الكلام المباح/مني ابوالعزائم تكتب: فشل مفاوضات ” كنشاسا” وصمت المادتين 36 و38 من مجلس الامن الدولي يقود لاشتعال القرن الافريقي
الخرطوم/ اثير نيوز
تقرير- مني ابوالعزايم
بعد الاعلان رسميا عن فشل مفاوضات ” كنشاسا” بين السودان ومصر واثيوبيا حول سد النهضة ، بدأت تتضاءل الحلول السلمية الي حد بعيد بعد ان تباعدت المواقف وفشل المجتمع الدولي من ايجاد ارضية ثابتة للتفاوض الذي يمنع الانفجار في منطقة القرن الافريقي وخاصة بعد التعنت الاثيوبي الرافض للوساطة الرباعية ، والتمسك بعملية الملء الثاني للسد في يوليو المقبل نسف فكرة التقدم في المفاوضات والاعلان المبكر عن فشلها
يقول دكتور حسن صبحي الخبير الدولي ان المجتمع الدولي يقع على عاتقه دور كبير لتأمين منطقة القرن الافريقي والحيلولة دون وقوع حرب في المنطقة بسبب النزاع بين الدول الثلاثة ” السودان ، اثيوبيا ، مصر) ويضيف بان ضعف المجتمع الدولي في توفير الاجراءات اللازمة يقوده لعدم القدرة علي منع اندلاع حرب وشيكة في المنطقة، وتظل الخيارات لاتزال متاحة امام السودان في الاعتماد علي الشركاء الغربيين ، او يقود بنفسه حملة الدفاع عن قضاياه الحيوية بشكل اكثر قوة وصرامة وان يختار السودان سياسة الدفاع عن مصالحه العليا بعيدا محاولات ارضاء امريكا واوربا كما يحدث الآن من سياسات ارضائية للغرب.
وعلي صعيد متصل قال الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية والري المصري، إن المجتمع الدولي صامت على “أفعال إثيوبيا” الرافضة للتفاوض بشأن سد النهضة بشكل لا يتناسب مع معطيات المنطقة، متابعا: “الجهد المصري والسوداني يقول للعالم هو فيه ايه النهاردة الدولتين تحت مخاطر شديدة وما يقرب من 150 مليون مواطن تحت الخطر بسبب بناء السد”.
وأضاف الدكتور محمد نصر علام، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج “من القاهرة” المذاع على فضائية “سكاى نيوز عربية”، السبت الماضي، أن سد النهضة ضخم جدا وقد يسبب أضرارا عميقة جدا في السودان أثناء التشغيل، متابعا: “وإثيوبيا غامضة جداَ في التفاوض”.
وأكد أن إثيوبيا تراوغ في التفاوض، فتارة تقول “هنملئ السد ومش هنضركم”، فكيف سيحدث هذا ونحن لم نتفق وأيضا أنتم ترفضون التفاوض وإنهاء الخلاف، مضيفا: “مفيش حوار حقيقي تقدر تستمع إليه”
واستمرار تعثر الوصول لحل بشأن سد النهضة الإثيوبي والذي تصر السودان ومصر على أنه يشكل خطرا حقيقيا على حياة الملايين من مواطني البلدين، قد يجعل البلدين تفكران باستخدام أوراق مختلفة. بيد أن الخيار الدبلوماسي والقانوني يبقى هو الأقرب، حسب العديد من المراقبين.
فالمادة 36 من ميثاق مجلس الأمن الدولي تخول للمجلس التدخل في أي مرحلة من مراحل النزاع بين الدول وإصدار قرارات ملزمة لكل الأطراف. كما يمكن للمجلس وفق المادة 38 من ميثاقه فرض وساطة دولية أو إصدار قرار تحكيمي أيضا لتجنب أي صراع أو حرب قد تندلع بين الدول المتنازعة. ويمكن للدولتين الاستناد لهاتين المادتين للضغط على إثيوبيا، حسب خبراء في القانون الدولي.
الأمر أكده أيضا الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، حيث قال في حوار مع موقع مصراوي “إن خيارات مصر بعيدًا عن استخدام الآلة العسكرية، تتمثل في مجلس الأمن، وإصدار قرارات ملزمة لإعادة المفاوضات تحت مظلة دولية تمتلك أدوات الضغط على كل الأطراف”.
وإلى جانب الورقة الدولية يمكن للقاهرة والخرطوم أن تستخدما الورقة الاقتصادية للضغط على أديس أبابا. فالمعروف أن السدود التي عليها خلافات لا يجوز تمويلها من الدول والمؤسسات المالية الدولية. وهنا يمكن لمصر والسودان تفعيل هذه الورقة أمام المجتمع الدولي لتطبيق القوانين والمواثيق الدولية، حسب ما جاء في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
واخيرا تظل اللهجة الحادة التي تحدث بها الرئيس السيسي على هامش زيارته لقناة السويس الأسبوع الماضي وتحذيره من أن المساس بحق مصر في مياه النيل سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها يترك الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالات ومنها خيار القوة أيضا، حصوصا أن السيسي عاد وأكد أنه لا يهدد أحدا بتصريحاته وأن مصر متمسكة بخيار التفاوض، إلا البعض رأى في تلك التصريحات قرعا لطبول الحرب ضد أثيوبيا وتهديدا بالخيار العسكري.