مصطفى عبد العزيز يكتب : لن نرهن دماء شعبنا للمنظمات الاقليمية والافريقية
و الهجمة كانت في اوجها
و الحرمات تنتهك والاعيان تنهب وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر والعدو ينتشيء وينادي الا فكاك لكم يا شعب السودان والعالم يتفرج وكثر يترقبون ويستعجلون في انتظار بيان تتويج العملاء والماجورين والخونة على ارض السمر ومهد الحضارات وبلد الثروات باطنها وظاهرها، والكل يستل سيفه ليجهز على هذه الفريسة والصيد الثمين ، والكفلاء ومنظمات الدرهم والدولار تسدل ساعدها وترخي جنابها وتدبج البيانات وهي ترعد وتزبد وتتوعد وتساوي بين الدولة ومتمرديها والشعب ومنتهكي كرامته وبين الغادر والمغدور به، وابواق الفجور تعتريها نشوة الانتصار ويفرح مقهقهاً في علو واستهتار لا يعنيهم لا القتل ولا العرض ولا قوافل نهب الفجار ، صموا اذانهم عن صرخات النسوة وبكاء الصغار واستغاثات شيخ عجوز قهره التتار ،
ولكن على الارض يقف رجال صناديد عند اللقاء، لا تساوي الدنيا عندهم جناح بعوضة، يتحملون الصعاب ويتلقون الضربة بيد ويقاتلون باليد الاخرى، شمروا سواعدهم صبيان في ريعانهم وقادة يشتعل الشيب في اعناقهم ، وكل ذلك لم يثنيهم ولم توهن لهم عزيمة، ليس لهم الا الله ودعوات شعب صابر، وصادقين عبر دول العالم سقو من نفس الكاس وعلموا إن هذه هي اخر قلاع الامة، إن يهلك هؤلاء القوم فعلينا وعلى الدنيا السلام.
وللغر الميامين راي آخر وقول زاخر وفعل أعظم فيكون الثبات ثم الثبات والثبات .
والعدو يدعم بكل فتاك، و الطعنات تتوالى، فيقل الصديق ويتوارى الحبيب ولكن ارادة الله غالبة ورحمته سائدة ورويداً رويداً تنقلب الموازين بتضحيات جسام وشباب غر لا يعنيه العمر، تتساقط امامه وحوله كل ضربات وجولات العدو فما تزيده الا يقيناً بصدق القضية ، ويتنادى الناس من كل حدب وصوب الا يا خيل الله اركبي، فيعانق سيف القائد حسام الجندي والرائد، فتعبر آمال وطموحات أمة تقدم ريعان شبابها ويسبق كهلتها صبية اشبالها ويتقدم رجالها وتدعمهم نسائها، وتتهلل اسارير الشعب ويهلل فرحاً يعانق قيادته ويشاركها كل نعل حذاء بنعل وكل فعل بفعل، وتنطلق اعراس افراحه تجوب مدن العالم فتغيظ العدا.
ويقارع الشعب خلجات وترهات افواه اعلام مريض وصوت منافق رعديد وتتوالى الانتصارات وتحل البركات ولكن ذلك يدمي قلوب كفلاء العاهات وتهل علينا الدعوات وصخب المنظمات الذي طلبناه في حوجتنا ولكنه تناسنا مع قبض الفتات والشعب يقولها قبل تحقيق الذات واقتصاص حق الفلذات
وكل صوت ثكلى و اوهات البنات وحق كل امراة ارهبتها فوهات سارقي العرض اشباه القونات وكل حفنة تراب نجستها ملايش عرب الشتات، لن نسامح و لا عودة ولارجعة و لاتراجع، فأين كنتم واين اختفيتم والاعراض تنتهك واين نمتم ونساءونا تهرب بجلدها تتوسد الطرقات.
فأمضي جند العز ولا وقت لدينا ولا شيء يوقفنا إلا لاداء الصلوات، والشعب يدعم بصالح الدعوات فلا زمن يؤخرنا ولا صوت يمنعنا ولا حائل يردعنا عنهم قبل أن يتنادى في الحضر والفلوات
بعلو صوت، وذاك هو الرهان لا عفو ولا رحمة إلا من دخل دار ابي سفيان.