تقنيات المعركة ٣ .. الخلايا النائمة والمرجفون في المدينة .. بقلم إسماعيل شمس الدين
في حالات الحرب ومع إشتداد صلابة حصون المدن وقوتها الدفاعية وإستحالة هزيمتها عبر جيوش تقليدية يكون من الضروري بمكان توفر نسبة عالية من الوعي المتقدم بين قاطني هذه المدن وكل مستفيد من نعمة الأمن والإستقرار الذي توفره أجهزتها الحكومية والأمنية والعسكرية، إذ أن العدو عندما يحدد هدفه فسيعمل بإستمرار لتحقيقه عبر طرق شتى، وأخطر ما قد تحتويه هذه السناريوهات هو أن تؤتي المدينة من بين أسوارها، فحركة التجارة والسفر واللجوء الذي تفرضه الظروف الإقتصادية والإنسانية والإجتماعية على المدينة تخلق بيئة مواتية لمثل هذا السناريو، وهو ما يتطلب وعياً جمعياً وتعاون متواصل من المجتمع المدني مع السلطات المختصه في الداخل لتكامل الادوار، فالعدو يرسل الجواسيس بإستمرار لتحديد نقاط القوة والضعف لتسهيل عملية الإختراق، وبناءاً على تقارير الجواسيس يبدأ عمل الخلايا والمرجفون في المدينة في إضعاف نقاط القوة وتفكيكها عبر عدة وسائل، أبرزها إطلاق الشائعات وترويجها فهي أسهل وأسرع وسيلة لضرب المدن من الداخل خاصة في المجتمعات متوسطة الوعي، ورغم كل ذلك تقع المسؤولية في محاربة مثل هذه الظواهر على عاتق السلطات الحكومية والأمنية كونها المسؤول الأول عن المدينة وسلامة مواطنيها، فترك مثل هذه القضايا تتمدد بين المجتمعات دون أي معالجات عاجلة ستسمح لأجندة العدو بالمرور وتفتح الباب على مصراعيه لإستهداف المزيد والمزيد من القوى الصلبة داخل المدينة مما ينعكس سلباً على الحصن والدفاعات الخارجية.
ولكن الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع تظل هي المقولة الأصدق، وأن نسبق العدو بخطوة هي إستراتيجية ناجحة وإقتصادية، فمعركة الكرامة وبرغم ماترتب عليها من معاناة كشفت للسودانيين كل العملاء والخونة والمتعاونين والمرجفون بالمدينة، ومعرفة العدو تستوجب القضاء عليه في كل مكان وزمان وبشتى الطرق والوسائل.