وقفات .. بيان المؤتمر الوطني استباق للاحداث .. بقلم ابراهيم عيسي هدل

دعم حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية والتيار الإسلامي العريض للقوات المسلحة لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة منذ مسيرة أمان السودان عام ١٩٨٥ بالفترة الانتقالية للانتفاضة بقيادة المشير عبدالرحمن محمد الحسن سوار الذهب، بل أن حيلولة د. حسن عبدالله الترابي دون محاكمة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة الفريق إبراهيم أحمد البشر عبود عقب ثورة أكتوبر ١٩٦٤م، يؤكد على تمسك الحركة الإسلامية بالعهد والميثاق مع جيشها الحامي لمالنا ودمنا.

ولكن في تقديري أن هذا البيان الصادر من المؤتمر الوطني لم يكن موفقاً في موضوعه وتوقيته وفيه محاولة مبكرة لاستثمار النصر العسكري للجيش لتحقيق غايات سياسية تتعلق برفع العزلة عن المؤتمر الوطني للمشاركة بالانتخابات المقبلة
وهذا استباق للأحداث وعجلة لا مبرر لها مطلقاً وعلينا في هذه المرحلة الحفاظ على تماسك اللحمة الوطنية التي ضمت الجيش بالحركات المسلحة في القوات المشتركة بالإضافة للمستنفرين والمقاومة الشعبية وكتائب المجاهدين والمناضلين من كافة القوى الثورية التي تقاتل جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة.

لا يخفى على كل سياسي حصيف أن التهمة التي تستثمرها مليشيا الجنجويد وذراعها السياسي بتقزم قحت المركزي وداعميهم الإقليميين والدوليين هي سيطرة الإسلاميين على الجيش السوداني، وهذا سبب استماتة دويلة الشر والمؤامرات العبرية مع حلفائها باللجنة الرباعية الدولية في دعم ورعاية مليشيا الجنجويد، فهل صدر بيان المؤتمر الوطني ليؤكد ويعزز هذا الاتهام والمعركة لم تحسم بعد ؟!
نأمل ابتعاد كل المساندين للقوات المسلحة عن الخطاب الحزبي في هذه المرحلة ولتكن الحصة وطن بحق لا كما زعم بعض القحاتة
والله من وراء القصد.

✍️ إبراهيم عيسى هدل

مقالات ذات صلة