مصطفى عبد العزيز يكتب : يا جيش الجزيرة بقج العوض واهله قد اضناها الترحال
مصطفى عبد العزيز يكتب
يا جيش الجزيرة
بقج العوض واهله قد اضناها الترحال
◾والعوض يحمل اهله يجوب كل البقاع ينخره الألم ويهد عضده فلا يجد ارض تحويه ولا واد يأويه ويحن لماضيه ويصدح انينه نحيباً تنساب ادمعه في ترسال قائلة من للشلابي والسفروق والطواري والماسوق وبهيمات حاجة السرة وغنيمات بت الضوء ولبن بقر حاج الماحي
وتبس فول ود عبد الرسول وجبنة ست النساء بت جاه الرسول وقعدات دكان خير السيد ود حنضول.
◾ويطرق العوض البصر يبحث فلا سماء رعدت ولا ثرية وجد ويدندن في كبد يرواده الحنين لنومة الضهرية تحت ظل شجرة حاج ابراهيم ودحمد ويتذكر حوشه الوسيع الفقد وحواشته بعد الخضار اصبحت بوار وحصاد مؤسم شفشفوه التتار.
وقد غاب كل خير من البلد وحل الهلاك والدمار وانفقد السند وتشتت الحبان بين امصار واقطار حتى ود سعد العمرو مافارق الفريق ولاسافر بره البلد.
◾ويتراى أمامه و يمر شريط لن ينسى ولن تفارق ذهنه معالمه ومليشيات تتار ال دقلو وهي تقتل وتنهب وتغتصب وترحل وتشرد دون ادنى مراعاه لكبير ولا لصرخات طفل صغير او دميعات نساء الحفير ولا تناسو حتى همهات كلب تحت الزير وكلو لاقى نفس المصير.
وتاتي الأنباء للعوض واهله والاخبار كل سوق احد من امحمد علي ود سند عمي حاج الطيب ود بابكر مات قهر وعلي ود المبارك ساقو الدعامة ليهو شهر وامو حاجة نفيسة اضناها البكى والبعاد والسهر.
والدعامة امهلوهم اسبوع لدفع 10مليار ولا طلقة عيار، والبلد عدمانة الريال ويا العوض اهو ده الحال كيفك وكيف العيال والعوض كضم ووقع، حير ام العيال وكل احد الوضع على ذات المنوال.
◾ويطل السادس والعشرين بصباحتو باكراً وتبكي دموع الرجال فرحاً مع قوات العبور وعشم العوض في العودة للجذور ينتعش بعد ذبول بهجة وسرور،
ويحتفل العوض واهله احتفال الفاتحين ويعبر العوض حواجزه النفسية التي خربتها واثرت فيها انتهاكات المليشيا التي ترد اليه مع كل اتصال يأتيه
ولكن فرحة العبور تعيد إلى نفسية العوض عنفوانها ويبتهج العوض واهله ويتفاعلون مع زردية ترند القائد في موجة عارمة من الانبساطة والقهقهة والضحك، طعم لم يزقه العوض منذ أن غادر مهد صباه مكرهاً مجبراً ناجياً بأهله من براثن بطش المليشيا وغدرها بأهل منطقته والمناطق المجاورة.
◾وتتوالى البشريات اليومية مع تقدم الجيش في كل المحاور والعوض واهله يرفعون اكف الضراعة ويقيمون الليل نصرة لجيش السودان الباسل ويرسل العوض رسالته إلى المرابطون في ثغور الجزيرة أن اعيدو للوطن قلبه النابض
ورمز عزته الصامد اعيدو الجزيرة ومشروعها الرائد، فهي جمل شيل السودان وهي ملتقى كل جميل فيه بحواضرها واريافها وهي الثقافة الممتدة طيبة وحب وكرم حملت وتحملت اقتصاد السودان سنينا عددا، وهي البوتقه التي انصهرت فيها قبائل السودان دونما من او اذى، وقد اجتمع حبها في قلوب كل أهل هذا البلد المعطاء، فلا تتركوها لهوانات الزمن التي ابتلانا الله بها ،فجرحها ينزف يوم بعد يوم مع تصرفات همج مليشيات ال دقلو وتتجدد جراحها مع صباح كل انتهاك يصيب اهلها من بغي وتجبر الغزاة المغتصبون ويظل يتمسك اهلها بالصبر والدعوات ان يخلصهم الله من هذا الكابوس الذي يجثم على صدورهم، فتقدم وتقدم يا جيش فقد تمادى غي البغاة حتى شكت من بغيهم حشائش الارض التي سالت علي جنباتها أغلى دماء ومازالت تسيل حتي احمرت سيقان القمح واسودت زهرات القطن بعد بياض واختلط لون الطماطم بلون الدم فما عاد الناس يفرقون بينها وبينه.
وجرح الجزيرة لن يدمله الزمان فظهرها طعن من من قدمو اليها واحتضنتهم وقلبها انكوى من من ربتهم وساقها تكسر من من اوتهم ، وتظل هي الام الرووم وفرح الليالي القادمات .
◾وتتوالى صباحات الفرح
والعوض يحزم امره ويخبر اهله أن يجهزو انفسهم فايام الفرح الكبير قادمة وعليهم ان يعدو العدة ويحزمو حاجياتهم استعداداً للعودة للوطن و للديار و للاهل و للجيران وللعزة والكبرياء والشموخ التي فارقته مع صباحات اول يوم دخلت فيه المليشيا بلدته ،ولكن نسماتها تعود الآن مع عودة الروح فيرسل العوض تحذيراته لقوات المغول أن عهد الذل قد ولى وأن عمار الارض قادمون على اسنه الرماح ولنصرة الحق طائعون ولقصاص السكلى والارامل ودماء الشهداء منتقمون وإنا إن شاء الله من كل صوب داخلون ولكل ميجر عابرون ولارض الخيرات عائدون
فقد طال الفراق وأن العوض وأهله لرائحة دعاش الارض مشتاقون وقد حزمنا العزم بعد أن سئمنا من تغربنا الذي صرنا فيه نازحون او تشردنا وعبورنا الحدود لاجئون، ولكنا عائدون عائدون وحتماً بمشيئة الله عائدون.