تقنيات المعركة ٤ .. القوات المسلحة ومواجهة الوسائل المستحدثة لإعادة تدوير مخطط التفكيك
ظلت القوات المسلحة السودانية عبر تاريخها التليد صامدة متماسكة وتقوم بدورها الوطني في حماية الدولة السودانية من المؤامرات التي تستدفها في إنسانها ووحدتها ومواردها وسيادتها الوطنية، وظلت طيلة العقود الماضية من الزمن في مواجهة مفتوحة مع مؤامرات التركيع والإستعمار والهيمنة الغربية، ونجحت في إحباط كافة هذه المحاولات المستميتة التي إتخذت أشكال متعددة تبلورت في إفتعال الصراعات بين الدولة السودانية ومايسمى بالهامش ورعاية حركات مسلحة تبنت قضايا وهمية ستاراً للأجندة الإستعمارية وقوائم إرهاب وحصار إقتصادي والكثير مما لايسع المجال لذكره، كل هذه الجبهات فشلت في تمكين ساعي الخراب الغربي من مفاصل الدولة السودانية، وظهر حجم هذا الفشل بعد التغيير الذي إستهدف حكومة الإنقاذ وإسقاطها تحت الغطاء الثوري حيث كان ظنهم بأن سقوط الإنقاذ هو نهاية الدولة السودانية ونجاح المشروع الغربي، حتي إتضح لهم البون الشاسع بين الإرادة الوطنية المتغلغة في وجدان السودانيين ومؤامرتهم الهزيلة، إلا أن رغبتهم القوية في الهيمنة على الدولة السودانية ذات الحدودة الممتدة والمواراد الوفيرة والمتنوعة والموقع الفاعل في القارة والشرق الأوسط، كانت كفيلة بدفعهم لمواصلة الإستهداف الذي إتخذ مساراً أكثر حدة ودموية وعنفاً وجر البلاد إلى أتون الحرب، عبر ماسمي بالإتفاق الإطاري “الهجين” الذي جمع ضعاف النفوس سارقوا ثورة الجوع المصنوع، الذين هرعوا نحو السفارات لكسب الدولارات والمطامع الشخصية الضيقة علي حساب الوطن والشرف والإنتماء، مع قادتهم صناع الإستعمار والهيمنة بالعالم وأدواتهم بالمنطقة، إلا أن القوات المسلحة السودانية اليقظة والشعب السوداني معلم الشعوب إستطاعوا مجددا تهشيم أدواتهم العسكرية “والسياسية” لكسر شموخ السودان الأبي وهزيمتهم، بتحقيق التقدم والإنتصارات يوماً تلو الآخر في كافة الجبهات.
كل هذه المعطيات والتجارب حصّنت الدولة السودانية ودفعتها نحو الريادة الوطنية حيث لا مجال للإستسلام والخنوع أو التوقف من مواصلة التصدِّي المشرِّف لمحاولات الإستهداف، فأصبحت جميع الوسائل المستحدثة لإعادة تدوير مخطط التفكيك هشَّة ومكشوفة أمام المُعلِّمون المتعلِّمون عبر العقود، ولم يتبقى لهم من أدوات مشروع الهيمنة سوى بعض الرِّعاع الخائفين الفارِّين من نيران الجيش والشعب في فجاج الأرض، أو بعض المتجولين المتسولين بأبواب السفارات والمنفيين الهائمين بغرف الفنادق بحَّت أصواتهم بالنهيق في عالمٍ إفتراضي يُخوِّنون حماة الوطن، الذين أقسموا ألا يبارحوا درب النضال حتى تنقشع الظُلمة وتزول الغمة وتسود الطمأنينة والسلام من أقصى الغرب الى أقصى الشرق ومن أقاصي الشمال إلى أقاصي الجنوب ولو قدموا في سبيل ذلك أرواحهم أو نالتهم سياط التجريح والتخوين.
نصر الله القوات المسلحة السودانية
ولا نامت أعين الجبناء