارس السودانية التي أوقفتها السلطات المصرية لعدم التزامها بالمعايير المطلوبة، وهذا ما أكدته المستشارية الثقافية للسفارة السودانية في بيان لها صدر مؤخرا ، وتضمن البيان تحذيرا للسودانيين بعدم التعامل مع هذه المدارس لحين تمكنها من توفيق أوضاعها وفقا لمتطلبات السلطات التعليمية بمصر .
وهنا يتبادر للذهن سؤال وهو يتمثل في كيف صادقت السفارة لهذه المدارس ابتداءً ، ومن بينها مدارس ظلت تعمل لعدة سنوات ، أي لم تنشأ في ظل الظروف الطارئة الحالية ؟
خاصة وإن من المعلوم أن المدارس السودانية خارج السودان يتم التصديق لها ابتداءً من قبل وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع سفارة السودان بدولة المقر وذلك بعد استيفاء الشروط التي تنص عليها القوانين والنظم التعليمية في الدولة المعنية .. من هنا يتضح أن قصورا ما ، تتحمل وزره الوزارة في الخرطوم ، والأدارة المعنية بالسفارة ، وظل هذا القصور قائما طيلة السنوات الماضية ، لكنه ظهر أخيرا في أعقاب تزايد المدارس السودانية وانتشارها في العديد من المحافظات المصرية مع زيادة طلبات الحاجة إليها بطبيعة الحال .
وكان الوزير المفوض بالتربية والتعليم قد أقر في تصريحات له مؤخراً بهذه الأخطاء التي تراكمت طيلة السنين الماضية ، بل ووصف سيادته الإجراءات التي قامت بموجبها بعض هذه المدارس بالعشوائية ، وهو أمر مؤسف للغاية أن يتم التعامل بمرفق حيوي واستراتيجي مثل التعليم بهذه البساطة والغفلة .
لاوقت الآن للرمي باللوم هنا وهناك، بل تبدو الحاجة ماسة الآن لحراك مكثف من قبل المسؤولين في وزارة التربية والتعليم والمستشارية الثقافية بسفارتنا بالقاهرة لمناقشة الأمر مع المسؤولين بمصر بغية التوصل لصيغة تعيد الأمور الي نصابها وتقود هذه المدارس الي الوجهة الصحيحة التي تتسق وموجهات وزارة التعليم المصرية .
لابد من التذكير هنا بالعلاقات التعليمية مع مصر الشقيقة ، وهي علاقات ضاربة بجذورها في عمق التاريخ ، والادوار الكبيرة التي كانت تقوم بها البعثة التعليمية المصرية ليس في الخرطوم فحسب بل في العديد من الأقاليم والمدن السودانية والتي كان من ثمارها تخريج الالاف من الطلاب السودانيين من مختلف مراحل التعليم من الابتدائي وحتي الجامعة ، لذلك نتطلع لحلول مرضية لاشكالية المدارس السودانية بمصر ، تضع في الاعتبار احترام النظم التربوية والتعليمية للدولة المصرية ، والظروف الاستثنائية المعلومة التي يمر بها السودان حاليا .. وثقتنا كبيرة في ان سفارتنا بالقاهرة بقيادة ربانها السفير عماد عدوي قادرة علي إيجاد الحل لهذه القضية بالغة الأهمية .
د . عبدالعظيم عوض ،،،،